الشريط الأخباري

اسرائيل تلاحق مدرسة فلسطينية من “اطارات الكاوتشوك” الخان الاحمر-

مدار نيوز، نشر بـ 2016/08/18 الساعة 9:16 صباحًا

محمد يونس\ تجلس الطفلة خديجة ابراهيم، على مقعد خشبي في الصف السابع في مدرسة صغيرة مقامة وسط تجمع بدوي على مشارف مدينة اريحا، وتصغي باهتمام الى ما تقوله المعلمة، دون ان تعي ان مدرستها هذه التي تشكل عالم احلامها مهددة بالهدم من السلطات الاسرائيلية، وان مستقبلها برمته بات مهددا بالهدم ايضا..

واقامت الوكالة الايطالية للتنمية هذه المدرسة في العام 2009 من “اطارات الكاوتشوك” القديمة المستعملة بسبب منع السلطات الاسرائيلية اية اعمال بناء في هذه المنطقة، وذلك كي توفر صفوفا دراسية لابناء التجمعات البدوية الفلسطينية الواقعة في منطقة “الخان الاحمر” البعيدة كثيرا عن المدارس في المناطق الحضرية.

وقالت مديرة مشروع بناء المدرسة في الوكالة الايطالية جيوي بنيديتي: “لم يكن امامنا خيار آخر سوى ان نبني هذه المدرسة من اطارات الكاوتشوك لان السلطات تحظر على الناس البناء في هذه المنطقة”.

وطليت جدران المدرسة بالطين واقيم سقفها من الواح الزينكو بسبب حظر استخدام الاسمنت في البناء. لكن السلطات الاسرائيلية اصدرت قرارا بهدم المدرسة التي تضم تسعة صفوف مدرسية مختلطة تخدم التلاميذ من خمس تجمعات سكانية في المنطقة، في اليوم الاول لبنائها.

وقبل ايام استدعى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي القنصل الايطالي في القدس، وابلغه ان السلطات الاسرائيلية ستغلق المدرسة طالبا منه نقل التلاميذ الى مدرسة آخرى قبل بدء العام الدراسي.

وسارعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الى بدء العام الدراسي في هذه المدرسة، أمس، قبل اسبوع من موعده الفعلي في تحد لقرار السلطات الاسرائيلية، واستدعت ممثلي البعثات الدبلوماسية الاجنبية الى مقر المدرسة لاطلاعهم على واقع المدرسة والتلاميذ وبيوت الصفيح التي يعيشون فيها.

وقالت ممثلة المشروع في المؤسسة الايطالية: “يريدون منا ان ننقل الطلاب، لكن لا يوجد مدرسة قريبة، لا يوجد اي بديل سوى بقاء هؤلاء التلاميذ في مدرستهم واستكمال تعليمهم”.

واضافت: “التلاميذ الصغار يعيشون حياة تعليمية هنا، لديهم صفوف دراسية وكتب وملعب للرياضة، لا يمكن ان نقبل بازالة كل هذا”. وابلغ المحامي الاسرائيلي الذي يتولى الدفاع عن المدرسة ممثلي التجمع البدوي ان السلطات قررت ازالة المدرسة بعد ان تقدم سكان مستوطنة “كفار ادوميم” المجاورة بدعوى الى المحكمة مطالبينا الزام الجيش الاسرائيلي بتنفيذ قرار هدم المدرسة.

وتتمع المستوطنة المقامة على اراضي الفلسطينيين في هذه المنطقة بكل مقومات الحياة من ماء وكهرباء وشبكة هاتف ارضي وخلوي وامن ومدارس واندية وبرك سباحة وملاعب ومواصلات عامة وغيرها في حين تحرم التجمعات الفلسطينية المجاورة من اي نوع من هذه الخدمات جراء القيود الاسرائيلية.

وقال وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم: “السلطات الاسرائيلية تحارب المدرسة لانها مصدر حياة للتجمعات الفلسطينية في هذه المنطقة، وهي تسعى لقتل الحياة في هذه التجمعات بازالة وتدمير المدرسة”.

وتسعى السلطات الاسرائيلية لتهويد القدس الشرقية والمنطقة “ج” التي تساوي 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية ومن ضمنها الاغوار التي تشكل 28 في المئة من مساحة الضفة.

واعلنت السلطات قبل عامين عن خطة لبناء مستوطنة تسمى “E1” تضم عدة احياء متفرقة في المنطقة الممتدة من القدس الشرقية وحتى نهر الاردن.

وقال ماجد فتياني محافظ اريحا والاغوار ان السلطات الاسرائيلية تضيق الخناق على 20 الف فلسطيني يعيشون في 23 تجمعا بدويا في هذه المنطقة، من بينها الخان الاحمر الذي تقع فيه المدرسة، من اجل طردهم منها واقامة المستوطنة عليها. واضاف: “هذه حرب استيطانية تهدف الى اقتلاع الفلسطينيين واحلال المستوطنين محلهم”.

وهدمت السلطات الاسرائيلية منذ مطلع العام الجاري 720 بيتا فلسطينيا في المنطقة “ج” 75 في المئة منها تقع في محيط مدينة القدس والاغوار.

وسلمت السلطات، امس، تجمعا بدويا شرقي القدس يسمى “تجمع ابو نوار” اخطارات بهدم 8 بيوت في التجمع. وقال الماطق باسم التجمع عماد الجهالين لـ”الحياة” ان السلطات الاسرائيلية تحاول ازالة الحي الذي تعيش فيه 113 عائلة بهدف اقامة الحي الجنوبي من مستوطنة E1. واضاف: “لقد حاولت السلطات اقناعنا بالانتقال الى ارض اخرى وبعد ان رفضنا اخذت تهدم بيوتنا”. واضاف: “قبل عدة شهور هدمت السلطات خمسة بيوت والمدرسة، واليوم جاءوا لهدم 8 بيوت اضافية”.

وابدى ممثلو البعثات الدبلوماسية الاجنبية تضامنهم مع المدرسة وسكان الخان الاحمر الفلسطينيين. وقال ممثل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في القدس “اوتشا” ديفد كارتر: “جئنا الى هنا للتضامن مع اهال هذا التجمع ومع تلاميذ المدرس”.

وقال سفير جنوب افريقيا اشرف سليمان: “ان ما يحدث في الاراضي الفلسطينية اشد من اجراءات الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا”. ورغم قتامة الصورة الا ان الأمل بدا في وجوه تلاميذ المدرس الذين يمثلون جيلا جديدا من الفلسطينيين يسعى نحو حياة افضل.

وقالت احدى معلمات المدرسة: “التلاميذ هنا يعيشون حياة شاقة، لا ماء ولا كهرباء ولا ملاعب، لهذا السبب نجد لديهم دافعا اضافيا للنجاح، انهم يسعون نحو حياة افضل”.

thumb kahn5 Al-Khan-Al-Ahmar-Mixed-School-22-e1433593392529 medium_2016-08-14-1fc97f9566 thumb (1)

رابط قصير:
https://madar.news/?p=3812

تعليقات

آخر الأخبار

شهداء الحرب.. 16,248 شهيدا في 1,550 مجزرة

الأربعاء 2023/12/06 1:12 صباحًا

إنها الحرب الأطول بتاريخ إسرائيل!

الثلاثاء 2023/12/05 8:00 مساءً