الشريط الأخباري

تعقيباً على الأحداث الأخيرة التي عصفت بمدينة نابلس.. لارا كنعان

مدار نيوز، نشر بـ 2016/08/23 الساعة 1:43 مساءً

تعقيباً على الأحداث الأخيرة التي عصفت بمدينة نابلس أضع الجميع في بعض الملاحظات:
1. نحن نعلم أن الدولة أي دولة تحتكر الحق باستخدام العنف المشرع قانوناً، الأمر الذي يعني أن السلاح المفروض تواجده هو سلاح الدولة، وفي حالتنا الفلسطينية، يضاف إليه سلاح المقاومة رغم ما يتعرض له من مضايقات كبيرة تحت عناوين مختلفة، إلا أن هذا الأمر لا يعني أن يكون هناك تعسفاً في استخدام هذا الحق تحت أي من العناوين فللمواطن، مهما كان خطؤه، الحق في تلقي محاكمة عادلة تخضع لشروط المحاكمات الصحيحة، لا أن يتم قتله خارج إطار المحاكمة، يؤسفني هنا أنني أستخدم كصحفية نفس المصطلحات التي نستخدمها في وصف الإجراءات العقابية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه المناضلين الذين كان يعدمهم بدم بارد حتى بعد اعتقالهم في بعض الأحيان.


2. المبررات التي استخدمت في تبرير حالة القتل، وانا هنا أيضا أنطلق بكلامي كصحفية، خطيرة جداً وتؤدي بنا لتطورات خطيرة قد تهدد السلم الأهلي والمجتمعي في مدينتنا الحبيبة، فالأخلاقيات التي تحكم رجل الأمن، والذي يفترض فيه أن يكون هو الدرع الواقي للمواطن الفلسطيني، لا أن يكون القاضي، والمنفذ، و .


إننا ننتظر من الجهات المسؤولة أن يكون هناك محاكمة لهؤلاء لقيامهم بما يتعارض مع دورهم وطبيعة وظيفتهم في النظام السياسي الفلسطيني(تشريعي،قضائي.تنفيذي) كجهة تنفيذية فقط.


3. أستغرب من منطق الاستباحة لمدينة نابلس الذي تم استخدامه وبشكل قاسي طال حتى الآمنين من المواطنين، وممتلكاتهم، وأنا هنا أتساءل حول الهدف من هذا هل هو فقط ما يتعلق بـ “الخارجين عن القانون”، أم أن الأمر له علاقة بالمدينة نفسها التي تتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال الإسرائيلي، إني كمواطنة فلسطينية أرى لحكومتنا الرشيدة أن لا تتعامل مع المدينة التي تحاول الخروج من ذكريات الحصار العسكري لها، وخاصة البلدة القديمة منها لما تشكله من حاضنة نضالية وثورية الا تتعامل بنفس منطق الاحتلال الإسرائيلي.فنحن نحمل ما يكفينا من جروح مضت داخل البلدة اثناء حصارها و اجتياحها و لم نشفى بعد من مشاهد الدم والقهر.


4. تساؤل أخير وهو موجه للمسؤولين والوجهاء في المدينة يتعلق بنا نحن كمواطنين الذي يحق لنا أن نعرف ما الجدوى من كل ما حصل؟ وهل القتل خارج القانون هو الحل؟ نرجو من الجميع الانتباه إلى أن الحل الأمني ومهما كانت ضرورته هو حل قاصر عن إيجاد السلم المجتمعي فالأمر يتطلب جهداً جماعياً، يناقش أسباب الظاهرة قبل قلع واجتثاث اشكالها المختلفة فالأسباب لا زالت تنتشر بهدوء تحت الأرض، وستبقى تنتج ما يعرض أمننا للخطر.
والتساؤل الأخير هنا هو هل انتهى الفلتان بهذه العملية؟؟؟
هل سيختفي السلاح غير الشرعي في مدينتنا؟؟
هل قلعت كل جذور الزعرنة و العربدة؟؟
هل انتهت ظاهرة انتشار المخدرات؟؟
هل نحن بأمان و سلام الان؟؟؟

رابط قصير:
https://madar.news/?p=4412

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار

40 شهيدا و73 إصابة خلال يوم في غزة

الخميس 2025/04/17 3:09 مساءً