بين الماضي والحاضر ….بقلم باسل عمران
كثيرا ما يدق في ذاكرتنا او بالاحرى في ذاكرة من هم اكبر منا سنا العودة للماضي رغم البعد الكبير بين ما وصلنا اليه من تطور وبين البساطة التي كانوا يعيشونها .
فما الذي يجعل الحنين الى الماضي يعود الى الذاكرة في كل لحظة ؟؟ لعل ما وصلنا اليه من تطورات لم يمنحنا الشيء الذي يطالبون به وهو الماضي لان الماضي لا يعني بالنسبة لهم الا شيئا واحدا وهو راحة البال وهدوء النفس ففي الماضي كان الفلاح مكتف ذاتيا وكان ابن المدينة يعتمد عليه وعلى تجارته البسيطة ليتعايشا معا مكملين لبعضهم مقتسمين لقمة العيش بكل بساطة .
فحتما غلاء الاسعار الذي اصبح كالنار التي تأكل الاخضر واليابس جعلنا معهم نحن الى الماضي نتوق لنلثم نسمة هواء باردة تهب في الصباح توقظنا من النوم لنعيش يومنا بكل راحة نفس رغم التعب الشديد…اصبح كل منا لا يملك قوت يومه ولا يفكر باكثر من ذلك …اهي سياسة ام هي ظروف فرضها علينا الزمن .
لن نتوصل الى نتيجة الا لنتيجة واحدة وهي ان الماضي سيبقى يعزف على وتره بالحانه الجميلة والقبيحة بكل ذكرياته ويجعلها اجمل من كل سينفونيات الحاضر .
ولعل ذاك الكرسي القديم الذي كان يجلس عليه والدي يحدثني فيه عن التعليم والعلم وكيف كانت هيبة المعلم كونه معلما جعلني اقدس ذاك الكرسي الممشوق بهيبته التي افتقرتها كل كراسي التعليم اليوم فكرسيه القديم خرج اجيالا تقدس المعلم وتحترمه مهما علت مراتب المتعلم فيما بعد على عكس اجيالا اول تفكير لها هو التمادي على المعلم وعدم الاحترام .
سأبقى اسمع النغمات الجميله التي تطرب سمعي في كل لحظة بقصة من الماضي لتمحو بعض ضوضاء الحاضر ساستذكر هيبة جدي ووقار والدي لتبقى صورة الجمال ممزوجة بأجمل الالوان في لوحة الحياة .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=13355