الرئيس عباس يدعو لضرورة متابعة تطبيق قرار 2334 وبيان باريس

دعا الرئيس محمود عباس مساء اليوم الأحد، إلى ضرورة متابعة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وبيان باريس، وبما يقود إلى إلزام سلطة الاحتلال الإسرائيلي لوقف النشاطات الاستيطانية وبما فيها في القدس وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة والكف عن تدمير حل الدولتين عن طريق الإملاءات باستخدام القوة.
وبهذه المناسبة، دعا الرئيس عباس جميع الدول التي ما زالت لم تعترف بدولة فلسطين إلى القيام بذلك تماما مثل 138 دولة، آخرها كان الفاتيكان الذي اعترف بدولة فلسطين، حفاظا على السلام وعلى حل الدولتين، ونشر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد احترام دولة فلسطين للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية وكل ما جاء في قرار مجلس الأمن 2334 وبيان باريس، معربا عن استعداد دولة فلسطين لاستئناف المفاوضات حول جميع قرارات الوضع النهائي لصنع سلام شامل ودائم في إطار آلية دولية وجدول زمني محدد ووفق المرجعيات الدولية، ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية، وقرار مجلس الأمن 2334 وبيان باريس.
ورحب الرئيس محمود عباس، بانعقاد المؤتمر الدولي للسلام في باريس اليوم، بحضور 70 دولة، و5 منظمات دولية، في إطار المبادرة الفرنسية التي تم إطلاقها منذ بداية العام الماضي، بهدف حشد الدعم الدولي لصنع السلام والحفاظ على حل الدولتين.
وقال الرئيس: “بهذه المناسبة، فإننا نتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس فرانسوا هولاند، والحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي الصديق، على استضافته وتنظيمه لهذا المؤتمر، وبذل الجهود الكبيرة من أجل إنجاحه وخروجه بصورة مشرقة، كما نتقدم بالشكر والتقدير لجميع الدول والمنظمات المشاركة في أعمال هذا المؤتمر”.
وأضاف: “كما أكد قرار مجلس الأمن رقم 2334 على المرجعيات الدولية والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على أساس 1967 وبما فيها القدس الشرقية، فإن بيان مؤتمر باريس، قد أكد وثبت جميع المرجعيات الدولية وبما فيها مبادئ وركائز القانون الدولي، ورفضه لجميع الإملاءات والاستيطان وفرض الوقائع على الأرض وبما فيها في القدس”.
وقال الرئيس: “سألبي الدعوة لزيارة فرنسا ولقاء الرئيس هولاند خلال الأسابيع المقبلة لبحث سبل صنع السلام، كما ونرحب بوزير الخارجية الفرنسي الذي أعلن عن رغبته في القدوم إلى فلسطين لمتابعة نتائج مؤتمر باريس”.
من جهته، رحّب وزير الخارجية رياض المالكي، بالبيان الختامي الصادر عن مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط، واعتبره انجازا آخر يضاف الى الإنجاز التاريخي الذي تحقق عبر اعتماد قرار مجلس الامن رقم 2334 ضد الاستيطان الإسرائيلي.
ورأى المالكي ان بيان باريس يأتي مكملا لقرار مجلس الأمن الأخير، حيث ركز بشكل رئيس على حل الدولتين وحمايته وإلزام إسرائيل بوقف إجراءاتها وسياساتها الأحادية التي تقضي على حل الدولتين.
وأكد المالكي ان حضور سبعين دولة على المستوى الوزاري في المؤتمر وبمشاركة المنظمات الاقليمية الرئيسة في هذه المرحلة بالذات، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، ليتفقوا معا على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة عبر الانسحاب الإسرائيلي الكامل حتى حدود 67، إنما يعكس الإجماع الدولي على رفض الاحتلال وإجراءاته، ويلزم إسرائيل باحترام القانون الدولي والدولي الإنساني.
وتقدم المالكي من دولة فرنسا بالشكر والتقدير على الالتزام السياسي والإصرار الأخلاقي في عقد هذا المؤتمر، وفي توفير هذا الإجماع الدولي لصالح الدولة الفلسطينية المستقلة. وأعرب عن أمله منها استكمال جهودها كما جاء في البيان في متابعة تنفيذ بنوده، كما ذكرها بالتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، انسجاما مع مفهوم حل الدولتين وتطبيقا للتعهدات التي قطعتها على نفسها سابقا.
كما تقدم الوزير المالكي بالشكر لكافة الدول التي حضرت المؤتمر وساهمت في انجاحه، وأكدت عبر مداخلاتها على ضرورة قيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها.
وأكد الوزير المالكي ان وزارته سوف تتابع نتائج المؤتمر ومخرجاته مع الخارجية الفرنسية، لصالح تطبيقات بنوده والوصول الى إنهاء الاحتلال والتزام إسرائيل بالقانون الدولي، والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وانضمامها كدولة كاملة العضوية في منظومة الأمم المتحدة.
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، فقد رحب ببيان مؤتمر باريس للسلام، الذي أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وحق شعبنا بإقامة دولته المستقلة وتجسيد سيادتها لتعيش بأمن وسلام لجانب دولة إسرائيل، والذي أجمع فيه المشاركون على قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بما فيها القرارين 338، و242، ومبادرة السلام العربية، مرحبين بقرار مجلس الأمن الدولي 2334 الذي أدان الاستيطان غير الشرعي ووضع آليات للتنفيذ والمتابعة.
ووجه عريقات، الشكر والتقدير لجميع الدول التي حضرت المؤتمر، مؤكدا أن الزخم في مشاركتها وإجماعها على رفض الاحتلال والاستيطان وضرورة الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني يوجه رسالة إلى إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، أنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم دون إنهاء الاحتلال العسكري عن فلسطين السبب الرئيس في العنف والإرهاب.
وأكد أنه آن الأوان لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المنظمة للقانون الدولي وحقوق شعبنا، وتعاملها بفوقية على الشرعية والإرادة الدولية.
ودعا عريقات، بالتوازي مع ذلك، فرنسا إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما دعا جميع الدول التي حضرت المؤتمر بما فيها دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، التي أكدت أهمية حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق، إلى الاعتراف بفلسطين كما اعترفوا بإسرائيل انسجاما مع مطالباتهم وحفاظا على هذا الحل.
من جهة أخرى، دعا عريقات، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى تبني بيان باريس الختامي وقرار مجلس الأمن 2334، والاصطفاف إلى جانب المجتمع الدولي وإرادته في إحلال السلام القائم على القانون الدولي، ووقف جميع المحاولات والإملاءات الإسرائيلية غير القانونية لضم القدس، ورفض الأصوات المنادية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتوسيع الاستيطان، وبناء جدار الضم والتوسع العنصري.
وقال: “لقد اختارت إسرائيل الاستمرار باحتلالها والاستيطان والتغيب عن هذا المؤتمر، وهي رسالة بسعيها الجاد والحثيث لتدمير العملية السلمية وحل الدولتين، وبعد هذا الرفض المتواصل لدعوات الأسرة الدولية المتعددة للسلام، وإصرارها على استبدال لغة السلام والمفاوضات بلغة القمع والعسكرة واستمرار الاحتلال، فالمطلوب اليوم اتخاذ موقف إلى جانب الإرادة الدولية ولجم انتهاكاتها وغطرستها ومساءلتها”.
وفا + مدار نيوز
رابط قصير:
https://madar.news/?p=25476