تقرير الحرب على غزة سيشكل خدش لشخصية “نتنياهو” الأمنية
مدار نيوز – ترجمة محمد أبو علان
مراقب دولة الاحتلال الإسرائيلي القاضي المتقاعد “يوسف شابيرا” قدم بالأمس للجنة الفرعية التابعة للجنة الكنيست للرقابة على الدولة تقريره الخاص حول أداء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر ” الكابنيت” خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014، والذي سمي إسرائيلياً بعملية “الجرف الصامد”.
التقرير سيكون واحد من ثلاثة تقارير حول الحرب سيتم تمرريها للكنيست الإسرائيلي خلال الفترة الزمنية القريبة، ومن ثم سيتم نشرها للجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعلى ضوء الاضطرابات السياسية والقضائية التي يواجهها “نتنياهو” سيكون التقرير ذات حساسية عالية بالنسبة له حسب ما قالت صحيفة “هآرتس” العبرية.
والاعتقاد السائد حالياً أن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد يحاول منع نشر تقرير مراقب الدولة بحجج أمنية، أو قد يحاول على الأقل فرض الرقابة على جزء منه الأقل.
التقرير هو نتاج عامين من التحقيق أجراه مكتب مراقب الدولة والطاقم التابع له حول الحرب على غزة في العام 2014، والنسخة الأولية التي سلمت قبل عدة شهور للأشخاص ذوي العلاقة بالتقرير كان فيها انتقاد شديد لأدائهم، انتقاد أثار التوتر بين مراقب الدولة ومكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وشخصيات عسكرية رفيعة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
“عاموس هارئيل”، المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية قال، “نتنياهو” سيكون من أكثر المتضررين من وراء تقرير مراقب الدولة، فوزير الحرب السابق “موشه يعلون”، ورئيس الأركان السابق “بني جنتس” والذين قادوا الحرب مع “نتنياهو” لم يعودوا في مناصبهم لتحمل مسؤولية مباشرة عن محتويات التقرير.
النقطة الجوهرية في التقرير التي يتمحور حولها النقاش حسب ما جاء في المسودة الأولية للتقرير أقوال “نتنياهو”، ووزير الحرب في حينه ” موشه يعلون” أنهم قدموا للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكبنيت” قبيل الحرب كل المعلومات ذات العلاقة وبشكل خاص في قضية الأنفاق.
في المقابل، اثنين من أعضاء “الكبنيت” وهم وزير التربية الإسرائيلي “نفتالي بنت”، ووزير المالية آنذاك “يائير لبيد” نفوا أقوال رئيس الحكومة ووزير الحرب وقالوا أن النقاشات كانت سطحية وخاصة في قضية أنفاق غزة، و”بنت” نفسه ادعى إنه حذر بشكل خاص من خطورة الأنفاق.
وما لا يريده “نتنياهو” الآن حسب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” هو أن ينتقل النقاش في وسائل الإعلام الإسرائيلية من شبهات الفساد ضده إلى تقرير مراقب الدولة، انتقال سيشكل مس بعامل أساسي كان سر نجاحه المتتالي في الانتخابات الإسرائيلية ألا وهو العامل الأمني.
لمنع المس بصورة “نتنياهو” الأمنية قد يحاول مع مقربيه وخاصة عضو الكنيست عن حزب ” الليكود، ورئيس الائتلاف الحكومي “ديفيد بيطون” فرض رقابة بشكل ما على تقرير مراقب الدولة.
قبيل صدور التقرير النهائي يبقى السؤال المفتوح، هل سيتم نشر التقرير أم سيتم التحفظ عليه تحت دواعي أمنية، وفي حالة منع النشر ستكون المواجهة أيضاً مع عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب على غزة، تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت” قال أن (55) عائلة من أصل (68) هم عدد عائلات قتلى جنود الاحتلال في الحرب مع نشر التقرير.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=26836