الشريط الأخباري

الانتخابات المحلية… بين المد والجزر العائلي والحزبي

مدار نيوز، نشر بـ 2016/09/06 الساعة 9:08 مساءً

كتب:راغب أبو دياك

المشهد الفلسطيني تتضح لمساته يوماً عن يوم وقد تجلت صوره أثناء التحضير والإعداد للقوائم الانتخابية للبلديات والمجالس المحلية ، وبدلاً من انجذاب الصورة نحو البعد التنظيمي من قبل من يحملون رؤيا فكرية وحزبية وتجيير كل الأشكال الأخرى نحو هذا السياق، أصبحنا نرى العكس وهذا بالطبع عائد لأسباب تتمحور بتعزيز وتمكين الحزب أو الإطار التنظيمي، بحيث كلما كان مركز ثقله أقوى نرى العائلة تعزز رؤيته ومكانته بحيث يتم العمل على تجيير العائلة من خلال أفراد التنظيم داخل العائلة من اجل خدمة التنظيم وتحقيق أهدافه ومساره التنظيمي والوطني وينعكس هذا المشهد بشكل كلي حينما تكون قوة التأثير والمركز للعائلة أقوى من التنظيم بحيث يصبح الإطار الفكري والتنظيمي جزء من الأدوات والوسائل ومراكز القوة التي تمتلكها وتستخدمها العائلة عبر تلك الأداة من اجل السيطرة على السلطة من خلال استخدام النفوذ والصراع العائلي مع غيرها ممن تلتقي معهم بالهدف والوسيلة ويسعون لكسب السلطة.

وما لمسناه إلى حد كبير بعد الانتهاء من تشكيل القوائم الانتخابية وإغلاق باب تسجيل القوائم الانتخابية والذي تمثل بمساحة النفوذ العائلي إلى حد كبير وقوة الدفع الكبيرة التي أصبحت تمتاز بها العائلة بحيث أصبح التعبيرعن مراكز القوة والبعد التنظيمي بصورة حزبية ولكن بوجه فعلي وحقيقي ذات بعد عائلي بدرجة كبيرة وهذا ما يستدعي إلى قراءة سريعة من قبل الفصائل الوطنية من حيث قياس المساحة التي تمتلكها داخل المجتمع الفلسطيني ومدى قوة تأثيرها ومواطن القوة والضعف لديها والعمل على تصويب ذاتها وإعادة صياغتها بما يتواءم مع بقائها كقوة مؤثرة بالمشهد الفلسطيني .

ورغم قوة وتأثير الغالبية من المرشحين للعملية الانتخابية وما يمتلكون من مؤهلات علمية وخبرات ذات علاقة ، لمسنا إلى حد كبير تدافع وتزاحم كبير تجاه الترشح والذي امتاز إلى حد كبير بعدم التعويل من قبل المواطن الفلسطيني على تلك القدرات التي يتمتع بها الشخوص والبرامج الانتخابية التي قدمت من طرفهم للناخب الفلسطيني ، وبالمقابل كان هناك سعي من قبل الجمهور الفلسطيني باحتواء القوائم الانتخابية للعديد من حملة الدرجات والمؤهلات العلمية والمهنية وأصحاب الخبرات وخاصة بان المهام الملقاة على عاتق الهيئة المحلية والبلدية ذات طابع خدماتي ، المواطنين شركاء بها ما يستدعي مشاركة الأكفأ والأفضل والدفع باتجاههم ، ورغم فتح المجال للعديد من هؤلاء الذين يمتلكون أجندات مهنية وعملية لمسنا تعذرهم بالعديد من المواقع الجغرافية، ما يستدعي إلى التوقف كثيرا عند هذا المؤشر الخطير والوقوف على أسبابه وسبل العلاج كي لا تصبح ظاهرة في المجتمع الفلسطيني .

ورغم أنني أرى النصف الآخر من الكاسة وما تحويه من أهمية تمثلت بالإعلان عن إجراء الانتخابات المحلية بموعدها وأهمية هذا الانجاز العظيم الذي لا اقلل من شأنه وما لازمه من إجراءات وخطوات امتازات بالنزاهة والمهنية والشفافية التي أحاطت لجنة الانتخابات المركزية وجميع الأدوات الأخرى لانجاز العملية الانتخابية ،إلا أننا يجب أن لا نغفل للحظة الأهمية ذات الوجوه المتعددة التي تمتع بها تلك الهيئات المحلية والبلدية سواء كان ببعدها الخدماتي أو الذاتي..الخ ومدى انعكاس ذلك على برامجها وأهدافها بحال أجدنا عملية الاختيار.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=6464

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار