الرئيس عباس: تصرفات أميركية توحي بوضع عراقيل في طريق المؤتمر الدولي للسلام
مدار نيوز، نشر بـ 2016/09/25 الساعة 5:22 مساءً

قال الرئيس محمود عباس في مقابلة مع صحيفة الأيام المحلية في عددها الصادر اليوم الأحد، إن “وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغه بأن الولايات المتحدة تدعم جهود الفرنسيين لعقد مؤتمر دولي للسلام”، ولكن الرئيس استدرك: اعتقد أن هناك بعض التصرفات الأميركية التي توحي بأنهم يريدون أن يضعوا العراقيل في طريق المؤتمر الدولي، لأنه اذا لم يضع الأميركيون عراقيل في طريق المؤتمر فبالتأكيد انه سينجح ويحصل على نتائج طيبة.
وأكد الرئيس في حديث على الطائرة الرئاسية في طريقه الى الأراضي الفلسطينية بعد ساعات من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على انه لن يرضخ للضغوط الأميركية، وقال: مع الأسف فإن الوضع العربي الضعيف يتركنا عرضة للضغوط الأميركية، ولكن نحن أيضا قادرون على التصدي لهذه الضغوط، وبصراحة نحن لن نقبل لا من اميركا ولا غيرها أي ضغط لا يتناسب مع حقوقنا وثوابتنا الوطنية الفلسطينية والعربية، لن نقبل بذلك أبداً مهما كان ضعف الموقف العربي ومهما كنا ضعافاً، من الممكن أن نكون ضعافاً ولكن حقنا قوي ولا يمكن أن نتخلى عنه.
وردا على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو له لإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي، لفت الرئيس إلى أن نتنياهو تهرب من اللقاء معه في العاصمة الروسية موسكو، وقال: نحن مستعدون الآن وغداً وبعد غد لأي لقاء بيني وبينه سواء كان ثنائياً أو ثلاثياً في أي دولة، في مصر أو روسيا او أي دولة.. أن نحضر للقاء ونذهب له وانا جاهز.
من جهة ثانية، كشف الرئيس محمود عباس النقاب عن توجه لعقد المؤتمر العام السابع لحركة “فتح” قريباً جداً في رام الله، لافتاً إلى أنه سيعقب ذلك مباشرة انعقاد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني.
وقال الرئيس بشأن المؤتمر العام السابع “من الممكن جدا توقع عقده قريباً ولكن افضل ترك المجال للمؤسسات والأطر لتقرر متى سيكون موعد عقد المؤتمر”، وأضاف: والمجلس الوطني أيضا من الضروري أن يُعقد ويجب أن يُعقد بعد المؤتمر السابع لحركة “فتح”.
وفيما يلي نص الحوار مع الرئيس:
«الأيام»: لنبدأ من حيث انتهت الأحداث، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعاك نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكنيست؟
الرئيس: بدون شك فإنه طلب من الروس دعوتنا أنا وإياه إلى موسكو ثم حاولوا القول إن الفلسطينيين مشغولون، ولذلك يطلبون التأجيل وعندما قيل لهم إن الفلسطينيين غير مشغولين وانهم على استعداد للقدوم فإنهم، عندها، قالوا للروس إنهم يطلبون تأجيل هذه الزيارة.
إذا الطلب عندهم وعدم الموافقة عندهم وعندما يرفض أن يأتي إلى موسكو يدعونا أن نذهب إلى الكنيست او يأتي هو الينا فهذا ليس حواراً، أذهب إلى الكنيست لأقول ماذا، أُلقي خطابا؟ كان من المفترض أن نجلس سويا وفي أكثر من مرة قلنا إذا ما كان سيعقد لقاء فينبغي أن نحضّر له، وقد تحدثنا مع الكثير من مساعديه وقلنا إنه إذا ما أراد لقاء فيجب أن نحضّر له، ونحن مستعدون الآن وغدا وبعد غد لأي لقاء بيني وبينه سواء كان ثنائياً أو ثلاثياً في أي دولة، في مصر أو روسيا أو أي دولة.. أن نحضر للقاء ونذهب له وأنا جاهز.
«الأيام»: حذرتَ في خطابك من أن الأمور تتجه إلى خيار الدولة الواحدة عندما قلت إذا لم يطبق حل الدولتين فهل تريدون دولة واحدة، هل ترى أن الأمور قد تأخذ هذا المنحى؟
الرئيس: إذا لم يكن هناك حل دولتين فإذاً هناك حل دولة واحدة، والدولة الواحدة إذا بقيت إسرائيل دولة محتلة فهي دولة بنظامين، أي نظام التمييز العنصري، وأنا اعرف بالأساس أن دولة واحدة بحقوق متساوية هي أمر غير وجود عندهم (الإسرائيليون) ونحن أصلاً لا نريده، فإذا ما كانوا يريدون دولة واحدة بنظامين، نظام للفلسطينيين ونظام للإسرائيليين، فهذا التمييز العنصري وهذا هو البديل الوحيد للدولتين.
«الأيام»: هل ترى أي آفاق لعقد المؤتمر الدولي للسلام خاصة وان هناك تلميحات أميركية بوجوب الانتظار إلى ما بعد الانتخابات؟
الرئيس: الأميركيون كما ابلغنا وزير الخارجية الأميركي جون كيري موقفهم كما يلي: قال نحن نؤيد جهود الفرنسيين، وإذا ما أخذنا هذا الكلام على علاته فالأميركيون لم يعارضوا، ولكن اعتقد أن هناك بعض التصرفات الأميركية التي توحي بأنهم يريدون أن يضعوا العراقيل في طريق المؤتمر الدولي، لأنه اذا لم يضع الأميركيون عراقيل في طريق المؤتمر، فبالتأكيد انه سينجح ويحصل على نتائج طيبة.
