الحاج راشد العبوة.. عطّار نابلس وطبيبها بالأعشاب
الحاج راشد العبوة.. مسنّ فلسطيني من مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، امتهن “العطارة” منذ عشرات السنين، بعد أن ورثها عن والده وجده، لتحافظ العائلة على هذا الإرث والخبرة في مجال الأعشاب لأكثر من 400 عام.
الحاج راشد (72 عامًا)، كان ولا زال ملاذ الكثيرين من أهالي نابلس ومناطق أخرى، كي يصف لهم العلاج المناسب لداء وقف الطب عاجزًا عن شفاء ألمه، فكان لهم ما أرادوا، كيف لا وقد امتلك المسنّ العبوة، خبرة طويلة مكنّته من معرفة المفيد من الأعشاب بكل مكوناتها.
“قدس برس”، زارت العطّار النابلسي في محله بشارع النصر في البلدة القديمة، ودار معه حديث أطلعنا فيه على عمله وخبرته في هذا المجال، وقال إن مكان عمله “يضم مئات بل آلاف الوصفات الطبيعية من الأعشاب باختلاف تقسيماتها وأجزائها، والتي يمكن استخدامها في العلاج وكذلك في تحضير الطعام”.
وأضاف أن الأعشاب بأجزائها؛ ابتداء من البذرة والساق وقشرة الساق، مرورًا بالورق والزهرة، وليس انتهاء بزيوتها، يمكن استثمارها والاستفادة منها في عمل وصفات وخلطات للشفاء من بعض الأمراض، كما يستفاد منها أيضًا في إعداد الطعام وتحسينه.
خبير الأعشاب الفلسطيني، رفض وصف عمله بالطب البديل، قائلًا: “العطارة سبقت الطب بمئات السنين، والأدوية الموجودة بالأسواق هي الطب البديل”.
وشدد على أنه لا يمكن الاستغناء عن الأطباء وعلاجهم، وأنه “يأتي مكملًا وموازيًا في كثير من الأحيان للعلاج بالأعشاب”.
وأشار إلى أنه، وبالرغم من الخبرة الطويلة التي يمتلكها، “إلا أنه يحرص في كثير من الأحيان على إرشاد زبائنه إلى الذهاب للطبيب والمستشفى، للقيام بما يلزم لمرضهم”، مضيفًا أن هناك حالات تصله يحرص على عدم تحمّل مسؤوليتها لخطورة وضعها، على الرغم من امتلاكه بعض الوصفات التي تساهم في علاجها أو التخفيف من تبعاتها.
ولفت الحاج العبوة، الذي نقل ما لديه من خبره لأبنائه كي يكملوا مسيرة العطارة من بعده، إلى أن الناس “لا زالت تثق بفائدة الأعشاب وانعكاسها على صحة الجسم، وإبقائه سليمًا من الأمراض”.
مستدركًا: “الأعشاب لا تسُتخدم كعلاج فقط، وإنما يمكن استثمارها أيضًا في الوقاية من الأمراض، إن حافظ الإنسان على تناولها بشكل دوري وبالطريقة الصحيحة”.
وعن آلية حصوله على الأعشاب التي يستخدمها في عمله، قال إنه يتواصل مع عدد من التجار ويطلب منه مستلزماته، والتي يتم إحضارها من مناطق مختلفة من العالم؛ دول جنوب شرق أسيا، وأخرى من أوروبا وغيرها من أفريقيا، “ففي كل دولة عشبة يمكن الاستفادة منها في العلاج أو الوقاية”.
وتابع: “الأعشاب بكل ما تنتجه من بهارات وزهور، وكذلك البذور والزيوت تساعد بدرجة كبيرة على تحقيق ذلك”، ويرى أن كثيرًا منها لا يحمل أعراضًا كالدوّاء المتوفر في الصيدليات والمستشفيات، وأنه يمكن تناوله في حالة المرض والعافية دون أن يكون له أي تبعات سلبيه على جسد الإنسان.
ويؤكد أقدم عطّاري نابلس، على ضرورة أن يستوفي الإنسان المريض والمحتاج كل الوسائل للشفاء مما يعاني، “فعلاج الأطباء له أهميته والتطور العلمي ساهم كثيرًا في توفير طريقة الشفاء المناسبة”، على حد قوله.
وكالة قدس برس
رابط قصير:
https://madar.news/?p=21421