تحليل إسرائيلي: لماذا تتحدى حماس إسرائيل على الجدار؟

مدار نيوز-نابلس -19–9-2023-ترجمة محمـــد عـــلان دراغمـــــة: كتب المحلل والمراسل العسكري لموقع واللا نيوز العبري أمير بخبط حول ما يجري من تظاهرات على حدود قطاع غزة، والتي اعتبرها تحدي من حركة حماس لإسرائيل:
بعد حالة الهدوء النسبي التي سادت على حدود قطاع غزة، حالة التوتر على الحدود عادت من جديد من خلال المظاهرات، وبالأمس جرت محاولات إلقاء عبوات متفجرة على الجدار، في ظل مثل الواقع يطرح السؤال، لماذا تستفز حركة حماس إسرائيل، ولماذا يعتقد السنوار إنه يمكنه التحكم بالخيوط؟ .
الجيش الإسرائيلي يرد على كل عملية إطلاق قذائف من قبل حماس لكي يفرض عليها معادلة جديدة، منذ العام 2021 توقفت الحركة عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وعلى خلفية حالة الهدوء تم التوصل لتسوية بوساطة مصرية ووساطة قطرية، مقابل ذلك وافقت إسرائيل على دخول (18600) عامل من غزة للعمل في إسرائيل، وإدخال أموال قطرية لقطاع غزة على الرغم من العلم أن جزء من هذه الأموال يذهب لحركة حماس.
وتابع المراسل والمحلل العسكري للموقع العبري: في ظل هذا الواقع، ما المحرك للمظاهرات والإرهاب (حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي) على حدود قطاع غزة؟، وفي إجابته عن السؤال يقول المحلل العسكري، أولاً، تزايد حجم المشاكل الاقتصادية، وارتفاع تكاليف الحياة، في أعقاب هذا الواقع الاقتصادي بدأت تظاهرات ضد سلطة حماس في القطاع، ومطالبات بتخفيض الأسعار والضرائب لتخفيف العبء على المواطنين.
حركة حماس حاولت الحد من المظاهرات، ولكن مع اتساعها ووصولها لمختلف أنحاء القطاع، بادر لعودة المظاهرات على الجدار لصرف النظر عن المظاهرات، وتغيير الأولويات في الرأي العام وتوجيهه ضد إسرائيل.
أما السبب الثاني لعودة المظاهرات على الحدود هو موضوع عدد العمال في إسرائيل، في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية توصية لزيادة (2000) عامل من قطاع غزة على العدد المسموح به الآن، ولكن جهات أخرى داخل المؤسسة العسكرية تقول، من الصعب زيادة العدد دون حل مشكلة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة، وهناك في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من يرى في الخطوة ضربة للسلطة الفلسطينية، وخدمة لحركة حماس، لهذا الأسباب مجتمعة قام رئيس الأركان بتجميد الخطوة.
أما السبب الثالث فهو داخلي يتعلق بحركة حماس حسب رؤية أمير بخبط، المعركة في الانتخابات الداخلية على منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في العام 2025، والمعركة بين صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي المتواجد في بيروت، وبين يحيى السنوار مسؤول حماس في قطاع.
العاروري الذي يتم تصويره بأنه القيادي المبادر والمتطرف ضد إسرائيل، خاصة في ظل علاقاته مع الأمين العام لحزب الله ومع الإيرانيين، والسنوار يفضل الاهتمام بالجمهور في قطاع غزة، وإدارة والسير قدماً في موضوع تسوية مع إسرائيل، وصور التظاهرات على الجدار تخدم السنوار لدى الجمهور الفلسطيني.
السنوار يسجل لنفسه عملية “حارس الأسوار إسرائيلياً وسيف القدس فلسطينياً”، وعلى الرغم من حجم الدمار في غزة بسبب تلك العملية، وينسب لنفسه إنه كرس معادلة جديدة حول المسجد الأقصى والقدس، وإنه استطاع إخراج الفلسطينيين في الداخل للتظاهر بعنف ضد إسرائيل.
والمال القطري هو أحد الأسباب لهذه التظاهرات، حماس تريد ضمان وزيادة دخول الأموال القطرية لغزة، وقطر تتخوف من اتهامات قد تواجهها من جهات غربية بأن أموال قطر تذهب لدعم “جهات إرهابية” داخل القطاع، وفي الأسابيع الأخيرة عبرت جهات قطرية عن امتعاضها من التظاهرات والمواجهات على حدود غزة والتي تقف خلفها حماس حسب الادعاء الإسرائيلي.
في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبالتشاور مع وزير الحرب، تقرر أن يكون الرد على مظاهرات حماس محسوب بحيث لا يقود لحالة تصعيد أمني ومواجهة شاملة، مصدر أمني إسرائيلي قال إن حماس تعلم إن إسرائيل تريد مرور الأعياد اليهودية بهدوء، ولن تستعجل الدخول في مواجهة.
وختم المحلل والمراسل العسكري لموقع واللا نيوز العبري تحليله: الوضع متفجر جداً، ورد من قبل الجيش الإسرائيلي ولو كان رداً محسوباً، هو مسألة وقت فقط، وفي هذه المرحلة تقرر إغلاق معبر إيرز ومنع دخول العمال من القطاع.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=291731