خاص لـ “مدار نيوز” بعد تصريحات وزارة الصحة بتعيين 50 دكتور صيدلي لعام 2017 للعمل في مستشفيات الوطن ما المتوقع ؟

علي دراغمة : *ماهو تخصص دكتور صيدلي.
في الآونة الأخيرة اتجهت الأنظار الصحية نحو الاهتمام بمدى رضى المريض عن الخدمة الصحية المقدمة له, لما لذلك من دور كبير في إنجاح المنظومة الصحية, وقد تم استحداث دكتور صيدلة كنوع من التطور العلاجي في مختلف أنحاء العالم . فما هو تخصص دكتور صيدلة ؟
يعتبر تخصص دكتور صيدلي والمعروف أيضا باسم صيدلة سريرية درجة جامعية أولى يمنح من قبل كلية الصيدلة يتركز في التدريب السريري على خدمة المريض ومتابعة المريض قبل و اثناء وبعد الانتكاسات الصحية, ويعتبر حلقة الوصل بين المريض وباقي الكادر الصحي كما و يهتم بجانب التثقيف الصحي للمجتمع حيث يقع على عاتقه مسئولية التوعية بالأمراض الوبائية والسنوية و المزمنة. وقد سميت الصيدلة السريرية بذلك الاسم لارتباط أعمال الدكتور الصيدلي بأعمال المستشفى السريرية والتواصل مع المرضى بشكل مباشر.
*تاريخ التخصص.
تعود بدايات التخصص لعام 1950 , حيث تم تأسيس أول برنامج دكتور صيدلة في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس انجلوس (University of Southern California School of Pharmacy) . منها انتشر لباقي ارجاء العالم. أما على صعيد العالم العربي تعود بداياته في تونس عام 1975, إذ لقي بعدها رواجا مقبولا من قبل باقي الدول مثل اللملكة العربية السعودية وقطر والمملكة الأردنية الهاشمية , وأخيرا فلسطين حيث تم اعتماده هنا لأول مرة عام 2007 في جامعة النجاح الوطنية , وفي عام 2010 في جامعة بير زيت .
*الخطة الدراسية.
تم اعتماد الخطة الدراسية في الجامعات الفلسطينية بشكل يحاكي الخطط الدراسية المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية , بحيث يدرس الطالب مدة لا تقل عن ست سنوات نظرية وعملية موزعة كالتالي:
-الفترة النظرية: يدرس فيها الطالب اساسيات العلوم الطبية كالتشريح والفسيولوجيا واخلاقيات المهن الصحية , بالإضافة الى اساسيات العلوم الصيدلانية مثل مادة الصيدلانيات , ويدرس بصورة اختصاصية مواد تصب بمحور دكتور صيدلي مثل العلاج الدوائي والرعاية الصحية والرعاية المتقدمة ودراسات سريرية و البحث العلمي وغيرها من التخصصات المتركزة في تقديم العلاج المناسب (الأكثر فعالية والاقل تكلفة للمريض والقطاع الصحي).
أما فيما يتعلق بالناحية العملية فهي موزعة كالتالي:
-التدريب في صيدليات المجتمع والذي يهدف إلى تعريف المتدرب على الأدوية والشركات الموجودة في السوق المحلي.
-التدريب في صيدليات المستشفى حيث يتعرف هنا المتدرب على النظام الصحي في المستشفى وآلية صرف الدواء وغيرها.
-التدريب السريري الذي جزء مهم من هذا التخصص والنقطة الفاصلة بين تخصص الصيدلة ودكتور صيدلة . في هذه المرحلة يتم اشراك المتدرب في مختلف أقسام المستشفى والتي تشمل: قسم الباطني والجراحة والسرطان والكلى والأطفال والنسائية , العيادات الخارجية والعناية المكثفة وقسم القلب والشرايين , بحيث يقف جنبا إلى جنب مع الطبيب في وضع الخطة العلاجية.
وهنالك برامج اختصاص لخريجي هذا التخصص في الدول المتقدمة طبيا بحيث بعد سنوات الاختصاص- المختلفة لكل تخصص- يمنح الفرد شهادة اختصاص بقسم معين مثل دكتور صيدلي اخصائي باطني او اورام او قلب وغيرها , تمكنه من العمل بكفاءة وفاعلية اكبر داخل الاقسام.برامج الاختصاص هذه غير متواجدة في فلسطين ولكن لربما تكون خطوة مستقبلية خاصة بعد البدء بالالتفات لاهمية هذا التخصص والحاجة اليه
*المسؤوليات الواقعة على عاتق الدكتور الصيدلي
تتلخص وظيفة الدكتور الصيدلي في التركيز على صحة المريض أكثر منه على صناعة الدواء, ومنح المريض علاجا فعالا و تقليل الأضرار الجانبية ما أمكن, وبأقل تكلفة تقع على كلا المريض والمؤسسة الصحبة. ويشمل ذلك متابعة حالات المرضى منذ دخولهم المؤسسة الصحية, بما يضم تاريخهم المرضي الماضي والحاضر,الأدوية المتناولة وما يتعلق بها من جرعات وتفاعلات وآثار جانبية , ومن ثم متابعة الحالة للتأكد من استمرارية الفائدة العلاجية على شكلها الأمثل خلال فترة الإقامة وبعد الخروج من المؤسسة في بعض الأحيان.وإليكم بالتفصيل واجبات الدكتور الصيدلي والمسؤوليات المطلوبة منه:
- جمع المعلومات المتعلقة بالحالة المرضية ويشمل ذلك البيانات الشخصية, سبب الدخول, التاريخ المرضي للحالة والذي يشمل الأمراض والأدوية المزمنة والعمليات التي خضعت لها الحالة سابقا, وكذلك الأمور المتعلقة بالمرض الحالي, ولا يستثنى من ذلك التاريخ العائلي والاجتماعي ونمط الحياة بمافيها العادات الغذائية والرياضية التي يمارسها المريض, وأخيرا ينتهي المطاف بجمع العلامات الحيوية والفحوصات المخبرية والأعراض المرضية والفحوصات التشخيصية الخاصة بتلك الحالة.
