تكريم عطاالله أبو غطاس بحضور عطاالله حنا .. بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز \
المبادرة التي أقدمت عليها جمعية الاحسان الارثذوكسية في بيت جالا بتكريم أحد رجالات المدينة جديرة بالتوقف عندها و تثمينها ، ليس فقط من انها “كرمت” شخصية نضالية فحسب ، بل من باب ان هذا الانسان حي يرزق و ما يزال على قيد الحياة ، فقد دأبنا في فلسطين و العالم العربي عموما ان لا نلتفت لمثل هذه القامات الا بعد رحليها ، فتحضر صورتهم بدلا منهم عوضا عن اقرب مقربيهم من صلة الدم فيما يطلق عليه “حفل التأبين” .
ولد عطاالله أبو غطاس عام 1938 ، و التحق بحركة القوميين العرب في القاهرة عندما ارسله ابوه ليتعلم فيها العلوم عام 1956 ، و اعتقل في الأردن ثم في إسرائيل بعد احتلالها الضفة الغربية مباشرة ، و جابه فايروس الانشقاق المبكر الذي ضرب الجبهة الشعبية أوائل عام 1969 و امتد الى ساحة السجون ، و كان من ابرز القيادات التي امتلكت الوعي العلمي و النظرية الثورية ، و كان اثناء تعليمها لرفاق القيد ، يتعمق في تعلمها ، و يلخصها في كراسات بخط اليد وتسريبها الى بقية السجون . و لهذا لم يتوان القيادي محمود فنون في كلمة التكريم الاعتراف ان عطا الله أبو غطاس هو استاذه و معلمه ، و هو – فنون – الذي يناهز اليوم من العمر 75 عاما .
كان من ضمن المتحدثين عيسى قراقع وزير الاسرى الأسبق ، الذي يعد صديقا مقربا من عطالله ، صحيح ان السجن لم يجمع بينهما لفارق العمر ، و لكن ميادين النضال و المظاهرات والاعتصامات و المناسبات و بيوت الشهداء و مستشفيات الجرحى ، فأسهب عيسى في الإشادة بهذا التاريخ الطويل لمثل هذه القامة الفذة .
و في استكمال الاجماع الوطني والفصائلي على هذه الشخصية ، جاء الشق الديني ممثلا في المطران عطا الله حنا ، الذي رفض فكرة ان يكون عطاالله أبو غطاس بحاجة الى من يكرمه ، فهو بعطائه و نضاله و تاريخه و ثباته الاجدر بأن يكرمنا .
لقد غصت القاعة عن بكرتها ، من معظم الفصائل الوطنية والإسلامية ، بمن في ذلك ممثلون عن حركة حماس التي دأبت على مقاطعة مثل هذه المناسبات ، فكيف لشخصية ماركسية مسيحية ، رجالا و نساء ، شيبا و شبانا ، وفودا من القدس و رام الله ، عناوين لمرحلة طويلة من النضال تمتد الى نحو سبعين سنة ، بعضهم قضى اكثر من عشرين سنة وراء القضبان ، كلهم جاءوا الى حيث لا ينفع ان يغيبوا ، كالطلبة الذين يسجلون أسماءهم في حضرة الأستاذ ، يقولوا له : شكرا على الكتاب الأول و الفصل الأول و السطر الأول .
و كاد الاحتفال يلتبس على الكثير من الحضور ، مهابة و سكونا و خشوعا من النوع الذي تكتسي به التأبينات ، حتى قال المطران عطا الله في كلمته انني منحاز لك يا عطالله لأن اسمي عطا الله على اسمك ، هنا ، قلت للاب عطا الله ممازحا ان “نتنياهو” أيضا له اسميكما “عطاالله” ، فمعنى كلمة “نتنياهو” بالعربية عطا الله ، فضج الحاضرون بالضحك ، وقال المطران يا خوفي تنشرها غدا في الجريدة .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=291338