السيارة الفاخرة بـ 5 ألاف دولار … شمال القدس تحت حكم العصابات

علي دراغمة \
ليس غريبا ان يدفع المرء ثمن سيارته مرتين ! …في الأمر غرابة حتما، الأولى كانت حين تقرر شراء سيارة فاخرة، اما الثانية فأنت تدفع ثمن عودتها سالمة من يد أحدا العصابات المسلحة التي استولت عليها في المنطقة الحرام شمال القدس.
يقول حسن الذي يسكن شمال القدس (…) انا لست الوحيد الذي دفع ثمن سيارته مرتين إنها ظاهرة متفشية في المنطقة الواقعة بين مدينتي القدس ورام الله” ويقول مراقبون: للشرطة الإسرائيلية سيطرة أمنية وإدارية على مدينة القدس وضواحيها ولكنها لا تفضل الدخول إلى هذه المناطق تحديدا، فيما السلطة الفلسطينية لها تواجد رمزي فقط بسبب موانع الاحتلال، ما يجعل مناطق ضواحي القدس شبه خالية من رجال الأمن ولكنها مرتع للفوضى والفلتات والعصابات المسلحة .
يقول قاسم وهو شاب من شمال الضفة الغربية ومتزوج من مقدسية ويسكن ضاحية كفر عقب ” لا نشاهد الشرطة في المنطقة ،دائما نسمع إطلاق نار في ساعات متأخرة من الليل، هنا الحكم للأقوياء، اسمع كثيرا ان تجارة المخدرات رائجة في هذه المنطقة نتيجة غياب الأمن والقانون، مؤخرا اصيب طفل بالرصاص في رأسه اثناء اشتباك مسلح بين العصابات وقوات الأمن الفلسطينية .
اما المواطن حسن 52 عاما يسكن قرية كفر عقب شمال رام الله و يملك سيارة ألمانية فاخرة يبلغ ثمنها نحو الـ 60 ألف دولار، أوقف من قبل مسلحين مقنعين واجبروه تحت تهديد السلاح النزول من السيارة كما روى لنا “المفارقة ان احدهم وكانوا ثلاثة أشخاص طلب مني رقم هاتفي قبل أن يغادر …وبعد اقل من ربع ساعة اتصل بي طالبا مني فدية للسيارة بـ خمسة ألاف دولار .المواطن حسن قال : وضعت المبلغ في ظرف خاص وأنيق وسلمته للخاطفين في مساء نفس اليوم ثم عادت لي سيارتي دون أن تصاب بأي خدوش …حسن اضاف : هكذا تسير الأمور في المنطقة الواقعة بين القدس ورام الله حيث غيب الأمن والعصابات هي من تحكم الشارع” مؤكدا أن سرقة السيارات الفاخرة أصبحت ظاهرة في هذه المنطقة .
وزير التنمية الاجتماعية في السلطة الفلسطينية الدكتور إبراهيم الشاعر هو الأخر وقع في نفس الفخ وكان مسلحون ملثمون استولوا على سيارته، بالقرب من مخيم قلنديا شمال مدينة القدس مؤخرا، بعد أن اعترضوا طريقه أثناء توجهه الى عمله في رام الله وأطلقوا النار في الهواء.
وأنزل المسلحون الوزير الشاعر وسائقه من السيارة، تحت تهديد السلاح.
الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لؤي رزيقات أكد معاناة سكان شمال القدس وقال لنا : إن عملية الاستيلاء وسرقة سيارة وزير التنمية الاجتماعية تأتي في أعقاب اعتقال 4 شبان من مخيم قلنديا لعلاقتهم باختطاف سيارة شرطة قبل أسابيع وقام آخرون على ما يبدو باعتراض سيارة الوزير ردا على اعتقال زملائهم.
الناطق الحكومي قال أيضا : ليس من السهل السيطرة على هذه المنطقة الممتدة شمال القدس ويسكنها عشرات الآلاف بعدد قليل من أفراد الشرطة، نحن نواجه عصابات لديها قوة تسليح أكثر تطورا من سلاح الشرطة الفلسطينية احيانا ” .
الخبير الاجتماعي جهاد حرب قال : غير مقبول وغير معقول الاعتداء “المسلح” على الناس وسلب ممتلكاتهم مهما كانت الأسباب أو الدواعي لا يمكن تبرير الاعتداء على رجال الأمن أو الناس المدنيين.
ووفقا لـ رزيقات فإن ظاهرة السطو المسلح وتجارة المخدرات تتزايد في منطقة شمال القدس كل يوم رغم كل الجهود المبذولة للحد منها او القضاء عليها .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=1780