تغير نمط المقاومة الفلسطينية غير نمط عمل المخابرات الإسرائيلية
كتب محمد أبو علان
موقع واللا العبري تحدث عن ما اسماه وحدة متابعة منفذي عمليات المقاومة الفردية في قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية،وحدة جاءت كنوع من استخلاص العبر من موجة عمليات المقاومة الفلسطينية التي انطلقت من القدس في سبتمبر/أيلول من العام 2014 حيث قتل مستوطن بعد رشق مركبته بالحجارة في ليلية رأس السنة العبرية في حينه.
ويقول الموقع العبري أن المقاومة الفلسطينية تغير نمطها عما كان في الماضي، حيث كانت أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية تتعامل مع منظمات فلسطينية لها رأس ولها أذرع مختلفة، أذرع مسؤولة عن التمويل، وأخرى عن التجنيد، وجهات آخرى مسؤولة عن تحديد شكل وموقع العملية.
هذا النمط من المقاومة جعل بمقدور الاستخبارات الإسرائيلية جمع مؤشرات عن إمكانية حدوث عمليات، وعلى مراقبة تحركات محددة ممكن أن تستفيد منها إستخبارياً، بمعنى أن المخابرات الإسرائيلية كانت تعمل في العام 2002 بنفس الأسلوب الذي كانت تعمل فيه في العام 1973، كانت تقوم بجمع علامات ومؤشرات ومن ثم البحث خلفها.
في العام 2016 طريقة العمل اختلفت، فلم يعد هناك مؤشرات تخضع للتحليل المسبق، مما صعب البحث أو العثور على المنفذ للعملية، فهناك من المنفذين تصلهم الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وتقرع بابهم، وفي بعض المرات هم أنفسهم لا يعلمون أنهم قد يكونوا من منفذي العمليات في المستقبل.
فبعض هؤلاء قد يكون أخذ قرار تنفيذ العملية يوم واحد قبل التنفيذ، وقد يتخذه في نفس اليوم، بالتالي يجب أن تكون الإستراتيجية الأمنية حسب وحدة ملاحقة منفذي العمليات الفردية تستند لعوامل جغرافية أكثر من الاعتماد على مؤشرات في العادة صعب توفرها في مثل هذه الحالات.
فمنفذي العمليات الفردية لا يطلب أحد منهم القيام بهذه العمليات، وفي العادة يكون المنفذ قد شاهد مادة إعلامية ما في التلفزيون تدفع به تجاه تنفيذ العملية، أو قد يكون دافع الانتقام لمقتل قريب أو صديق قاده للقيام بعملية، وتدعي جهات استخبارية أن البعض قد يقوم بتنفيذ عملية نتيجة مشاكل شخصية أو اجتماعية للانتقام من عائلته نتيجة تعرضه لمضايقات ما منها.
هذا الواقع الجديد يقول ضابط في الوحدة الخاصة بمتابعة موضوع المنفذين المحتملين يحتاج لجهود استخبارية كبيرة لا تتوفر فيها الكثير من المعطيات على الأرض، مما يتطلب تعزيز العمل الاستخباري بشتى السبل.
الجدير ذكره أنه بعد انطلاق انتفاضة القدس ركزت أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية المختلفة جهودها على متابعة شبكات التواصل الاجتماعي بشكل خاص، وشبكة الانترنت بشكل عام للبحث عن من تسميهم المنفذين المحتملين.
كما ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي على توسعة حملات الاعتقال في المناطق التي يخرج منها منفذي عمليات، أو يسقط منها شهداء مستندين لإمكانية خروج أحد من البئة المحيطة بمنفذ العملية، أو المنطقة التي سقط فيها شهيد بدافع الانتقام حسب إدعائهم.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=12612