الشريط الأخباري

أمريكا طليعة الانحطاط… بقلم: حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2021/01/15 الساعة 1:51 مساءً

مدار نيوز/

حتى وهي تتهاوى أمام العالم ، تواصل امريكا ارتكابها المزيد من جرائمها وبشائعها و فضائحها ، ومن ضمنها فرض عقوبات على شركة الدواء الايرانية التي تعكف على انتاج اللقاح المضاد للفيروس القاتل “كورونا” ، الذي يذكّر بموقف الكيان من منع العقار عن الاسرى الفلسطينيين في سجونها ، هناك تفرض امريكا حصارا وتمنع وصول اللقاح ثم تمنعهم حتى من محاولة تصنيعه ، وهنا تعتقل آلالاف وتفرض عليهم احكاما بالمؤبدات المؤبدة ، ثم تربأ ان تقدم لهم اللقاح لأنهم يستحقون الموت .

من ضمن ما فعلته ايضا ادراج شعب قوامه عشرين مليونا من الحوثيين على قوائم الارهاب ، بدلا من وقف العدوان العربي عليهم للسنة السادسة . ومن أطرف تخريجات وزير الخارجية الامريكي بومبيو ان ايران تدعم تنظيم القاعدة وانها التي دعمت عملية 11 سبتمبر ، فما كان من نظيره الايراني الا ان رد عليه ردا بليغا من ان المنفذين جاؤوا من عند حلفائكم وحبايبكم الذين تفضلونهم .

من بين المثقفين العرب الذين يتحفوننا بالظهور على الشاشات ، والبعض منهم يدعي التقدم ، رأوا في احداث الكونغرس طفرة امريكية ، ودلالة على مدى ديمقراطية امريكا ورقيها وعظمتها ، وحين يكون المحاور موضوعيا ، ويكاد يحشرهم في الزاوية او في خانة اليك كما يقال ، يذهبوا للفصل بين امريكا الداخل وامريكا الخارج ، وانها في الداخل آمنة مستقرة يحب الناس بعضهم بعضا ، يختلفون في فترة الانتخابات كل اربع سنوات مرة ، ثم يقر المهزوم بهزيمته ويبارك للفائز فوزه ويتمنى له التوفيق في مسيرته . هذه المرة استثناء ، وستذهب في حال سبيلها .
لا يدرك هؤلاء المحللون وبالتحديد من يدعون التقدم ، ان العلاقة بين الداخل والخارج هي علاقة جدلية ، وكما ان ليس هناك خير بدون شر ، ولا نهار بدون ليل ، ولا رجل بدون إمرأة ، فإنه ليس هناك داخل بدون خارج ، فالحروب التي يعتبرها الداخل انها خارجية ، هي في نهاية المطاف داخلية ايضا ، فالجنود الذي يشحنونهم الى آلاف الاميال ، هم فرز الداخل ، وحين يعودون في الصناديق انما يعودون الى الداخل ، والامثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ، شأنها في ذلك شأن بقية الدول . فالداخل والخارج اشبه ما يكون بعلاقة الشكل بالمضمون ، يعكس كل منهما ذاته على الآخر . ولذلك نرى ان قضية الهجوم على الكونغرس ليست قضية عابرة او استثنائية او طفرة ، فالرئيس المنتخب لا يستطيع القدوم الى التتويج بالقطار ، واغلاق العاصمة بالحواجز الاسمنتية مشهد مألوف فقط عندنا ، والجنود الذين حضروا لتأمين التتويج بلغوا عشرين ألفا حضروا من 18 ولاية … الخ .
قبل حوالي ربع قرن ، وضع الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي كتابا نوعيا صارخا بعنوان “امريكا طليعة الانحطاط” ، رجّح الكثيرون من مثقفينا انه يبالغ ، لكن من ير ما يحدث اليوم في أمريكا يعرف تماما ان هذه بعض تجليات الكتاب .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=200085

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار