نظمت الإغاثة الزراعية بالشراكة مع المجالس القروية في بلدتي برقة وبزاريا بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة السبت اعتصامًا عند بئر المسعودية للمطالبة بربط البلدتين بهذا البئر.
وشارك بالاعتصام العشرات من أهالي برقة وبزاريا ومربو الثروة الحيوانية وممثلين عن المجالس القروية والإغاثة الزراعية، والذين رفعوا لافتات تطالب بحصة من مياه البئر القائم على أراضي برقة.
وقال مدير الإغاثة الزراعية بنابلس ضرار أبو عمر إن هذا الاعتصام يأتي ضمن سلسلة خطوات لتحقيق مطالب سكان هذه القرى وتحقيق العدالة بتوزيع المياه.
وأشار إلى ارتفاع أسعار المياه وتدني كمية المياه التي تباع لهذه القرى من هذا البئر، وهو ما أثر بشكل كبير على هذه القرى، لا سيما بزاريا التي يوجد بها حوالي 12 ألف رأس ماشية و100 ألف طير.
وأضاف أن حصة الفرد من المياه في بزاريا تبلغ 30 لترًا من المياه، وعند احتساب استهلاك الثروة الحيوانية منها، تصبح حصة الفرد بالسالب.
ولفت إلى أن برقة وبزاريا تحصلان على المياه من شركة “مكروت” من خلال خزان بيت إيبا الذي تقع مضخاته داخل مستوطنة “شافي شمرون” ويتحكم المستوطنون بفتح المحابس خاصة في الصيف، مما يؤدي لمشاكل اجتماعية وخسائر اقتصادية فادحة لمربي الثروة الحيوانية.
وقال أن بلدية نابلس رفعت سعر كوب المياه من بئر المسعودية إلى 10 شيكل، وطلبت من المجالس القروية تحديد أصحاب الصهاريج الذين يسمح لهم بالتعبئة من البئر، وحددت حصة شهرية لكل صهريج مقدارها 15 كوبا فقط.
وأضاف أنه بعد التوجه لبلدية نابلس، أعادت سعر الكوب إلى 6 شيكل، معتبرا أن هذا السعر لا زال مرتفعا حيث يباع كوب المياه لمربي الثروة الحيوانية في طولكرم بسعر 3 شيكل.
وقال أنه ستكون هناك اعتصامات أخرى أمام سلطة المياه وبلدية نابلس إذا لم يتم حل المشكلة، مبينا أن المواطنين في هذه القرى عانوا الأمرين خلال الصيف الماضي، ولن ينتظروا حتى الصيف القادم لعلاج المشكلة، ويطالبون بحلها قبل شهر أبريل القادم.
من جانبه، قال مدير قسم المياه في بلدية نابلس المهندس عماد المصري الذي حضر لموقع الاعتصام، أن بلدية نابلس لا تستطيع حل المشكلة لأن مصادرها محدودة جدا.
وأوضح أن بلدية نابلس تزود عددا من القرى من هذا البئر، بناء على اتفاق مع سلطة المياه.
وقال أن سبب المشكلة هو انخفاض منسوب المياه، مما تسبب بنقص عام بالمياه، الأمر الذي يتطلب تدخل سلطة المياه باعتبارها الجهة المخولة بتقسيم الحصص بين التجمعات السكانية.
وعبر عن قناعته بوجود مشكلة مياه حقيقية بهذه القرى، لافتا إلى أن البلدية أكدت منذ حفر هذا البئر أنه لكل الشعب الفلسطيني، لكن هناك جهة منظمة هي سلطة المياه، وهذا الاعتصام يجب أن يستكمل بتشكيل لجنة للتوجه إلى سلطة المياه.
ولفت إلى أن سلطة المياه لديها خطة بديلة لهذه القرى تم إقرارها مع بنك التنمية الألماني kfw لكن المشروع متوقف، وإذا ما تم تنفيذه سيكون هناك آفاق للحل.
ويتضمن المشروع بناء خزان ضخم في برقة بسعة 5000 كوب، يتم تزويده بالمياه من بئر المسعودية ومصادر أخرى، ليتم الضخ منه إلى جميع القرى بالمنطقة.
وأشار إلى أن مشكلة المياه مشكلة عامة، وأن الاحتلال يخطط لافتعال أزمة مياه ومعاقبة الشعب الفلسطيني، مستشهدا بتصريحات لمسؤول إسرائيلي أمام المنظمات الأجنبية العاملة في فلسطين، قال فيها أن الصيف القادم سيشهد جحيم مياه للفلسطينيين، وأن كارثة مائية تنتظرهم.
وكالة صفا