تهديد ووعيد
وضمن مسلسل التضييق على المصالح العربية، أقدمت الشرطة الإسرائيلية، مؤخرا، على إغلاق 10 محلات تجارية في البلدات العربية بمنطقة الجليل، لفترات زمنية مختلفة، وذلك بأوامر إغلاق إدارية، بذريعة تشغيل عمال من الضفة الغربية دون استصدار تصاريح.
وهددت الشرطة الإسرائيلية بأنها ستواصل إجراءاتها وما وصفته ‘”كافحة ظاهرة نقل وتشغيل وتوفير مساكن للمقيمين والعاملين غير القانونيين بالبلاد مع تقديم الضالعين للقضاء”.
ولعل لأغرب ما نشرته القناة الثانية الإسرائيلية، مساء الأحد الماضي، في نشرة أخبارها المركزية، حيث كشفت وثيقة رسمية تظهر أن مسالخ الدجاج في إسرائيل تسوق الدجاج الموبوء بالسالمونيلا، في حين يتم استبعاد نفس الدجاج الموبوء من التصدير إلى خارج البلاد.
ووفقا للتقرير، تم الكشف عن معلومات مثيرة للقلق كجزء من دعوى قضائية تم رفعها، بعد التحقيق الذي أجرته القناة، والذي كشف فيه مفتشو الخدمات البيطرية عن عيوب وتخفيف في إجراءات تتخذها مسالخ الدجاج في البلاد.
وبعد التحقيق، قام أحد المحامين برفع دعوى قضائية ضد أكبر المسالخ في إسرائيل، وكانت “دجاج الجليل – عوف هجليل”، واحدة منها.
وعند الرجوع للدكتور إليعازر نيلي، الذي عمل قبل أربع سنوات مسؤولا عن مجموعة كاملة من المسالخ في إسرائيل، ظهرت وثيقة تنص على “منع شحن بعض اللحوم لتصديرها إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب إظهار الكشوفات المخبرية أن مستوى السالمونيلا باللحوم والدجاج يتعدى الـ10%، والسماح بشحن نفس البضاعة إلى الأسواق الإسرائيلية”.
هجمة على المصالح العربية
إلى ذلك، أغلقت وزارة الصحة مطعم ديانا في مدينة الناصرة، أمس الثلاثاء، دون أن تورد أسباب وقف المطعم إداريا عن العمل.
وقال مدير وردية عمل في المطعم، محمد أبو الهيجاء، لـ”عرب 48″، إن “المطاعم والمصالح في البلدات العربية تواجه هجمة غير مسبوقة من قبل السلطات الإسرائيلية، وقد قامت الوزارة بوقف عملنا لأسباب غير مقنعة”.
وأضاف أنه “على الرغم من ذلك قمنا بتنفيذ كل ما طلبت، وسنعيد فتح المطعم لاستقبال الزبائن كالمعتاد”.
واستطاعت إدارة قاعات “جراند بلاس” – أبناء فوزي شمشوم – في مدينة نتسيرت عيليت حل الأزمة المؤقتة التي مرّت بها بشكل نهائي، إذ تمكنت إدارة القاعة من تحصيل المصادقات اللازمة من كافة الجهات المعنية، لتعود وتفتتح أبوابها من جديد.
فوضى وتحويل نيران تجاه العرب
وقال رئيس الغرفة التجاريّة والصناعيّة في الناصرة والمجتمع العربي، عامر صالح، لمراسلة “عرب 48″ في الناصرة، إنّ “ما يحدث الآن في السوق الإسرائيليّ نوع من الفوضى، وخاصةً ما يتعلق بالمواد الغذائية، فالإعلام العبريّ يحاول رفع نسبة مشاهداته على حساب هذه المواضيع التي تهم الجمهور بشكل كبير، وللأسف يحاولون تحويل هذه النيران تجاه العرب، فمثلاً جرثومة السالمونيلا التي اتهم بها مصنع “طحينة الأمير”، رغم أنّ الفحوصات الأخيرة أثبتت أن لا ذنب لمصنع ‘طحينة الأمير’ بما جرى”.
