الشريط الأخباري

ترامب ليس رجل سلام .. سحب الحرب العالمية الثالثة تتلبد.. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2025/10/31 الساعة 10:44 صباحًا

مدار نيوز \

من ينظر الى تخوم المعمورة بعيون متفحصة متبحرة ، يرى بوضوح سحب الحرب العالمية الثالثة تتلبد في أربعة ارباعها ، بدءا من أوكرانيا حيث تلتف حولها أوروبا كلها من بريطانيا و فرنسا في الغرب الى بولندا و لتوانيا في الشرق لمحاربة روسيا ، مرورا بأمريكا اللاتينية و البحر الكاريبي لمحاربة فنزويلا و كولومبيا و معهما كوبا و التشيلي و البرازيل حيث الحكم الشيوعي يطل برأسه لحسم القارة كلها ، و ليس انتهاء بالصين و كوريا الشمالية عبر تايوان و الفلبين و كوريا الجنوبية و اليابان . لم تكن أجواء الحرب العالمية الثانية عشية اندلاعها متلبدة اكثر مما هي متلبدة اليوم ، و لا أسبابها او مبرراتها ، حيث قيل ان السبب المباشر لاندلاع شرارتها هو غزو ألمانيا لبولندا ، أما الأسباب غير المباشرة فقيل انها تتعلق بصعود الأيديولوجيات الفاشية والنازية . في الحرب العالمية الأولى قيل ان سببها أو ذريعتها كان أكثر بساطة بكثير و هو اغتيال وريث العرش النمساوي و زوجته في سراييفو صيف 1914 ، لكن الأسباب غير المباشرة كانت لها علاقة برجل أوروبا المريض “تركيا الخلافة الإسلامية” و النزعات القومية الشديدة ، والنفوذ بين الدول الأوروبية ، وسباق التسلح ، والاستعمار، و التحالفات العسكرية . اذا نظرنا اليوم الى ما حولنا ، فإننا نرى حكاما “ديمقراطيين” ، أي انهم وصلوا الى السلطة من خلال صناديق الاقتراع ، أكثر فاشية و ديكتاتورية و أصولية من حكام حقب الحربين ، لم يكن التسلح و سباقه كما هو عليه اليوم ، لم يكن الاستعمار بعدة وجوه و أشكال كما هو عليه اليوم ، لم يكن العالم محكوما بدولة واحدة او نظام واحد او حتى رجل واحد كما هو عليه اليوم ، فيفقد بذلك العالم توازنه المعهود . حدث واحد من بين عشرات الاحداث التي تجري اليوم ، كان كفيلا قبل قرن ان يشعل الشرارة العالمية ، من على شاكلة احتلال روسيا لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات ، احتلال العراق و قبلها أفغانستان قبل نحو عشرين سنة ، ضم القدس بما تمثل لملياري مسلم الى إسرائيل عاصمة موحدة أبدية قبل ثماني سنوات ، قصف مفاعلات ايران النووية قبل خمسة أشهر ، انتهاك إسرائيل لاتفاقية أوسلو فيما يتعلق بحسم قضايا الحل الدائم قبل نحو 25 سنة ، اسقاط أنظمة عربية بالجملة من تونس الى مصرالى ليبيا الى اليمن الى السودان الى سوريا . حتى عملية طوفان الأقصى التي نفذها فصيل فلسطيني صغير ضد دولة إسرائيل القوية قبل سنتين ، و الرد الإسرائيلي الابادي على غزة ، كان كفيلا باشعال الشرارة العالمية . لا يجب ان نغتر بزعيم العالم دونالد ترامب من أنه رجل سلام ، ترشح لنيل جائزة نوبل ، رشحها له مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية يحكم قبيلة قديمة هاربة من التاريخ ، اقرب للعصابة منها للدولة ، و لا من انه أطفأ ثمانية حروب خلال ثمانية أشهر ، بما فيها الحرب الابادية على قطاع غزة المحاصر أصلا منذ عشرين سنة ، حرب من طرف واحد يتحالف معه فيها دول عظمى و وازنة ، بعيدة و قريبة ، على شعب أعزل ، هذا الزعيم ، حول وزارة دفاعه ذات الترليون دولار الى وزارة الحرب ، و أعلن مؤخرا عن استئناف التجارب النووية .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=348518

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار

بيع مرحاض ذهبي بـ”سعر خيالي”

الأربعاء 2025/11/19 8:35 صباحًا

حالة الطقس: أجواء حارة وجافة

الأربعاء 2025/11/19 8:16 صباحًا

عطل عالمي يضرب منصة “إكس”

الثلاثاء 2025/11/18 5:30 مساءً