العنب والناطور :بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز، نشر بـ 2016/07/13 الساعة 12:43 مساءً

المهم من الوجهة الاسرائيلية ان نتنياهو طلب من الجانبين التركي والمصري الاسهام في اطلاق سراح جنوده المختطفين لدي حركة حماس في غزة ، وذلك على هامش التطورات النوعية التي شهدتها الساحة السياسية بإستئناف العلاقات الديبلوماسية الكاملة مع تركيا رجب طيب اردوغان المتوقفة منذ جريمة مجزرة سفينة مرمرة التركية قبل ست سنوات ، و الزيارة النوعية لوزير خارجية مصر السيسي الى “اورشليم القدس” والتي لم تشهد زيارة بهذا الحجم منذ تسع سنوات .
ما يمكن ان يضاف هنا ايضا ، هو تردي العلاقات بين الدولتين التركية والمصرية ، والتي وصلت الى قطع العلاقات ، بل وعدم اعتراف الاولى بقيادة الثانية التي عدتها انقلابا ضد الشرعية التي كان يمثلها انذاك الزعيم الاخواني محمد مرسي ، وظل أردوغان بمناسبة وبدون مناسبة يرفع يده اليمنى بأصابعها الاربعة ، في اشارة الى ميدان رابعة العدوية كرمز لثورة الاخوان ومواصلة مشوارهم في مصر ضد حكم العسكر الذين اقتنصوا الحكم .
هل حملت الزيارة من العيار الثقيل الى العاصمة الفلسطينية المحتلة جانبا من تخوفات مصرية ازاء عودة العلاقات التركية الاسرائيلية الى سابق عهدها ، سؤال يطرحه المحللون والمراقبون ، كما يمكن ان يضاف اليها عودة اسرائيل الى افريقيا وطرحها انضمامها الى الاتحاد الافريقي رغم انها ليست افريقية ، ما يؤهلها التدخل الشرعي في التحكم بمياه النيل من اثيوبيا .
وحقيقة الامر ان كل هذا يصبح متأخرا على الزيارة العجيبة ، والتي ستظهرها قادم الايام كقفزة عربية في الهواء ، كما كل قفزات انظمتنا العربية ، فالعلاقات مع تركيا دشنت ووقعت ، واثارها ابتدأت في المساعدات التي وصلت الى غزة عبر عسقلان ، وزيارة نتنياهو لخمسة دول افريقية كانت تتويجا لجهود قديمة مكثفة .
أما الامر الاخر الذي يمكن تسجيله هنا ، هو الموقف الفلسطيني بشقيه الفتحاوي والحمساوي ، فالاول يقيم علاقاته مع الاطراف الثلاثة التركية والمصرية والاسرائيلية ، ولكن ليس وفق ما يريد ويرغب ، وتشوب هذه العلاقات شوائب بائنة من تحت السطح ، اقلها مع حكومة نتنياهو شبه المتوقفة ، التي تأتي الزيارة المصرية موضوع الحديث لكي تعيد قاطرتها الى سكتها ، ونقلت صحيفة هآرتس ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ستستأنف في القاهرة هذه المرة ، بعد ان كانت دخلت الى بيوت المسؤولين في كل من القدس الغربية واريحا .
اما حماس ، فهي على علاقة وثيقة ومتميزة مع تركيا ، وحرجة مع مصر ، و غير مباشرة مع اسرائيل ، الامر الذي عبر عنه خالد مشعل قبل عدة أشهر ، بتعبير سؤال استنكاري : إن كنا نريد العنب ام مقاتلة الناطور .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=452