الرئيس محمود عباس: القيادة في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل المستجدات.. إكرام التميمي

اجتمعت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، مساء أمس الجمعة، بهدف بحث آخر المستجدات وعلى ضوء النقاش حول ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس،وقال سيادته في خطاب له جاء فيه؛ أشد على السواعد المقدسية رجالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً ورجال الدين، وأبناء شعبنا من المسيحيين والمسلمين، الذين صلوا جنباً إلى جنب أمام بوابات الأقصى، وفي باب الأسباط وغيره من أبواب وحارات البلدة القديمة في القدس.
وتابع سيادته، نترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن دينهم وعرضهم وأدعو الله لشفاء الجرحى، وأطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين؛ كما أحيي وقفة أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وأهلنا في الداخل، على رفعهم صوت الله أكبر تجاوباً مع نداء رجال الدين وكل أهلنا، بأن يبقى اسم الله وفلسطين عالياً رغم إجراءات الاحتلال. وقال سيادته، إن مدينة القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لشعبنا ولدولتنا ولنا السيادة عليها وعلى مقدساتها وسنبقى نحميها ونعمل من اجل تحريرها من نير الاحتلال هي وبقية أرضنا التي احتلت عام 1967، على طريق الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967،وعليه فإننا نرفض كل إجراءات الاحتلال الرامية لتهويد الأقصى ومدينة القدس الشريف.
وأعلن سيادته وباسم القيادة الفلسطينية عن تجميد الاتصالات مع دولة الاحتلال، وعلى كافة المستويات لحين التزام إسرائيل بإلغاء الإجراءات التي تقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني عامة ومدينة القدس والمسجد الأقصى خاصة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى؛ وأضاف: مع رفضنا لما يسمى البوابات الالكترونية كونها إجراءات سياسية مغلفة بغلاف أمني وهمي، تهدف إلى فرض السيطرة على المسجد الأقصى والتهرب من عملية السلام واستحقاقاتها، وحرف الصراع من سياسي إلى ديني، وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
وجاء في كلمة سيادته، أوجه نداءً باسم الأقصى والقدس إلى جميع القوى والفصائل وخاصة حركة حماس من أجل الارتقاء فوق خلافاتنا وتغليب الشأن الوطني على الفصائلي، والعمل على وحدة شعبنا، وإنهاء آلامه وعذاباته، ورسم صورة مشرقة عن قضيتنا في ذهن أطفالنا، وأهلنا، وأشقاءنا، وأصدقاءنا، ومؤيدينا في العالم، وأطلب من الجميع وقف المناكفات الإعلامية وتوحيد البوصلة نحو القدس والأقصى والدفاع عن مقدساتنا ومشروعنا الوطني؛ وأطالب حركة حماس بالاستجابة لنداء الأقصى بحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها، والذهاب إلى انتخابات وطنية شاملة. وكما أضاف، أدعو لعقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني لوضع التصورات اللازمة والخطط لحماية مشروعنا الوطني وحماية حقنا في تقرير المصير والدولة.
وطالب الرئيس، اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني إلى الإسراع في استكمال كامل إجراءاته من اجل عقد جلسة للمجلس لحماية (م.ت.ف) الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وتعزيز دورها وتفعيل مؤسساتها. وفي الختام، أطالب الأمم المتحدة أن توفر الحماية الدولية لمقدساتنا وأرضنا وشعبنا إلى حين إنهاء الاحتلال. أنني اعتبر أن القيادة الفلسطينية في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل المستجدات.
وقال سيادته، إن وحدتنا الوطنية عماد قوتنا، ومن أجل تعزيز صمود أهلنا في القدس وفي بقية الأراضي الفلسطينية ومواجهة التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجهنا اليوم وغداً، وتوحيد الأرض والمؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية نحو مشروعنا الوطني المتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وكما أوعز سيادة الرئيس محمود عباس الاستمرار في تقديم كل ما هو ممكن لتعزيز صمود أهلنا في مدينة القدس من مواطنين ومؤسسات وتجار وغيرهم عبر اللجنة العليا للقدس، وأعلن عن تخصيص مبلغ 25 مليون دولار جديدة لهذا الغرض؛ وأدعو رجال الأعمال الفلسطينيين، وغيرهم من المؤسسات الوطنية، وكذلك الصناديق العربية والإسلامية، ذات العلاقة بالقدس لتوحيد جهدها نحو هذا الهدف، كما أدعو جميع العاملين في المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة للتبرع بأجر يوم عمل من أجل القدس.
