الشريط الأخباري

الانتفاضة الثانية/الجزء السادس والأخير: الفرصة الضائعة التي كان يمكن أن تغير الصورة

مدار نيوز، نشر بـ 2020/09/30 الساعة 11:22 صباحًا

مدار نيوز-ترجمة محمد أبو علان دراغمة -30-9-2020: كتب آيال ليفي في صحيفة معاريف العبرية بمناسبة الذكرى ال 20 للانتفاضة الفلسطينية الثانية تحت عنوان:” بعد 20 عاماً، المواجهات، العمليات القاسية، والمفاوضات التي فشلت، والفرصة الضائعة التي كان يمكن أن تغير الصورة”.

بين الضفة الغربية وقطاع غزة:

عملية “السور الواقي” شكلت عملياً نهاية فترة حكم ياسر عرفات كقائد بلا منازع، بقي الرئيس محاصراً في المقاطعة في رام الله، والتي هُدمت أجزاء منها بجرافات الجيش الإسرائيلي، وبقي على هذا الحال حتى وفاته في العام 2004.

تحدث موشه يعلون عن حصار وتدمير المقاطعة قائلاً:” كان هناك مجموعة من الضباط يديرون الأدوات، بيننا كنا نطلق عليها تالي المدمرة، هدمنا المجمع وتركنا لعرفات مكان ضيق، هو لم يغادر المجمع خوفاً من ردة فعل شعبية باعتقادي، كان عليه غضب، الناس دفعت ثمن لعبه بالنار ” حسب تعبير موشه يعلون.

وتابعت معاريف العبرية، عملية “السور الواقي” استمرت قرابة شهر ونصف، خلالها اضطر رئيس الأركان آنذاك شاؤول موفاز لتقديم توضيحات عنها، وقال في سياق التوضيحات:” تعرضت لأسئلة في المجلس الوزاري المصغر، وكأنه كان هناك من لم يصدق أننا سنفعل ما نقوم بوصفه، ماذا ستفعل في الأحياء المزدحمة؟، كم سيكون من القتلى والجرحى؟، والسؤال المثير للسخرية، لماذا لم تفعل الشي ذاته في قطاع غزة؟، ردي عليهم كان، لقطاع غزة لن أدخل، غزة يمكن محاصرتها، يمكن عزلها، وفي اللحظة التي تدخل فيها، لا يمكن إلا أن تحتل قطاع غزة، وهذه قصة أخرى”.

وعن تفاصيل عملية السور الواقي، كتبت الصحيفة العبرية، خلال عملية “السور الواقي” تم السيطرة على الضفة الغربية، وخلال العملية كان مسار للتعامل مع المطلوبين (حسب التعبير الإسرائيلي)، ومع مختبرات تصنيع المتفجرات، ومع مرور الوقت تم بناء الجدار الفاصل بيننا وبين الفلسطينيين قالت الصحيفة، عدد العمليات تراجع بشكل كبير، وبالتالي تراجع أيضاً عدد المصابين.

وعن قطاع غزة كتبت الصحيفة، في العام 2003 كانت فرصة للمس بشكل كبير بالنية التحتية العسكرية للفصائل في قطاع غزة من خلال عملية “قطف شقائق النعمان”، آفي ديختر قال، عدم القيام بذلك كان أكبر خطأ ارتكبناه خلال عشرات السنوات الماضية في محاربة الإرهاب، وتابع ديختر:” حماس لا ترتكب نفس الخطأ الفادح مرتين في حياتها، لماذا كانت خاطئة؟، عندما خرجنا لعملية السور الواقي بدأنا بطي البنية التحتية للمنظمة، عندما قتلنا واعتقلنا القيادات، وكانت ضربة معنوية عالية عند خروج المسلحين وأيديهم للأعلى وبلابسهم الداخلي”.

وتابع ديختر:” في تقدير موقف من قبل حركة حماس، توصلت لقناعة إنه من الصعب الاستمرار، ودعت لاجتماع طارئ، وصلتنا معلومة عن ذلك الاجتماع في الخامس من أيلول، بدأنا نستعد، علمنا أن هذا سيكون غداً صباحاً، ولكن لم نعلم أين سيكون، بدأنا نبحث عن البيت، وكانت ثلاثة خيارات، أحدها كان بيتاً كلاسيكياً، وصلوا لهناك جميعهم، الشيخ أحمد ياسين، الرنتيسي، رئيس أركان حماس محمد ضيف، تم تخطيط كل شيء، والقنبلة في الطائرة”.

إلا أن المشكلة كانت أن البيت موجود في حيّ مزدحم، وفي جانبه كانت بيوت أخرى، الجيش الإسرائيلي استذكر ما جرى عندما تم اغتيال القيادي في حماس صلاح شحادة، حينها قتل 14 شخصاً، بينهم 11 طفلاً.

