المؤتمر…فتحاويون يخرجون من الجنة واخرون يحصلون على الشفاعة..علي دراغمة

اكثر من 1400 فتحاوي يجتمعون تحت سقف واحد لتناول الوجبة الرئيسية من دسم القيادة..لكن حضورهم لم يكن بالامر السهل، بل نتيجة اسابيع من التفاوض في كواليس رام الله للتوافق على هذا العدد وعلى هذه الاسماء .
هؤلاء سوف يصبحون القيادة الموسعة(..) اذا كانت حركة فتح هي قائدة المشروع الوطني الفلسطيني فأن اعضاء المؤتمر هم اصنص فتح القادمة ..وعليهم مسؤولية انتخاب الاجدر والانقى والافضل والاعلم والاهم والاقوى فيما بينهم …ولكن السؤال هل يعرفون بعضهم بشكل جيد ؟ .
على عاتق هذا المؤتمر تقع مسؤوليات جسام ..اولها الكشف عن قاتل الشهيد ابو عمار كما قال الرئيس ابو مازن قبل ايام …وهذا لوحده سيشكل هزة لا تقل عن زلزال تنظيمي اذا ما تم الكشف عن اسماء متورطة بقتل قائد الشعب الفلسطيني ..فهل تستطيع فتح ان تكشف عن قاتل قائدها ولما لا ؟.
ولا يقل عن ذلك اهمية الاعلان عن تعيين نائب للرئيس، وهذا عنوان لا يقل اهمية عن انتخاب الرئيس نفسه …انتخاب بعض اعضاء المركزية الحاليين لفترة اخرى هذا ينطبق على بعضهم ..ولكن بعض صقور فتح الاقوياء مهددين بالنزول من الجنة منذ اكلوا التفاحة..واصبحوا غير مرغوب بهم في جنة فتح …
القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان صاحب النفوذ المحلي والدولي سيكون خارج النغطية الفتحاوية في هذه المرحلة ..وسينتظر امرا كان مفعولا ..دحلان لن يسكت وبعض الذين اكلوا من التفاحة سيكونون خارج جنة فتح ..بعضهم تمكن من الحصل على الشفاعة واصبح على علاقة ترابطية دائمة مع الحركة حتى لو اكل كل التفاحة، ولكن سوف يتشكل جناح جديد وواضح اسمه تيار دحلان او تيار المظلومين او المفصولين او غيره .
بعض ممن تشملهم الشفاعة لم يقوموا بالاستقواء على فتح بالمال السياسي والدعم الحارجي او غيره، فأن المؤتمر جاء لعقاب المذنبين الذين اصبح يطلق عليهم المتجنحين ..وكل من اقترب منهم او تحالف معهم، لكن هناك كثر ممن استغل النفوذ، واكل وشرب و لكن غض البصر عنه..وهؤلاء هم الذين نالوا الشفاعة الكاملة.
وفي ميمعة يوم الحشر غاب الوضوح حتى الان عن برنامج فتح السياسي ..علاقة فتح مع السلطة …وعلاقات فتح مع اتفاقية اوسلو ودولة الاحتلال، علاقة فتح بالانقسام والمصالحة الداخلية ..علاقة فتح بالنضال السلمي او الكفاح المسلح ..علاقة فتح مع العرب وايران والمال السياسي ..وكلها فتح مطالبة بوضع اجابات عليها حتى تستطيع الصعود عوضا عن الانحدار الحاصل فيها منذ سنوات كما يقال.
ولكن البعض يهمس ان هذا المؤتمر الفتحاوي له برنامج سياسي واحد وهو التخلص والى الابد من بعض القيادات مثل محمد دحلان او الذين خانهم الزمن واصبحوا عاجزين عن اداء المهام بسبب تقدمهم بالعمر …فهل هذا هو البرنامج السياسي لحركة تأخذ على عاتقها قيادة الشعب الفلسطيني؟.
البعض يقول ان مؤتمر فتح في رام الله وفي المقاطعة تحديدا وهو المكان السيادي للشعب الفلسطيني، وان عقد المؤتمر بحد ذاته داخل المقاطعة يعني تغييب لكل المؤسسات والفصائل، وهذا يعني ان فتح هي السلطة وان السلطة هي فتح ..ومنظمة التحرير مجرد تابع للتنظيم الكبير .
لكن قوة المؤتمر تأتي في استقلالية القرار الفتحاوي، وان الرئيس عباس اخذ على عاتقه عدم السماح لاي جهة دولية او عربية من فرض اسماء داخل فتح ، هذا كله لا يمنع حصول مفاجأة من نوع ما .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=18246