«الأيام»: أثرتَ موضوع وعد بلفور في خطابك أمام القمة العربية في نواكشوط ولاحقاً في الأمم المتحدة، هل كانت هناك أي اتصالات معك من البريطانيين؟
الرئيس: لا، ولكن كان هناك لقاء بين وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مع وزير الخارجية د.رياض المالكي واستفسر منه عن سبب إثارة هذا الموضوع في هذا الوقت، وبطبيعة الحال فقد شرح له المالكي الأسباب، ولكن الوزير البريطاني كان يثير بعض المغالطات مثل قوله: لماذا انتم منزعجون طالما أن وعد بلفور يتحدث عن دولتين؟ وبطبيعة الحال هذا غير صحيح فالوعد معروف تماما ولا يوجد فيه دولتان إطلاقاً، بل على العكس كان فيه استهتار أو إنكار لوجود الشعب الفلسطيني عندما يقول «وطن قومي لليهود» ويذكر «الآخرين» وكأن الآخرين نكرات رغم انهم اصل أهل البلاد وأساسها ولم يكن هناك غيرهم في البلاد، طبعا كانت هناك أقلية يهودية.
«الأيام»: إلى أي مدى يؤثر ضعف الوضع العربي على القضية الفلسطينية؟
الرئيس: الوضع العربي في هذه الأيام ضعيف، ولذلك فان إسرائيل تحاول استغلال ضعف العالم العربي، ولكن أنا متأكد من أن العرب لا يمكن أن يقبلوا بتطبيق المبادرة العربية بطريقة معكوسة، لا يمكن أن يقبلوا ولا يمكن أن يسمحوا بذلك، وبطبيعة الحال فان إسرائيل ستستمر في مساعيها هذه وستحاول بكل الوسائل وأيضا بضغوط أميركية، مع الأسف، للوصول إلى هذا ولكن نحن مطمئنون تماماً من أن هذا لن يحصل.
«الأيام»: ولكن يلاحظ أن الضعف العربي ينعكس بضغوط عليك انت شخصياً وخاصة من الولايات المتحدة؟
الرئيس: مع الأسف فإن الوضع العربي الضعيف يتركنا عرضة للضغوط الأميركية ولكن نحن أيضا قادرون على التصدي لهذه الضغوط، وبصراحة نحن لن نقبل لا من أميركا ولا غيرها أي ضغط لا يتناسب مع حقوقنا وثوابتنا الوطنية الفلسطينية والعربية، لن نقبل بذلك أبدا مهما كان ضعف الموقف العربي ومهما كنا ضعافاً، من الممكن أن نكون ضعافاً ولكن حقنا قوي ولا يمكن أن نتخلى عنه.
«الأيام»: في الموضوع الداخلي هناك كثير من الأحاديث عن قرب انعقاد المؤتمر العام السابع لحركة فتح، هل هذا صحيح؟
الرئيس: موضوع المؤتمر العام السابع لحركة فتح مطروح منذ فترة طويلة، وهناك لجان اشتغلت عليه كثيراً وحضرت له كثيراً ولم يبق الا أن نتوافق على تحديد موعد مناسب لهذا المؤتمر، وان شاء الله عندما تجتمع الأطر الفتحاوية فانها هي التي ستقرر الموعد الذي سيعقد فيه هذا المؤتمر ولكن مكان المؤتمر هو رام الله.
«الأيام»: هل من الممكن عقده قريباً؟
الرئيس : من الممكن جداً توقع عقده قريباً ولكن أفضّل ترك المجال للمؤسسات والأطر لتقرر متى سيكون المؤتمر.
«الأيام»: فيما يتعلق بالمجلس الوطني الفلسطيني..؟
الرئيس: والمجلس الوطني أيضاً من الضروري أن يُعقد ويجب أن يُعقد بعد المؤتمر السابع لحركة «فتح» ..يجب أن يُعقد.
«الأيام»: الحديث عن دورة عادية؟
الرئيس: نعم ، دورة عادية جداً كالدورات السابقة بنفس الأعضاء السابقين يأتون إلى المؤتمر ويعقدونه ويتخذون القرارات.
«الأيام»: انطلقت مؤخراً الوكالة الفلسطينية للتنمية وبات لها بصمات في عدة دول، أنت أطلقت هذه الوكالة فكيف تقيم عملها؟
الرئيس: لدينا إمكانيات بشرية وأنسانية كبيرة جدا، هذه الإمكانيات من الممكن أن نجيرها للتنمية الصناعية والزراعية وغيرها من الاحتياجات التي تحتاجها الدول، فمن ناحية نقدم خبرتنا وهم يستفيدون من هذه الخبرة.
«الأيام»: وضعتَ حجر الأساس للسفارة الفلسطينية في موريتانيا، انت تتجه أكثر لأن تكون مقار السفارات مملوكة للدولة بدلاً من استئجارها، وهناك تقدم كبير في هذا المجال؟
الرئيس: نعم، منذ سنوات قليلة قررنا أن تكون جميع سفاراتنا ملكاً لنا، ولذلك نسعى لدى دول العالم كلها أن نشتري أرضاً او نأخذ منهم أرضاً مقابل منحهم أرضاً لدينا ونبني عليها السفارات، حتى الآن لدينا، بلا مبالغة، أكثر من 90 سفارة وبيت سفير مملوكة لمنظمة التحرير الفلسطينية في القارات الخمس، آسيا وأوروبا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية، والعملية مستمرة.
نقلا عن صحيفة الأيام الفلسطينية
رابط قصير:
https://madar.news/?p=8907