في ذلك الحين كان موشه يعلون رئيس الأركان الإسرائيلي، وشاؤول موفاز وزيراً للحرب، كانوا على علم بالأشخاص الموجودين في دائرة الخطر، وفي الوقت نفسه قدروا النتائج التي قد تترتب على ذلك.

موشه يعلون قال:” اغتيال أحمد ياسين طرح عام قبل ذلك، كنت مقتنع بضرورة اغتياله، إلا أن جهاز الشاباك اعتقد أن اغتياله سيؤدي لإشعال الشرق الأوسط، كونه قيادة دينية، وكانت معضلة سياسية أيضاً، وقضائية، في النهاية جاءت المعلومة أن الشيخ أفتى لامرأة بجواز تنفيذ عملية انتحارية (حسب الوصف الإسرائيلي)، وفجرت نفسها على حاجز إيرز”.

وتابع يعلون:” بعد مشاورات بين رئيس الحكومة شارون والمستشار القضائي للحكومة إلكم روبنشتاين وافقوا لنا المس به، حانت فرصة في عملية “قطف شقائق النعمان” وصلتنا معلومة أن قيادة حماس ستجتمع، اجتمعنا للتخطيط، سلاح الجو فحص المهمة، وكانت الإجابة، اغتيالهم إن كانوا في الطابق الأول، بحاجة لقنبلة وزنها طن، ويوجد مبنى على بعد خمسة أمتار فيه 40 عائلة، وان نفذنا الخطة المبنى الآخر سينهار، بعد النقاش كانت التوصية بعدم التنفيذ، لأننا قد نربح المعركة، لكننا سنخسر الحرب، وستكون هناك اضرار جسيمة ستطاردنا “.

جهاز الشاباك الإسرائيلي لم يلغي الفكرة، وقال ديختر:” قلنا لا يمكننا أن نخسر فرصة كهذه، وقررنا أن نستخدم قنبلة تزن ربع طن، قنبلة كهذه تقتل كل من سيكون في الطابق الثاني، الستائر كانت مغلقة، ولم نعرف في أي طابق المطلوبين موجودين، والاعتقاد الأرجح أنهم في الطابق الأرضي بسبب الشيخ أحمد ياسين”.

وتابع ديختر:”في النهاية القنبلة دمرت الطابق العلوي، ولكن في النهاية مخاوفنا تحققت كانوا في الطابق السفلي، هناك من تحدثوا أنهم شاهدوا الشيخ ياسين المقعد يركض على قدميه وهو يفر من المكان، اعتقدنا أن نطارهم، ولكن هذا لم يكن من ضمن خطة العملية، ومن أجل عدم المس بأبرياء حسب ادعاء ديختر، جزء ممن كانوا حاضرين اغتلناهم لاحقاً قال ديختر، مثل الشيخ ياسين، ولكن محمد ضيف على قيد الحياة حتى اليوم، وهذا ناتج من مخاوف دولة مما  هي ذاهبة لتعمل، وهذا كان الخطأ الأكبر لنا، لو تم اغتيالهم، إرهاب حماس لن يتوقف حسب قول ديختر، ولكن ستكون بمثابة ضربة قوية، كم فرصة تأتيك لتغتال  كامل قيادة حركة إرهابية؟”.

وختمت الصحيفة العبرية تحقيقها المطول في الذكرى ال 20 للانتفاضة الثانية بالقول، على الرغم من مرور 20 عاماً على الانتفاضة الفلسطينية الثانية، هناك من يقول، حتى اليوم نشعر ميدانياً بنتائج العمليات في الضفة الغربية، الميدان هادئ، وحتى في حالة وجود خطط لعمليات جهاز الشاباك الإسرائيلي يحبط معظمها، وقال ديختر: “يأتون ليتعلموا منا كيف نحارب الإرهاب، ولا دولة غربية واجهت الحجم الذي واجهنا من الإرهاب ونجحت”.

وعن الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد 20 عاماً، قال:” اليوم في الضفة الغربية يوجد كيان، وفي قطاع غزة كيان آخر، في قطاع غزة سلطة محمود عباس “أبو مازن” أقل تأثير، غزة كيان له قدرات عسكرية، وفيه أناس فاعلون، حماس والجهاد الإسلامي أذرع للأخطبوط الإيراني، تريد أن ترى غزة كيف ستبدو بعد عشر سنوات، انظر إلى حزب الله، غزة ستتعرض لعملية مثل عملية السور الواقي، ولا أرى أية فرصة سياسية يمكن أن تمنع ذلك”.

 

 

رابط قصير:
https://madar.news/?p=188021

تعليقات

آخر الأخبار

مصرع طفلة بحادث سير غرب رام الله

الجمعة 2024/04/19 11:24 مساءً