الشريط الأخباري

انتخابات بير زيت …الامر يتعدى اخطاء السلطة 20-5-2022 بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2022/05/20 الساعة 10:27 صباحًا

مدار نيوز \

لاحظت اهتماما شعبيا بنتائج انتخابات جامعة بير زيت تجاوز أفراح / احتفالات الكتلة الفائزة “حماس” ، و غضب / ذهول الكتلة الخاسرة “فتح” . و أدركت ان هذا الاهتمام منبعه سياسي بالدرجة الاولى إزاء حالة الانسداد المستعصي – أشبه بالامساك المزمن – التي تمر بها القضية الفلسطينية و صاحبها الاساسي الشعب الفلسطيني ، وهو نفسه الاهتمام الذي أبداه طلبة الجامعة بنسبة اقبال مرتفعة (78%) و إلتفاف حول الكتلة الفائزة بفارق كبير ناهز الالف وسبعمائة صوت وصلاحيات مجلسية لا تتعدى مدتها السنة الاكاديمية الواحدة فقط .

لكنها ، النتائج ، أخرجت جبريل الرجوب بما يمثل عن طوره و غريفه كما يقال ، وأدلى بتصريح نوعي ، لا يقل عما فعله أمين سر الحركة في رام الله والبيرة الذي قدم استقالته عند مذبح هذه الهزيمة ، و هو إجراء حضاري و تربوي واخلاقي غير معهود في عالمنا العربي وأنظمته السياسية العفنة ، بما في ذلك حركاته وأحزابه التي تدعي التقدم والعلمانية ؛ انظر كتلتي حزب الشعب والديمقراطية اللتان لم تتمكنا من اجتياز نسبة الحسم ( 187 صوتا) دون ان يقدم احد استقالته ، وبالمناسبة فإن الكتلتين لم تتمكنا من خوض انتخابات جامعة بيت لحم قبل بضعة اسابيع لاول مرة في تاريخ الجامعة .

عن بقية الفصائل تستطيع التحدث بلا حرج ، (التحرير العربية والفلسطينية وفدا والنضال) رغم ايمانها بالديمقراطية ورغم تمثلها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، والبعض بوزارات في الحكومة ، فإنها كفّت منذ زمن عن خوض أي نوع من الانتخابات ، لأنها ببساطة لا تستطيع ايجاد من يقبل بأن يمثلها او يتماثل معها .

نعود الى تصريح امين سر الحركة الفريق جبريل الرجوب الذي قال فيه ان حركته تدفع ثمن أخطاء السلطة ، و قد يكون هذا كلاما سليما ، وأخطاء السلطة ليست بخافية على أحد ، ولكن ألا يجب على فتح “حزب السلطة” ان توقف أخطاءها ؟ وإذا لم تفعل فتح ذلك ، فمن يا ترى سيفعل ؟ الفصائل الخاوية التي أفلست تقريبا من اي رصيد شعبي ؟ ما الذي يجعل حركة طلابية جامعية عريقة ، ان تمنح ثقتها لحركة دينية أصولية تعكف على تحويل الجامعة الى جامع ، وكتب الطب والهندسة والفلسفة الى كتب الفقه وعلم الكلام ، والمرأة من حامية نارنا المقدسة الى حامية نارنا في المطبخ .

إنه أمر يفوق “أخطاء السلطة” ، كان يمكن ان يكون الامر كذلك قبل عشرين سنة ، عندما فازت حماس في انتخابات التشريعي بالاغلبية الساحقة ، أما اليوم ، فإن الامر يتعلق بالمقاومة أكثر ، من يقاوم يفوز بثقة الناس ، خاصة عندما يتعلق الامر بعدو لا ينظر اليك الا ميتا ، و مع الشهيدين المقدسيين شيرين ابو عاقلة و وليد الشريف ، بعد ان قتلهما طاردهما في تشيعيهما واعتدى على حرمة موتهما ، في حين تنتظر السلطة مجيء رئيس وزراء اسرائيلي يقبل بنا طرفا لاستئناف التفاوض .

قبل شهرين خسرت فتح انتخابات جامعة بيت لحم لصالح الجبهة الشعبية لاول مرة منذ ثلاثين سنة ، وقبل شهرين ايضا هاجم توفيق الطيراوي الحكومة وقال موجها كلامه لمحمد شتية : انت لا تمثلني .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=241458

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار

اقتحام مخيم شعفاط في القدس

الأربعاء 2025/01/15 8:01 مساءً