- المساهمة في وضع الخطة العلاجية واختيار العلاج الأمثل للمريض ومن ذلك: تحديد الدواء المناسب, شكله الصيدلاني, الجرعة الصحيحة, الطريقة الصحيحة لاستخدامه, والفترة الزمنية المثلى للعلاج.
- مرافقة الأطباء في المرور على المرضى ومناقشتهم في العلاجات الموصوفة, وتقديم التوصيات المتعلقة بها, وكذلك تثقيف المريض عن طريق تقديم المشورة واسداء النصيحة بما يتعلق بالدواء وطريقة استخدامه.
- متابعة العلاج للتأكد من الاتزام بالدواء بالجرعة والوقت اللازمين, وكذلك قياس تراكيز بعض الأدوية الخطرة في الدم أو السوائل الحيوية الأخرى في الجسم للتأكد من أن الأمور تحت السيطرة والمريض آمن من ناحية دوائية. إضافة إلى ذلك مراقبة مشاكل الأدوية ووضع حلول لها والحد منها قدر الإمكان, مثل الآثار الجانبية, والتفاعلات الدوائية والعشبية والغذائية, والتسمم الدوائي والحساسية الدوائية.
- توفير المعلومات الدوائية التي يحتاجها الفريق الطبي بكافة عناصره أو المريض, وتقديم ندوات تثقيفية وبرامج تعليمية بشكل مستمر للكادر الطبي وكذلك المرضى.
- إعداد الأبحاث العلمية التي تتعلق بالأدوية واستخداماتها, بالإضافة الى تأسيس مراكز المعلومات الدوائية والسمية ومراكز وعيادات ارشاد وتثقيف صحي للمرضى.
- المشاركة في عضوية اللجان في المستشفيات.
ماذا الفائدة المضافة المتوقعة من هذا التخصص لكل من المواطن الفلسطيني و المؤسسة الصحية التي سيعمل بها:
أما فيما يتعلق بالفائدة العائدة من وراء وجود الدكتور الصيدلي ضمن الفريق الطبي سواء كان ذلك على المريض أو المؤسسة الصحية, على الصعيد العلاجي,المالي, أوالثقافي, فبالتأكيد هناك العديد من الفوائد, نذكر منها:
- حصول المريض على أفضل علاج يتناسب مع حالته بفعالية قصوى و ضرر أدنى وبما يحاكي احدث العلاجات المتبعة في انحاء العالم
- تقليل الاستخدام غير الضروري لبعض الأدوية وما ينتج عنها من مضاعفات, مما يقلل تكلفة العلاج على كل من المريض والمؤسسة الصحية ,مثل مراقبة اعطاء المضادات الحيوية.
- حماية المريض من أي آثار جانبية أو أذى قد يتعرض له بسبب العلاج عن طريق المراقبة المستمرة للأدوية وتأثيراتها وتفاعلاتها,
- اعلام المريض بشكل مفصل ومكتوب خطيا بكل ما يخص علاجاته لمنع تعدد الوصات الطبية والتداخلات الممكنة في حال مراجعة اكثر من طبيب او مركز صحي
- تقليل الأخطاء الطبية التي قد تحصل بسبب غياب المختص الدوائي ألا وهو الدكتور الصيدلي حيث تشكل الأخطاء الدوائية نسبة 40% من الأخطاء الطبية, ممايؤدي إلى تطور خدمات المؤسسة الصحية وحماية المريض والطاقم الطبي من عواقب الخطأ الطبي
- زيادة الفاعلية العلاجية عن طريق تشجيع المرضى على وسائل العلاج الغير دوائية كممارسة الرياضة واتباع نظام حمية معين مما يضاعف الفائدة ويقلل المضاعفات المرضية.
- زيادة الوعي الدوائي لدى كل من أعضاء الكادر الطبي والمرضى عن طريق الندوات والبرامج التثقيفية, بالاضافة الى القيام بالابحاث الطبية الدوائية
رابط قصير:
https://madar.news/?p=19130