احداث نابلس فاقت حدود فنجان القهوة وتسويات مراكز القوى

كايد معاري\ لم يبلغ الياس بني شمسة عتبة ربيعه الخامس، حتى التحق بركب الطفلة دينا الطبوق التي فقدت والدها قبل شهرين من الآن، في ظروف تشابهت فيه الآلام، واختلفت حوله الإجتهادات.
الشهيدان عنان الطبوق وعلي الصيفي سقطا أثناء محاولتهما فض شجار نشب بين عائلة الكردي وضابط في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني بمنطقة الضاحية في نابلس، نتج عنه إصابة زوجة ضابط الأمن بجروح خطيرة، تطور الحدث لاحقا ونتج عن عملية إطلاق نار ادت الى مصرع الطبوق والصيفي.
نجحت قوى الأمن حينها في القبض على المتهمين الأساسيين في عملية إطلاق النار، مما ساهم في تهدئة الغليان في الشارع النابلسي برهة من الزمن قبل أن يفيق اهالي نابلس على عملية قتل ثانية لضابطي امن اخرين : شبلي بني شمسة، ومحمود طرايرة، أثناء تأديتهم لمهمة في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
فنجان القهوة
منذ شهرين تجاوزت الأحداث الأمنية في نابلس حدود فنجان القهوة، أو التسويات مع مراكز القوى في المحافظة بعد نزيف دماء اربعة من ضباط الامن الفلسطيني خلال شهرين فقط.
مرات قليلة التي يمنح فيها الرأي العام النابلسي الأجهزة الأمنية الفلسطينية تفويضا لضبط الأمن والنظام، وإستخدام كل السبل لمنع وحش الفلتان الأمني من العودة إلى المدينة، وسط حالة إلتفاف غير مسبوقة، تضعضعت قليلا بعد قتل الأجهزة الامنية لأثنين من المطلوبين لها : فراس حلاوة، وخالد الأغبر.
فقد أصدرت عائلة الاغبر بيانا طالبت فيه بالتحقيق في تجاوز الاجهزة الامنية للإجراءات القانونية، مدعية إعتقال الأجهزة الامنية خالد حيا قبل إعدامه.
من جهته، يؤكد محافظ نابلس أكرم الرجوب على إستمرار الحملة الأمنية في المدينة، وملاحقة الخارجين عن القانون، مؤكدا أن حلاوة والأغبر قتلا عقب إشتباك مسلح مع الأجهزة الأمنية.
فصائل تصطف خلف الأمن
وتصطف لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس خلف الأجهزة الامنية الفلسطينية، مفوضة إياها بملاحقة الخارجين عن القانون، والضرب بيد من حديد كافة أشكال الفلتان التي تنتهك حقوق المواطنين، وتضرب السلم الأهلي في المدينة.
التنسيق الفصائلي في بيانها دعت أيضا إلى إتخاذ قرار سياسي وامني لا رجعة فيه تجاه ما يجري في مدينة نابلس.
تفويض مشروط
يدعم الرأي العام النابلسي خطوات الأجهزة الامنية لفرض القانون وبسط النظام في المدينة، لكن يتضح من التصريحات التي خرجت اليوم أن هذا الدعم غدا مشروطا:
يدعو اللواء سرحان دويكات عضو المجلس الثوري في حركة فتح المؤسسة الامنية بالتحلي بأعلى درجات المسؤولية والحكمة وضبط النفس في إدارة الأزمة، والعمل بأقسى درجات الجدية، والتأهب للحفاظ على ممتلكات المواطنين وأرزاقهم.
ويدعو دويكات أيضا الأهالي الى الإحتكام للقانون، والإبتعاد عن العقلية الثأرية، التي ستقود إلى تأزيم الوضع في المحافظة.
ويرى تجمع مؤسسات المجتمع المدني في نابلس أن فوضى السلاح، وإنفلات الأمن يتطلب خطة شاملة ومستدامة، عنوانها فرض النظام والقانون دون إستثناء.
وطالب التجمع في بيان صدر عنه اليوم أن يكون النشاط الأمني تحت مظلة القانون، دون انتهاك للحقوق او تغول على المدنيين.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=4072