وخلقت شبكات التواصل الاجتماعي فجوة في العلاقات بين الناس، أسهمت بتغيير نظرة الكثيرين منهم لأنفسهم وللآخرين، وهو ما يدفعك للتفكير بالانفصال عن عالمك الإلكتروني قليلًا.
إذا اتخذت القرار بالانفصال عن هذه المواقع، فإنّ الحياة ستستمرّ..لن يسقط القمر، ولن تتوقف الأرض عن الدوران.. وبالطبع لن تفقد حياتك! غير أن هناك بعض الأمور المصاحبة ستحصل لك.
عالم للمقارنة
في عالم مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي، من السهل مقارنة نفسك بزملائك وأصدقائك، ومن السهل أيضاً أن تقلّل من قيمة نفسك، نريد أن نكون مثل الآخر، أن نمتلك نفس أجسامهم، تعجبنا ممتلكاتهم.
بالنسبة لنا نشعر أنهم منطلقون في حياتهم، في حين أنّ حياتنا متوقفة، أحدهم حصل على وظيفة أحلامه بينما ما زلنا عاطلين عن العمل، وآخر في رحلة سياحية لبلد هي بالنسبة لنا مجرّد حلم، وهكذا حتى نضيع في عالم من المقارنات.
مقارنة عقيمة
يميل الناس إلى نشر أفضل وأجمل لحظات حياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إن ذهب أحدهم لقضاء العطلة في مكان جميل، فعلى الأرجح سينشر صوره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن إن واجهته مشاكل مع صاحب البيت الذي يسكن فيه بسبب تأخر دفع الإيجار، فإنه بالتأكيد لن ينشر معاناته على الملأ.
إن مقارنتك لنفسك مع أصدقائك الافتراضيين، مقارنة عقيمة لأنك في الواقع تقارن أسوأ لحظات حياتك، مع أجمل لحظات حياتهم.
الانفصال عن مواقع التواصل الاجتماعي يحقق السعادة والرضا، فعندما تنفصل عنها ستصبح أسعد، وستشعر بالمزيد من الرضا عن حياتك وعن نفسك.
ومع اختفاء صور أصدقائك الافتراضيين ومنشوراتهم، ستجد أنّ حياتك ليست سيئة كما كنت تتخيّل.
ستصبح أكثر إنتاجية
ستكتشف أنّ هناك الكثير ممّا يمكن فعله بدلاً من التنقل صعودًا ونزولًا على صفحات التواصل الاجتماعي، وستعثر على طرق لتحقيق أحلامك وطموحاتك.
هل رغبت يومًا في تعلّم لغة جديدة؟ أو هل منيت نفسك بتعلم العزف على البيانو أو الجيتار؟ يمكنك البدء الآن، فقط أبعد نفسك عن هذه المواقع وستجد الوقت الكافي للكثير من الأمور.
وأما في عملك، فيمكنك أن تستغلّ وقتك في زيادة إنتاجيتك بدلاً من اختلاس النظر لهاتفك كل بضع دقائق.
ستكون ممتنًا لحياتك
عندما تنفصل عن مواقع التواصل الاجتماعي، سيظهر العالم على حقيقته أمامك، وستصبح أكثر امتنانًا لحياتك.
بدلًا من الشعور بالغيرة من حياة غيرك وبدلًا من التحسر على عدم امتلاك ما يمتلكون، ستجد نفسك سعيدًا بما تملك، وستشعر كم أنت محظوظ في هذا العالم.
أنت محظوظ !
إن كنت تملك طعاما ولباسا وسقفا فوق رأسك، فأنت أغنى من 75% من سكّان العالم اليوم.
وإن كان لديك مدّخرات في البنك فأنت في الواقع على رأس الـ 8% الأغنياء في العالم، وإذا استيقظت بكامل صحتك، فأنت أفضل من مليون شخص سيموتون مع نهاية الأسبوع بسبب المرض.
عندما تنفصل عن مواقع التواصل الاجتماعي ستدرك أنّ ما تملكه بين يديك الآن هو أمنية الكثيرين غيرك، وسيجعلك ذلك أكثر تقديرًا لحياتك ولما أنعم به الله عليك.
ستصبح أكثر حكمة
حين تنفصل عن مواقع التواصل الاجتماعي وتبدأ بالعيش حقًا، ستجد أنّك قد بدأت تنفق وقتك بحكمة، وعلى أشياء مفيدة، كقراءة الكتب، أو تصفّح المواقع الالكترونية العظيمة التي تعمل على تحسين حياتك، وإثراء معارفك وجعلك في النهاية إنسانا أفضل.
بدلًا من تضييع وقتك في متابعة أخبار غيرك، ستنشغل بممارسة التمارين الرياضية التي لم تكن تجد لها وقتًا في السابق.
وبينما غيرك منغمسون في نشر صورهم وأحداث حياتهم، ستكون منشغلًا بقراءة مقال قد يغير حياتك، أو بعمل إبداعي يبرز مواهبك أو بتحقيق أحلامك وطموحاتك.
مستقبلك سيشكرك
لا يكون المستقبل مشرقًا إلاّ إذا بذلنا جهدنا في الحاضر لجعله كذلك، وإن لم نتخلّ عن العادات السيئة الآن، فإن مستقبلنا سيكون مليئًا حتمًا بالندم على اللحظات التي كان بإمكاننا أن ننجز فيها الكثير، وأضعناها بدلاً من ذلك في تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي.
انفصالك عن هذه المواقع، سيجعلك تشكر نفسك مستقبلًا على هذه الخطوة!