الاحتلال يقطع شارعا رئيسيا في بلدة سلوان ويتسبب بمعاناة للأهالي

قال المركز الإعلامي المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى المبارك “كيوبرس” اليوم الثلاثاء، إنه “منذ نحو أسبوع، قامت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، بإغلاق شارع وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بواسطة المكعبات الإسمنتية وباشرت أعمال الحفر التي ما زالت مستمرة حتى الآن”.
وشدد “كيوبرس” في بيان له، على أن إغلاق شارع وادي حلوة يؤدي إلى عرقلة حياة نحو 60 ألف مقدسيّ، حيث يعد شارعاً رئيساً يربط بلدة سلوان والقرى المجاورة لها بمدينة القدس، كما اضطر الأهالي بعد إغلاقه إلى ارتياد طرق بديلة أطول مسافة ووقتاً، ما تسبب بتأخر الطلبة عن مدارسهم، والعاملين عن أعمالهم صباحاً، إضافة إلى الإضرار بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يواجهون خيارين أحلاهما مُر؛ إما المشيُ على الأقدام أو ارتياد طريق أبعد عبر السيارة أو الحافلة، علماً أن الشارع ينتصف وادي حلوة شديد الانحدار ما يجعل مهمة المشي صعبة.
بلدية الاحتلال في القدس وعدت الأهالي بإنهاء أعمال الحفر خلال فترة وجيزة، لكنها لم تفِ بوعودها، ما اضطر بعضهم إلى إزاحة المكعبات الجمعة الماضية، حتى يتمكن السكان من تسيير أعمالهم، على إثر ذلك قامت شرطة الاحتلال باستدعاء مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام وخالد الزير إلى مركز شرطة صلاح الدين بالقدس، وحققت معهما لعدة ساعات متهمة إياهما بعرقلة أعمال البلدية والتحريض عليها إعلامياً، ثم أفرجت عنهما فجر السبت الماضي بكفالة مالية، واحتجزت مركباتهما الشخصية، والتي ترفض إعادتها حتى الآن.
كما قامت قوات الاحتلال بإعادة المكعبات الإسمنتية إلى مكانها وإغلاق الشارع، وإلقاء قنابل الصوت باتجاه الأهالي الذين تجمهروا احتجاجاً على الإغلاق، في ما تزعم بلدية الاحتلال بأن هدف هذه الحفريات هو تطوير البنية التحتية في وادي حلوة وهو ما ينفيه مسؤولون في البلدة، ويقولون إن “من يستفيد منها المستوطنون ولا تخدم أهالي سلوان أبداً، وتسعى سلطات الاحتلال لضم هذا الشارع إلى حدود مدينة داوود التهويدية”.
ولفت مسؤول في البلدة في حديث لـ”كيوبرس”، إلى أن سلطات الاحتلال بحثت عن الآثار بأطراف الشارع في بداية الأمر، ووجدت آثاراً إسلامية ورومانية، والآن تبحث عن آثار أخرى أسفل شارع وادي حلوة، معتبرا أن هذه الحفريات تأتي امتداداً لمخططات الاحتلال في سلوان كالقطار الهوائي وموقف “جفعاتي” للسيارات، خصوصاً وأنها تجري بالقرب من قطعة أرض تم الاستيلاء عليها من قبل جمعية (إلعاد الاستيطانية).
بينما نقل “كيوبرس” تدوينة عبر “فيسبوك” لمدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو قال فيها إن “زعيم منظمة العاد الاستيطانية ديفيد بيري بصحبة رئيس سلطة الآثار الإسرائيلية يشرفان مباشرة على هذه الأعمال، إضافة إلى أن الأنفاق التي تصل إلى أسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة تبدأ من منطقة إغلاق الطريق العام”.
ويلفت عمرو إلى أن سلطة الآثار الإسرائيلية التي تراقب الحفر عن كثب، تدعي بأن الموقع يمثل زاوية سور مدينة القدس زمن “نبي الله” الملك داود عليه السلام رغم أن الآثار هناك أقدم بكثير، وتعود لزمن اليبوسيين ربما بقيادة نبي الله صالح عليه السلام قبل الميلاد بـ 4000 عام، إضافة إلى آثار بركة عظيمة لمياه القدس الأولى موجودة إلى جوار منطقة الحفر مباشرة وهي غالبا حيث حصلت معجزات الشفاء بيد نبي الله عيسى عليه السلام للمرضى وليس ببعيد عن بئر نبي الله أيوب حيث شافاه الله عز وجل.
ونقل “كيوبرس” عن الطالبة بتول حجاج في الصف السابع الأساسي أنها تضر للمشي لمسافة طويلة حتى تصل إلى مدرستها (بنات الطوري الإعدادية)، بسبب إغلاق شارع وادي حلوة، حيث تضطر بتول للذهاب مشياً إليها بعد أن كانت تستقل مركبة عمومية، وتستيقظ في الصباح الباكر ومع ذلك تصل متأخرة إلى المدرسة، وتفوتها الحصص الصباحية.
وكان مجموعة من طلاب مدارس بلدة سلوان نظموا يوم الأحد الماضي، وقفة احتجاجية أمام الشارع المغلق، ورفعوا لافتات مطالبة بحقهم التنقل بحرية والذهاب إلى مدارسهم بدون عوائق، لكن حتى اليوم ما زالوا يمشون إلى مدارسهم في طريق ترابية وعرة وتحت وقع صوت حفر الآليات العاملة ليلاً ونهاراً على تهويد بلدتهم وتهجيرهم منها.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=6467