تل.. قرية التين والزيتون

بعيدًا عن ضجيج المدينة، وقريبًا من راحة البال والهدوء، نتجول وسط قريةٍ يكسوها الجمال والإشراق والخضرة، وسط الطبيعة الخلابة، وسط قرية تتباهى بجبالها الجميلة، وينابيعها الكثيرة، وأشجارها الكثيفة.
حدود القرية..
قرية تل الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس على بعد 6 كم، تقع على تلة مساحتها حوالي 26 ألف دونم، تمتد لتصل إلى الكثير من القرى المجاورة لها مثل اماتين، عصيرة القبلية، بورين، عراق بورين، فرعتا، صرة، وغيرها من القرى المجاورة.
وتعتبر تل من كبريات قرى جورة عمر الواقعة على سفوح نابلس، وتمتاز البلدة بطبيعتها الحية التي تحوي الغزلان والأفاعي والأرانب والطيور من العقاب والحجل، والعديد من الطيور الاخرى والحيوانات البرية، بالإضافة إلى أشجار التين والزيتون واللوزيات وجبالها المليئة بالنباتات البرية من الزعتر والزهور الأخرى كالنرجس وشقائق النعمان وقرن الغزال.
من الجذير بالذكر ، وفرة المياه وكثرة الينابيع والعيون مثل: نبع الفوار، وبئر الغزال، العين الشرقية، وعين القطيرة، عين المزراب، العين الغربية وغيرها، هذا إلى جانب الكثير من المواقع الأثرية مثل كفرور، اوفار، السورتين، والبلدة القديمة.
منبع التين العناقي..
تشتهر قرية تل في زراعة أشجار التين المتنوعة، التي يعلوها أهميه شجر التين العناقي، الذي يعد من أهم أنواع التين التجارية بالنسبة لأهل القرية، وغيرها من أنواع التين الخرطماني والسوادي والخضاري، وغيرها من الأنواع الذي يصل عددها إلى 18 نوعا من أشجار التين، إلا أن الأنواع التي توجد حالي يصل عددها إلى 9 أنواع.
ويقام كل عام مهرجان التين في القرية فهي من أشهر القرى وأكثرها إنتاجا لهذه الثمرة المباركة، فهو يعتبر مهرجاناً وطنياً يتم من خلاله عرض جميع أنواع التين للبيع، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات التراثية الزراعية، حيث يتم تصدير معظم إنتاج القرية إلى أوروبا ويباع تحت اسم العلامة التجارية tell “تل”، ويتم بيعها محلياً أيضاً.
قرية تل كما يقول رئيس مجلسها القروي، منذر اشتية، إنها كانت تصدر 15 طن تين يومياً في موسم جني ثمار التين، وهذا يشكل موردا اقتصادياً عالياً للمواطنين، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة لا سيما عام 2016 تقلص حجم تصدير ثمار التين ما بين 1 طن إلى 1.5 طن.
وهذا يعود إلى أن ثمرة التين لا تتحمل النقل وبعد المسافات، فيجب أن تكون الشجرة قريبة من المزارع لكي يستطيع أن يجني ثمارها في أي وقت، لكن نتيجة لبعد المسافات وزيادة العمران في المزارع أدى إلى قلع الكثير من أشجار التين، ولأن هذه الشجرة تتميز بالطراوة وعدم قدرتها على التحمل والنقل فلم يجدد المزارع الفلسطيني زراعتها مرة أخرى.
حارات ومقامات تراثية..
تضم القرية مجموعة من الحارات أقدمها الحارة الشامية القريبة من الأماكن التراثية القديمة في القرية، والتي تتوسطها أقدم شجرة تين، التي تدخل على أصحابها ما بين 450- 500 دينار اردني في الموسم الواحد.
كما يوجد مقام يدعى مقام الأربعين وهو عبارة عن مسجد صغير، يدعى بهذا الاسم نسبة للأربعين شخصا الذي يقال إنهم كانوا يترددون إليه، تعود لعصر صلاح الدين الأيوبي، حيث كانت تستخدم لنقل الرسائل بين الجند، ثم دارت الأيام وتبدلت حولها الأساطير لتصبح مكاناً لإخافة الأطفال.
ويضيف اشتية ان قرية تل عانت من أزمة مياه كبيرة استمرت لشهر نيسان من 2014، حيث شهد هذا الشهر على فتح أول صنبور ماء داخل منازل القرية، ويعود ذلك إلى عدم توقيع القرية على روابط القرى، لذلك تم حرمانها من الحصول على المياه، واستمر ذلك الى ما بعد مجيء السلطة، عالقاً ما بين انعدام التمويل وبين مصدر المياه المفقود.
مشاكل أخرى تواجه القرية بالنسبة للمياه ، لا سيما في فصل الصيف حيث يواجه المجلس صعوبة في توزيع المياه، مما يضطرهم إلى توزيعها بطريقة المناوبة بين الحارات . فلم يقتصر استخدام المياه على الاستخدام الإنساني فحسب، بل امتد ذلك إلى المزارع، فهناك حاجة ضرورية داخل المزارع للمياه، فقرية تل تحتوي على ما يقارب 4000 بقرة في مختلف المزارع، وهي بحاجة دائمة إلى مياه بما يعادل 40_45 كوبا من الماء يومياً في المزرعة الواحدة.
“القدس” دوت كوم – نداء زقوت/ الرواد للصحافة والاعلام
رابط قصير:
https://madar.news/?p=30444