وتابع أن “هذه الهجمة على مصنع “طحينة الأمير” هي هجمة على المصالح العربيّة، ولأننا ضعفاء يستفردون بنا ويريدون الإجهاز على مصالحنا لأننا نؤثر بشكل كبير على اقتصادهم. قاعات “جراند بالاس للأفراح” في نتسيرت عيليت، صاحبها عربيّ، تم إغلاقها أيضًا بأمر تعسفي بأمر من بلدية نتسيرت عيليت فقط لأنها مصلحة عربيّة، فمن غير المعقول أن يتم إغلاق 3 قاعات يعمل بها 200 موظف دون سابق إنذار، وهو وضع محرج للمقبلين على الزواج، اضطروا للذهاب إلى أماكن أخرى، رغم أنّه كان بالإمكان عدم إغلاق القاعات، وتنظيم وترتيب الأمر بحسب المواصفات التي طلبوها”.
واستطرد أنّ “المطاعم العربيّة تتعرض أيضًا لحملة شرسة، وبدون أن تتأكد وزارة الصحة أو تفحص أعلنت أنّ الطعام غير صالح، وخاصةً اللحوم، ومنها مطعم ديانا، وهو استفراد بالمجتمع العربيّ دون حسيب أو رقيب. هذا عدا عن السياسات التي تتبعها إسرائيل في الموانئ الإسرائيليّة، كميناء أسدود وحيفا، إنهم يعيقون وصول البضاعة لمصالحنا العربيّة عن طريق تشديد الإجراءات، وقد تفسد هذه البضاعة أو تتأخر عن بيعها في الوقت المناسب، مما يضعف اقتصاد المصالح العربيّة”.
وأكد أن “انقسامنا وعدم العمل الموحد يجعل من السهل الاستفراد بنا مصلحة تلو الأخرى، وها أنا بدوري أناشد جميع المصالح والمصانع العربيّة والشخصيات المؤثرة كنواب القائمة المشتركة ولجنة المتابعة، أن نتوحد للدفاع عن هذه المصالح، لأنها هي من توفر أماكن العمل لأبنائنا وتقلل نسبة البطالة في مجتمعنا، هذه المصالح تمنحنا قوة كمجتمع واحد وكلما تطورت هذه المصالح كلما قلّ الفقر وازدهرت الثقافة ونجحنا كمجتمع”، هذا ما عبّر عن صالح مختتمًا حديثه أنّه “يجب أن نكون يدا واحدة كوننا أقليّة وأن ندافع عن المصالح العربيّة بكل ما أوتينا من قوّة”.
عنصرية ضد المصالح العربية
بدوره، توجه النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. باسل غطاس، صباح اليوم، الأربعاء، إلى وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، مطالبا إياه بافتتاح مصنع “طحينة الأمير” من جديد حتى ولو بشكل محدد، وذلك بعد إغلاقه بسبب اكتشاف جرثومة السالمونيلا في المصانع بحسب ما نشر، إلى جانب اتخاذ كل الخطوات اللازمة من أجل الحفاظ على سلامة وصحة الجمهور.
وطالب في رسالته بأن يتدخل الوزير بشكل شخصي من أجل الوصول إلى حل يضمن سلامة وصحة الجمهور من جهة، وذلك بواسطة متابعة معايير وشروط العمل في المصنع، ومن جهة أخرى من أجل ضمان عدم إغلاق المصنع بشكل تعسفي حيث يعمل فيه عشرات العمال العرب.
وقال النائب غطاس في رسالته للوزير، إنه ‘لا يمكن تجاهل الشعور السئ بأن الوزارة تكيل بمكيالين في تعاملها مع القضايا الأخيرة المتعلقة باكتشاف الجرثومة في مصانع الغذاء، وأنه عندما يكون الحديث عن مصنع عربي في قرية عربية، تقوم الوزارة بالتعامل مع الموضوع بحدة غير مبررة وعدم موضوعية حيث قامت بإغلاق المصنع في الوقت الذي توجد حلول أخرى أقل ضررا للمصنع والعمال مع ضمان سلامة وصحة الجمهور’.
وأضاف أنه “لا شك أن ثمة حالات تستوجب قيام الوزارة بخطوات مشددة للحفاظ على صحة المواطنين خاصة في المجال الغذائي، لكن دون الانجرار وراء الضجة الإعلامية واغتنام الفرص والتعامل بظلم ضد المصالح الضعيفة أو بعنصرية ضد المصالح العربية التي يجب أن ندعم تطورها واستدامتها مع الحفاظ على المعايير الصحية”.
وأوضح أنه “يجب على الوزارة أن تقوم بفحص إمكانية إعادة افتتاح المصنع حتى ولو بشكل جزئي”، وحمّل غطاس الوزير المسؤولية الشخصية إزاء ذلك.