جمعة الغضب الفلسطيني نصرة للأقصى والمقدسات خرجت محافظات الضفة الغربية كافة في دولة فلسطين المحتلة بمسيرات احتجاجية شارك خلالها عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين نصرة للأقصى والمقدسات واستنكاراً للإنتهاكات والإعتداءات الممنهجة بحق القدس المحتلة، ومن الخليل، توحدت الجهود المشاركة يوم أمس، وخرجت في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة، بعد أداء صلاة الجمعة، التي أقيمت في ساحات ملعب الحسين بن علي، نصرة للأقصى ورفضا للبوابات الالكترونية التي نصبها الاحتلال على مداخله. وكانت حركة “فتح” إقليم وسط الخليل قد دعت مساء الأربعاء الفلسطينيين للمسيرة الوطنية وبعنوان جمعة ” الغضب ” نصرة للأقصى الأسير، واحتجاجاً واستنكاراً لم يتم من اعتداءات وانتهاكات بحق القدس الشريف والمقدسات عامة، وذلك من بعد أداء صلاة يوم الجمعة من مسجد الحسين بن علي، ولتجوب المسيرة شوارع مدينة الخليل وحتى دوار ابن رشد، وذلك إيماناً وانطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني بحقوقنا الثابتة والشرعية بأداء الشعائر الدينية وطالبت بعدم المساس بالمقدسات وحقوقنا بالعيش بكرامة والتمتع بالعدالة والحرية .
وفي كلمة فتح، تحدث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي،قال:” إن مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في خطر، والمسجد الأقصى ليس لوحده فقد خرج اليوم آلاف المواطنين تضامناً مع القدس والأقصى”، ومضيفاً:لدينا شعب عظيم يتطلع الى قرارات القيادة والتي ستعقد اجتماعاً لها الليلة، وتنتظر منه قرارات حاسمة وواضحة تجاه ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى، وإطلاق رصاصة الرحمة على ما يسمى بوهم السلام وان نعيد وحدتنا ونضع إستراتيجيتنا فنحن لسنا وحدنا، والله معنا ومن كان الله معه لا يخاف من أحد”.
وكما دعت مديرية الأوقاف إلى النفير العام نصرة للأقصى تنديدا بإجراءات الاحتلال الإجرامية بحق المسجد الأقصى. ومن جانبه، قال إسماعيل ابو الحلاوة مدير أوقاف الخليل، قررنا في الأوقاف إغلاق 20 مسجداً لإتاحة الفرصة أمام المواطنين للمشاركة في صلاة الجمعة الموحدة، في ملعب الحسين بن علي، رفضاً للإجراءات التي تقوم بها قوات الاحتلال في المسجد الأقصى. وأضاف:” نحن في الخليل نعلم معنى ان يقوم الاحتلال بوضع بوابات الكترونية للتفتيش، وهذه مقدمة للاستيلاء على المسجد الأقصى، وقد عايشنا ونعايش هذه الإجراءات في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، حيث يسعى الاحتلال ومستوطنيه لتحويله لكنيس يهودي ونحن نرفض هذه الإجراءات الاحتلالية. ودعا خطيب الجمعية الشيخ حاتم البكري، خلال خطبته، الى الوحدة بين شطري الوطن لمقاومة الاحتلال، مشيراً إلى أن المسجد الأقصى وقبة الصخرة لا يمكن بأي حال السكوت عن إجراءات الاحتلال فيها ومحاولتهم السيطرة عليهما، محذرا حكومة الاحتلال من مغبة جر المنطقة إلى حرب دينية” .
وقامت قوات الاحتلال بقمع المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة عدد من الشباب بالرصاص الحي إضافة لإصابة العشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع، وكما اقتحمت قوات من جيش الاحتلال مستشفى عالية الحكومي بالخليل منتهكة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وحطمت عددا من أبواب المنازل والمحال التجارية، خلال المواجهات في باب الزاوية عقب المسيرة السلمية التي جاءت مناصرة للمسجد الأقصى المبارك، وحيث ندد المشاركين بالهتاف والشعارات بممارسات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية ومطالبين بالثبات الثبات للمرابطين .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=48470