الاحتلال عاجز عن تحديد هوية منفذ عملية حاجز تياسير رغم استشهاده واحتجاز جثمانه

مدار نيوز \
لم تتمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية، حتى مساء الثلاثاء، من تحديد هوية منفذ عملية إطلاق النار عند حاجز تياسير في الأغوار الشمالية، والتي أسفرت عن استشهاد المنفذ عقب اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال تقل خلاله جنديين من قوات الاحتياط وأصاب آخرين.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أن جهاز الأمن العام (الشاباك) لم يتمكن من التعرف عليه بسبب عدم العثور على أي أوراق ثبوتية بحوزته، وفشل في مطابقة ملامحه مع قواعد بيانات التعرف على الوجه، خاصة بعد تعرضه لإصابة قاتلة بشظايا قنبلة.
ونقلت موقع “واللا” عن مصدر أمني إسرائيلي وصفه للحادثة بأنها “غير مألوفة”، مشيرًا إلى أنه رغم استشهاد المنفذ وتحفظ الاحتلال على جثمانه وتداول الخبر في وسائل الإعلام الفلسطينية، إلا أنه لم يتم رصد إقامة بيت عزاء له في الضفة الغربية.
وقال مسؤول عسكري إن المنفذ أصيب في وجهه بشظايا، ما يزيد من صعوبة تحديد هويته، موضحًا أنه ليس أسيرًا محررًا، وأشار إلى عدة سيناريوهات قيد الفحص، من بينها احتمال كونه شخصًا دخل الضفة “بشكل غير قانوني” من قطاع غزة، وأقام فيها لسنوات.

كما تفحص أجهزة أمن الاحتلال أن يكون الشهيد قد عبر من الحدود الأردنية قبل تنفيذ العملية؛ وأشار مصدر أمني إلى أن هناك تسجيلات مصورة تظهره وهو يسير نحو الحاجز من إحدى القرى المجاورة، لكنه لم يلفت انتباه أجهزة الرصد الاستخباراتي.
ونفذت العملية قرابة الساعة السادسة من صباح الثلاثاء، في موقع عسكري عند حاجز تياسير، حيث وصل المنفذ مرتديًا سترة واقية من الرصاص ومسلحًا ببندقية M16 وذخيرة، واقتحم الموقع العسكري الذي يضم 11 جنديًا، واشتبك معهم عن قرب.
وأطلق المنفذ لنار على أحد جنود الاحتياط داخل النقطة العسكرية ما أدى إلى سقوطه فورًا، قبل أن يواصل إطلاق النار باتجاه باقي الجنود، لاحقًا، دفع الاحتلال بكتيبة إلى الموقع حيث تمت محاصرة المنفذ واستهدافه بقنبلة أدت إلى استشهاده.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، نتائج تحقيق أولي أجراه حول العملية التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 8 آخرين بينهم 2 بجراح خطيرة، كشفت عن قدرات عالية لمنفذها، الذي واجه منفردا 11 جنديا وتعزيزات إضافية وصلت للدعم.
تسلل دون رصد واشتبك طويلا مع قوات الاحتلال قبل استشهاده
وأظهر المهاجم براعة كبيرة في التسلل خفية إلى الموقع العسكري الإسرائيلي والدخول إليه، فيما لم تتمكن القوات الإسرائيلية من قتله إلا عبر إلقاء قنبلة عليه، بعد الاشتباك معه لفترة طويلة، ولا تزال هويته مجهولة، رغم مرور ساعات طويلة على تنفيذ العملية.
ووفقا للتحقيق، تسلل منفذ العملية سيرًا على الأقدام إلى الموقع العسكري، ليل الاثنين – الثلاثاء. وعلى مدار ساعات الليل، بقي متخفيًا بالقرب من الموقع، حيث نصب كمينًا عند مدخله الرئيسي وانتظر لحظة خروج الجنود مع حلول الصباح.

ومع اقتراب الساعة السادسة فجرًا، خرج جنديان من الموقع في طريقهما إلى حاجز تياسير، ليباغتهما المنفذ بإطلاق النار عليهما من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة. وسرعان ما اندلع اشتباك عنيف بين المنفذ و11 جنديًا كانوا داخل الموقع العسكري.
وتبادل الطرفان إطلاق النار لعدة دقائق. وخلال الاشتباك، تمكن المهاجم من اختراق الموقع العسكري والوصول إلى برج المراقبة التابع له. في هذه الأثناء، تم استدعاء قوتين عسكريتين إضافيتين إلى الموقع، حيث بدأت عناصرهما بالتدخل وإطلاق النار نحو المنفذ.
لكن قوات الاحتلال لم يتمكن من تصفيته رغم كثافة النيران؛ ومع استمرار الاشتباك ومحاولات الجيش القضاء على المنفذ، حاول الأخير الانسحاب من الموقع، إلا أنه استشهد بعد إلقاء قنبلة يدوية عليه، وهي الطريقة التي أنهت المواجهة بعد فشل الطلقات النارية في تحييده.

وبحسب التحقيق، فقد كانت هناك طائرة مسيرة من طراز “زيك” جاهزة للعمل منذ بداية الهجوم، إلا أن الجيش امتنع عن استخدامها نظرًا لقرب الاشتباك من قواته، ما قد يعرضهم للخطر.
وأشار التحقيق إلى أن إحدى القضايا الرئيسية التي ستتم دراستها في التحقيق الموسعة هي كيفية نجاح المنفذ في التسلل إلى الموقع العسكري والبقاء فيه لساعات دون أن يتم رصده من قبل الجندي المكلف بالمراقبة في برج الحراسة.
ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة المتواصل منذ أكثر من أسبوعين، والذي طال محافظات جنين وطوباس وطولكرم. وفي 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ الاحتلال عدوانا على جنين ومخيمها، أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيا، حتى صباح اليوم.
ووسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة ليصل إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر ذاته، حيث استشهد 4 فلسطينيين، فيما بدأ الأحد عملية عسكرية في بلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس وبلدات في الأغوار الشمالية.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=331607