الانتخابات، هل ايقظت القبلية والعشائرية فينا؟

كتبت: تمارا حداد
الانتخابات الفلسطينية حق للشعب الفلسطيني ولكن عندما تشاهد القوائم وتنظر الى شدة التنافس بين مرشحيها، ستجد انها تعود الى قبائل وعشائر وعائلات. والتي لا تبشر بخير فهي ستزيد من فرقة الشعب الفلسطيني وتفتت عضد تماسكه وتضعف من تحقيق الانتماء والأخوة ولن تحقق الهوية الوطنية ولا تدعم المواطنة الفلسطينية.
فظهور وتبلور القبلية والعشائرية والعائلية في القوائم سيعيد القضية الفلسطينية الى ما قبل الصفر المئوي ، والذي سيعيد مظاهر الجهل والتخلف والتشرذم السياسي، وسيجعل الهوية المحلية اعلى سلطة من الهوية الوطنية واعلى سلطة من المجتمع الوطني بأكمله. وسيحد من دور الدولة ضمن هذه القبلية والعشائرية والعائلية.
وهذا ما تصبو اليه اسرائيل وهي ارساء قواعد القبائل على اساس القهر والسطوة والإخافة ، فلا سيادة للدولة ، سيعود النظام القبلي في العملية الديمقراطية سيدعم تفشي الآفات التي ستعشش في جسد الوطن وتوهن الحس الوطني ، وسينهي توحد الناس وقوة جذبهم نحو مركز الدولة ، وسيدعم ولاء الفرد لهذه العائلة وايضاعة التراتيب السياسية.
فالقبلية والعشائرية ستصبح مجرد رابطة سيكولوجية اجتماعية تعتمدها القبلية لتحقيق مطالبها ومصالحها وفرض ذاتها في حالات العجز التي تصحب الدولة . العائلية ستمزق النسيج الوطني وتتحول لفتات من العوائل . فالقوائم ومرشحيها لم تقوم على اسس كفاءات واسس علمية وثقافية بل العكس قامت على تهميش الخبرات والكوادر النوعية واستبعادها عن ساحة التأثير والإبداع العلمي والثقافي ، بالرغم انها هي القادرة على التأثير والارتقاء بواقع المجتمع ورفع المستوى الحضاري والعلمي. بل بنيت بعض القوائم على اسس قبلية وبعض مرشحين من لهم اسبقيات في العمليات الاحتيالية والسرقات المالية ، والكثير منهم من لا يحمل الشهادات سوى شهادة ( من يلفلف ويخادع هو من قائمتنا ، ومن لا يغش فليس منا ، ومن لا يفسد ليس منا).
هذه الانتخابات لا علاقة لها بالديمقراطية او الحرية ، فالوضع الراهن يحتاج الى اعمال حفرية في ادمغة البعض لإحياء العقلانية والحرية وحق الناس والابتعاد عن التخلف والانقسام وتحتاج الى عقول تعيد الالفة والمحبة للعائلات لا لشرذمتها وتفتيتها. فالانقسام والتفتت المجتمعي هدف الكيان الصهيوني ليعيد سيطرته على اراضي الضفة الغربية، وسيعيد نظام الادارة المدنية الاسرائيلية الى الضفة الغربية وقطاع غزة.
فتفشي القبلية يعني لا يوجد مبدأ المحاسبة والمساءلة او النقد، بل سيتمسك بالعادات والتقاليد الموروثة والتي ستربك قيام دولة حرة، وستنشر بذور الفرقة بين اواسط المجتمع الفلسطيني.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=5466