بلد عايشة ع نكشة: الزُمبَرَك! .. بثينة حمدان
هوِّاشي مش مصنوع من مادة حديدية ولا لَيّنة، مش جماد ولا كائنات لافقارية، ما بعيش في البحر ولا في السماء، هو مخلوق عجيب أو مش… هوِّ الزمبرك الفلسطيني؛كائن حي صغير يعيش ولا يتعايش، بِضل ينَطنِط فوق راسك وين ما تروح، بتفَتِّح عينك بتلاقي ابنك الزغير ماسك شاكوش فوق راسك، بتلحقه بآخر لحظة، ولما تحاول تفهم ليش هيك عِمِل، بتكتِشف إنه أفلام توم اند جيري السبب!!! (مَزِع ع هالصباح!!!)
بتُدخل الحمام تفرشي اسنانك، بِسأَلَك خمس أسئلة في الثانية، بتصير تتَفتِف وتجاوب، طبعاً الكل بقلّك ابنك زكي وحرام ما تجاوبه!!! وبالآخر ما بتفرشي زي الناس،وبتصير تْنابِر: “يلعنه الي اخترع الفرشاية… أكيد فش عنده أولاد!!”.
بتقوم تلَبْسُه، بيهرُب، “دُور وحُور” وراه في البيت، بس هو مبسوط وانتَ بتلعن أبوه: إلبِس يابا خلينا نطلع عالشغل، هلكتني…بالآخر بتوصل السيارة وقبل ما تِفتَح الباب بتلاقيه شلح الطاقية واللفحة، بتسأله ليش؟ بهز اكتافه وبقلك: بديش، بتقَلّه: يابا سكعة.(أذن من طين والتانية من عجين).وبنص البهدلة بقلك ابنك: يابا بحبك! (وفجأة بتتزكر انه عمره 5 سنين… واال طب من متى هالحب؟) وهيك بكون ابنك ضحك عليك (بس أنا بِمشيش علَي خُرّاف الحب هذا!!).
وبهاي اللحظة بكون الأب والأم تْشَاهَدوا ألف مرة من الصبح، وممكن يكونوا احتسبوا حالهم عند ربهم.. المهم بِطلعوا بالسيارة وبتبلش سيمفونية: “حُط الحزام.. حط الحزام.. حطه يا ابن الـ…..ب” ساعتها دغري بِحُطه.
بس في أهل مش سائلين عن كل هالحكي، تحت بند: يلبسوا والا عمرينهم، يحطوا حزام والا عمرينهم… لهيك اولادهم بكونوا مطلعين راسهم من شباك السيارة! والأهل فخورين فيهم، لأنهم كِبروا وتطوروا كتييير وصار راسهم يتَنتِر من الشباك؟؟؟ واو شو هالانجازات!!!ولك ضُب حالك وضُب راس الولد.. وهيك هيك الي خلفوك… لحد ما توصل المسبة لسابع جد…
ومرات بتغلط وبتاخدهتزور ناس، بحطوا جاط الفواكه من هون وبِنُط ابنك وبياخذ تفاحة وبسألك قدام العالم: يابا شو هاي، بِتْسُك ع اسنانك وبتضطر تجاوبه بهدووووء: تفاح يابا.وبرجع يقلك: يابا جيبلنا متله.(ولك يحرق امك في عزا ابوك، وشجر التفاح الي حولين البيت هذا شو: كُمّثرى!) بِحْمَر وجه الأهلوما بصدقوا يروحوا لحتى يتْفَشّشوا في الولد، وبضل مَصِر انه التفاح الي عند الناس غير!!!!!!! (انا بقول غَطرِش عن القصة وتشاهَد أحسنلك!!)
هادا هو الزُمبرك، هذا هو الطفلالفلسطيني،الحزين، المسَخّم، والي داعس عليك، وفوق هذا بطلعولك المؤسسات الأهلية بشِعار: الطفل بحاجة إلى اللعب! طب ما هو عامل أهله اراجوزات، أو حتى مجانين: الاب بقلد صوت الحمار، والأم بتمشي زي البسة.. وياريت عاجبهم!!! والي ابنه برّيم، بكون حظه في حصة حقوق الانسان في المدرسة إنه يحمل شعار: من حقي أن اتكلم!!!! طبعاً يابا احكي، وانا بدي احط كمامة… ولَك هو نحن قادرين نسِد حلقك، ولَك لو منحكي كان صرنا فلتاتبالخطابة والتنظير… بس اعتزلنا.. أصلا مهارة لا تنفع أحداً، في زمن فيه القيادة أبدية.. لهيك بقول لكل حدا عنده هيك خِلفِة،سيبوه أو افلتوه عالمسؤولين، خليه ينطلهم.. ونحنبدنا نتفرج ع “ذكاءهم السياسي” .. بدل ما قاعدين “نسَفِّخ” هالاولاد… آمين يارب!
رابط قصير:
https://madar.news/?p=20715