امة خلافية تستحضر الذاكرة السوداء..على دراغمة
مدار نيوز، نشر بـ 2016/09/17 الساعة 3:10 مساءً

علينا الادراك اننا نعيش في امة خلافية ضعيفة لا يمكن لها ان تغير في الواقع شيء، وعلينا ان ندرك تماما اننا كـ فلسطينيين اضعف حلقات الامة، وهي امة استحضرت خلافها من الماضي ومن التجارب السوداء بين الطوائف والقبائل.
بالامس سمعت عن متحدث سعودي يقول: نحن بلدان الخليج بلدان صغيرة لا تملك الا النفط والمال، ولا يمكننا التأثير في العالم” اذا لماذا استحضار الطوائف في هذه المرحلة من قبل الخليج، ولماذا يسفك هذا الدم بين الشيعة والسنة، الم نتعلم من الماضي الاسود؟.
اما نحن الفلسطينيون فلا نملك النفط ولا نملك المال حتى، فكيف لنا ان نؤثر فيما يجري حولنا، لذلك اجد ان الجمع منا يهرب الى الامام .مثلا ان تخرج مسيرة لفصيل سياسي او عسكري تفضل رفع رايتها على ان ترفع العلم الفلسطيني، هذا الفصيل مؤكد انه خلافي ولديه مشكلة نفسية، فالعلم يمثل الكل الفلسطيني، اما رايته فتمثله وحده.
لم تنتهي القصة الخلافية بيننا فـ الجند الذين استعدوا وجهزوا العصي والسلاح هم ايضا خلافيون، فهم استعدوا لقمع مسيرة لا تقدم ولا تؤخر، مسيرة صغيرة تريد ان تعبر عن وجودها رغم صغرها، الا ان اجهزة الجند لم تستوعب ذلك، وارادت ان تقول ان الشارع لها وحدها وانها هي الحاكم الفعلي .
في كل دول العلم عندما يخرج حزب سياسي للتظاهر لا يرفع علم البلاد، بل يرفع علم الحزب، من منطلق انه لا يوجد قوى معارضة اكبر او اقوى من السلطة الحاكمة، وهذا لا يعتبر خيانة لعلم الدولة، وهذا لا ينطبق مثلا على تركيا التي رفعت علم الدولة عوضا عن راية الحزب في مرحلة الانقلاب.
نحن امام واقع خلافي لا يقرب الناس بل يبعدهم ويشتتهم ، ويحولهم الى كارهين للحياة غاضبين نتيجة شر انفسهم، غير معنيين الا في اثبات وجودهم وتأثيرهم على الا شيء، فنحن كلنا يحكمنا الاحتلال العسكري والاحتلال السياسي والاحتلالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكلها تعمل على تخلفنا، ونحن بدورنا نأخذها ونتخلف!.
لو تركت مسيرة جنين بالامس دون تدخل من الاجهزة الامنية، لعاد المصورين الى مكاتبهم دون خبر يذكر، والا ما هو الخبر العظيم الذي سيكتب عن تظاهرة سلمية عناصرها لا يتعدون العشرات في وسط مدينة جنين تطالب بحرية الاسرى وتلعن تهويد القدس؟.
المشكلة ليست بالمسيرة ومن نظمها ولا بالعسكر الذي قمعها بل في استحضار الخلاف لتزويد الناس بجرعة صغيرة اخرة من الغضب على الاخر .
وسائل اعلام اسلامية افردت عشرات الاخبار عن مسيرة جنين التي كانت ستحرر الاسرى ولم تسمح بها السلطة الفلسطينية، هذا الاعلام الاجوف يستغبي الناس ويمدهم بطاقة من الحقد على الاخر، ويصورون ان هذه المسيرة كانت نقطة فاصلة في حياة الاسرى!.
ولكن العسكر الذين طالبوا بترخيص للمسيرة حتى لا تعرقل عمل الناس، هم ايضا يقومون بالاستغباء، وينسون انهم يغلقون كل الشوارع عند مرور مواكب المسؤولين، وهنا كأنهم لا يعرقلون عمل الناس، من الافضل لهم ان يفكروا بنا لا ان يستغبوننا .
العسكر كانوا اوفياء للأوامر والاعتداء بالضرب على كل من وصلت اليه ايادهيم ، فذهب الصحفيين في المواجهة المقيته بين حزب يحمل راياته السوداء وبين عسكر وعيهم الوحيد استخدام قوة العظلات والعصي ضد الناس، وهم يرتدون الزي المبرقع .