ارتفاع خطير في العنف الرقمي ضد الفلسطينيين

مدار نيوز \
كشف “مؤشّر العنصريّة والتحريض 2024” الصادر عن “حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي”، عن ارتفاع خطير في خطاب الكراهيّة والعنف الرقميّ ضد الفلسطينيّين. وقد رصد المؤشّر، على مدار السنة الماضية، 482,041 محتوى عنيفًا وتحريضيًا، أي بمعدل 23.6 منشورًا في الدقيقة، وهو ما يعكس تزايدًا مقلقًا في استخدام الفضاء الرقميّ كأداة لنشر العداء والتحريض.
ويشير التقرير إلى ارتباط وثيق بين تصاعد خطاب الكراهية والتطوّرات السياسيّة والعسكريّة، خصوصًا خلال الإبادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين في غزّة. ويوضح أن الدوافع السياسيّة والعرقيّة والدينيّة كانت المحرّك الرئيسي وراء تصاعد هذا الخطاب الذي يستهدف الفلسطينيين أينما وُجدوا.
ويُشكّل العنف الرقميّ المفعم بالكراهية تجاه الفلسطينيّين، وفقًا للتقرير، انعكاسًا للعنف الممارَس على أرض الواقع، ويغذّي أحدُهما الآخر، حيث اجتاحت النداءاتُ الداعية إلى تكثيف القصف والقتل المنصّات الإلكترونيّة، بينما نشر جنود إسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات توثّق ممارساتهم العنيفة تجاه الفلسطينيين والفلسطينيات، مما يساهم في تأجيج الإجرام والقتل بحقّ الفلسطينيين وشيطنتهم.
ووصف “حملة” موجة العنف الرقميّ التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العبريّة منذ السابع من أكتوبر بأنها “هوجاء”، مشيرًا إلى رصد سبعة ملايين مثال على المحتوى العبري العنيف ضد الفلسطينيين في الفترة الممتدة بين كانون الثاني وأيلول 2023 على المنصّات الإلكترونيّة المختلفة.
ويميل ميزان توزّع المحتوى العنيف بشكل كبير لصالح منصّة “إكس” (تويتر سابقًا)، رغم الانتشار الأوسع لمنصّة “فيسبوك” بين الإسرائيليين، وهو ما يشير إلى أن المنصّة المذكورة لا تراقب إطلاقًا المحتوى المنشور باللغة العبريّة، كما يُبرز ليونة وعدم نجاعة آليات الرقابة التي تستعملها “فيسبوك” على المحتوى العبري، بعكس ما هو معمول به بالنسبة للمحتوى العربي، مثلًا.
بالمقابل، لا تزال السلطات الإسرائيليّة تقمع وتعتقل مواطنيها الفلسطينيين لمجرد نشرهم محتوى يعبّر عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزّة، ويترافق ذلك مع حملات كراهية وتحريض علنيّة يقودها وزراء وسياسيون ونوّاب في الكنيست ضد الفلسطينيين والفلسطينيات، دون التعرّض لأي إجراءات قانونيّة، الأمر الذي يسلّط الضوء على ازدواجيّة المعايير في إنفاذ القانون على الشبكة وخارجها.
وفي المحور المخصّص للمقدسيّين، وثّق التقرير 8,484 منشورًا تحريضيًا وعنيفًا ضد الفلسطينيين المقدسيّين، معظمها على منصّة “إكس”، في ما وصفه بأنه مؤشّر خطير على الاستهداف الممنهج لهذه الفئة.
بينما وثّق في المحور الذي خُصّص لرصد ظاهرة الفرح والشماتة بمقتل وإصابة فلسطينيين في الداخل جرّاء سقوط الصواريخ في بلداتهم، 9,289 منشورًا عبّر فيها مستخدمون إسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي عن فرحهم بمقتل فلسطينيين جرّاء القصف، وهي ظاهرة تكشف عن التطبيع المتزايد مع خطاب العنف الرقميّ في إسرائيل، واستخدام الفضاء الرقميّ كأداة لتعزيز العنصريّة والتشجيع على التحريض، كما ورد في التقرير.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=335727