الأغوار.. ثلاثة شهور قادمة من المعاناة
أمس الأحد أعلنت صحيفة “يديعوت احرنوت” الإسرائيلية، عن نية قوات الاحتلال إجراء تدريبات عسكرية موسعة في منطقة الأغوار الشمالية، مدتها ثلاثة أشهر، تحاكي سيناريو حرب جديدة على لبنان وقطاع غزة.
الأسبوع المنصرم أخطر الاحتلال 14 عائلة في منطقة حمصة بضرورة إخلاء مساكنهم؛ بحجة إجراء تدريبات عسكرية في ثلاثة أيام متفاوتة من الأسبوعين الماضي والجاري، من الساعة السادسة حتى الحادية عشر صباحا.
كل مرة يجري الاحتلال مناورات عسكرية، يبقى السكان في تلك المناطق في وضع معيشي صعب فوق صعوبة الحياة. في المضارب البدوية المنتشرة على سفوح جبال الأغوار الشمالية، يعيش المواطنون حياة صعبة في مناطق تفتقر للبنية التحتية، التي يمنع الاحتلال انشاءها.
تعتبر حمصة واحد من عشرين تجمعا سكانيا، توجد في منطقة الأغوار الشمالية، ولا تقل مساحتها عن 40 ألف دونم، ويسكنها 14 عائلة تعتمد في عيشها على الزراعة البعلية وتربية المواشي.
مسؤول ملف الأغوار الشمالية في محافظة طوباس، معتز بشارات، قال في تصريحاته إن الاحتلال بدأ بإخطار المواطنين في منطقة حمصة بضرورة ترك مساكنهم منذ الأسبوع الماضي؛ للقيام بتدريبات عسكرية فيها.
وأضاف أن الاحتلال يعتمد في سياسة التدريبات، على إجرائها قرب التجمعات السكانية، وفي أوقات صعبة، بهدف الضغط عليهم لترك خيمهم.
عادة ما يجري الاحتلال تدريباته العسكرية في مناطق حمصة والرأس الأحمر وعاطوف والحديدية، بسبب تضاريسها المتنوعة بين جبلية وسهلية مفتوحة.
بشارات الذي كان عائدا للتو من منطقة الساكوت شرق طوباس، بعد أن استعاد الفلسطينيون أكثر من ألف دونم لصالحهم من المستوطنين، قال: “يتذرع الاحتلال بأنه يجري المناورات ليحاكي سيناريو حرب قادمة في جنوب لبنان، لكن الهدف واضح وصريح هو طرد الفلسطينيين من أماكن سكناهم وأراضيهم”.
وأضاف: “منطقة الأغوار لا تهدأ، كل أسبوع يجري الاحتلال تدريبات عسكرية، في يوم واحد كحد أدنى”.
علي أبو الكباش، أحد مواطني منطقة حمصة، أخطر من قبل الاحتلال بهدف ترك مكان سكنه في ثلاثة أيام متفاوتة خلال الأسبوع الماضي والحالي، قال: “تركنا أماكن سكننا في حمصة وابتعدنا كثيرا هربا من المدافع، لا شيء معنا نحتمي به من حر الشمس، وبقينا في منطقة سهلية لمدة خمس ساعات، حتى انهى الاحتلال تدريباته (…)، العائلات التي لم تحضر شيئا ستبقى في الجوع والعطش، الأمر سيتكرر الخميس والجمعة المقبلين”.
وأضاف أبو الكباش، وعمره (57 عاما)، وهو مختار منطقتي حمصة وعاطوف، “في ظل التدريبات العسكرية المتكررة في المنطقة، يعيش الأطفال حياة صعبة من خوف وهلع، وبعد عن خيمهم”.
منطقة الأغوار التي تمتد على طول الشريط الشرقي للضفة الغربية، تخضع في معظمها للسيطرة الإسرائيلية كاملة، ومنذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، أقامت سلطات الاحتلال العديد من معسكرات الجيش ومرابض المدفعية في هذه المناطق، وفي كل مرة يبدأ الاحتلال مناوراته يستخدم تلك المعسكرات والمرابض.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=9074