الناصرة: إشهار رواية “عاشق البيارة” بمشاركة العشرات للكاتب عبد القادر سطل
مدار نيوز / عرب 48 \
د. عبد القادر سطل: يعيش اليوم ما يقارب المليون يافاوي كلاجئ في مختلف دول العالم، وأن للنكبة تأثيرًا مستمرًا، فهي بدأت في العام 1948 ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ولا يمكن فصل المعاناة اليومية عن الوجع الفلسطيني الذي نعيشه منذ
استضاف مقهى ليوان الثقافي، في البلدة القديمة في الناصرة، مساء أمس الجمعة، الباحث والكاتب د. عبد القادر سطل، رئيس مؤسسة الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، في أمسية ثقافية مميزة تم خلالها إشهار روايته الجديدة “عاشق البيارة”.
وشارك في الأمسية عدد من الأدباء والمثقفين، وأبرزهم الأسير الأمني السابق د. عدنان جابر من الخليل، والذي أمضى سنوات في سجون الاحتلال قبل نفيه إلى الأردن ولبنان، ليستقر أخيرًا في بلغاريا.
وقال د. عبد القادر سطل إنه يكرس وقتًا طويلا في الكتابة عن مدينة يافا التي يعشقها، و”عاشق البيارة” هو كتابه الثاني، بعد كتاب “يافا.. رسائل في ظلال النكبة”.
ويتحدث د. سطل في كتابيه عن مدينة يافا، التي بلغ عدد سكانها قبل نكبة عام 1948 نحو 120 ألف مواطن، لم يتبق منهم سوى ثلاثة آلاف، أي أن نحو 96% من سكان يافا هجّروا منها، معظمهم إلى غزة ولبنان وسقط العديد ممن رفضوا الهجرة شهداء في مجزرة دهمش.
وأضاف د. عبد القادر أنه يعيش اليوم ما يقارب المليون يافاوي كلاجئ في مختلف دول العالم، وأن للنكبة تأثيرًا مستمرًا، فهي بدأت في العام 1948 ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ولا يمكن فصل المعاناة اليومية عن الوجع الفلسطيني الذي نعيشه منذ ما يقارب الـ100 عام.
وتحدث د. عبد القادر عن أهمية يافا كونها عاصمة للثقافة العربية، وعن الأدوار التي لعبتها في تاريخ الحركة الثقافية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لا يزال يوجد مؤلفات وإصدارات جديدة تكتب عن يافا وتستعيد ذكرياتها وتوثق تاريخها.
وأشار د. عبد القادر لأهمية يافا كونها واحدة من أول ثلاث مدن في العالم بعد أريحا ودمشق، وعن ميناء يافا الذي كان بوابة فلسطين إلى العالم، ولها أهمية خاصة في الديانة المسيحية ففيها نزلت الرؤيا على مار بطرس.
وحيّى د. عبد القادر صمود الأشخاص الذين استمروا في البقاء في هذه البلاد وحافظوا على تراثهم وثقافتهم ولغتهم وهويتهم. وأشار إلى أن مشروع التهويد في يافا فشل، حيث ما زال العرب الفلسطينيين يشكلون نحو ثلث سكان المدينة. وأكد أن سياسات التهجير لا تزال مستمرة بأسماء متنوعة، ولكن الهدف الرئيسي هو التطهير العرقي المنهجي الذي تنفذه بلدية يافا “المجرمة” على حد تعبيره، حيث تم هدم 3125 قصرًا في يافا بين السنوات 1970 و1980.
وأخيرًا، أشار د. عبد القادر إلى أن أجداده عملوا في البيارة، وأن من يعرف هذه المنطقة وتاريخها لا بد أن يكون متعلقًا بها ومشوّقًا لها. فهو عاش جزءًا من حياته في البيارة ويصف نفسه بأنه “رضع من ثمار البيارات”.
يعمل د. عبد القادر سطل كباحث وناشط وكاتب في مدينة يافا. وُلد في عام 1960 ويشغل منصب رئيس مؤسسة الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، وهو أحد مؤسسيها.
قدم أول كتاب له بعنوان “يافا.. رسائل في ظلال النكبة” في عام 2018، وصدرت الطبعة الثانية منه قبل أربعة أشهر. يتناول الكتاب تاريخ يافا بعد الاحتلال في عام 1948.
وفي آذار/ مارس من هذا العام، صدرت له روايته الأولى بعنوان “عاشق البيارة”، وتروي الرواية أحداثًا في يافا خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. يعتبر نفسه عاشقًا ليافا ويقوم بجولات لتعريف الناس بتاريخها من وجهة نظر فلسطينية.
وفي نهاية الأمسية، قام د. عبد القادر سطل بتوقيع نسخ من روايته للحاضرين والمهتمين، وتبادل الحديث مع الحضور حول قضايا الثقافة والأدب والهوية. وشكر مقهى ليوان على تنظيم الأمسية الثقافية وتوفير المنبر للحوار والتواصل الثقافي.
وبعد محاضرة د. عبد القادر سطل، ألقى الدكتور عدنان جابر، الأسير الأمني السابق، كلمة. بدأ حديثه بقوله: “أنا تاجر فلسطيني من الخليل، أكرمني الله أن رأيت فلسطين والخليل وأهلي بعد 54 سنة قضيتها بين السجون والمنفى”. وأشار إلى أنه تعرف على جسد الأرض من خلال كتاب “عاشق البيارة” بعد أن تعرف على جسد الإنسان من خلال دراسته في مجال الطب وعمله كطبيب.
ثم تحدث عن الذكريات وأكد أنها ترافق الإنسان حتى القبر، سواء كانت ذكريات سعيدة أو حزينة. وأضاف: “في الأسر، كانت الذكريات الجميلة هي سلاحنا للصمود”.
وأشار إلى أن كتاب د. عبد القادر هو ممارسة للذكريات التي عاشها في البيارة، ولذلك جاءت الإهداءات في الكتاب “لكل يافاوي قطف حبة من برتقالها”.
تجدر الإشارة إلى أن د. عدنان جابر دخل سجون الاحتلال عندما كان عمره 17 عامًا بعد أن طعن ثلاثة جنود إسرائيليين. حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا، وقضى منها 7 سنوات، ثم تدهورت حالته الصحية وتم الإفراج عنه شريطة مغادرته الوطن. وعاد إلى فلسطين هذا الأسبوع في عمر 71 عامًا، وهي أول زيارة للوطن بعد انقطاع دام 54 عامًا.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=280354