تنصيب ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية
غادر باراك أوباما بشكل نهائي البيت الأبيض صباح الجمعة في ختام ولايتين رئاسيتين، ووصل مع دونالد ترامب الذي سيخلفه في رئاسة الولايات المتحدة إلى الكابيتول من أجل بدء مراسيم التنصيب التي تشمل أداء القسم.
وكان أوباما وترامب التقيا في البيت الأبيض مع زوجتيهما قبل أن يغادروا جميعاً في نفس الموكب إلى الكابيتول، مقر الكونغرس.
وفي مراسم من المتوقع أن تحضرها حشود تزيد عن 900 ألف شخص من بينهم محتجون سيؤدي ترامب ونائبه مايك بنس اليمين في الساعة 1700 بتوقيت جرينتش خارج مبنى الكونجرس الأمريكي. وسيرأس المراسم رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس.
وكتب الجمهوري ترامب على تويتر في حوالي السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي “كل شيء يبدأ اليوم! سأراكم في الحادية عشرة صباحا لأداء اليمين. الحركة مستمرة- العمل يبدأ!”
وقضى ترامب الليل في دار ضيافة رسمية قرب البيت الأبيض وبدأ اليوم بحضور صلاة في كنيسة سانت جون الأسقفية على بعد مبنى واحد من الدار.
ثم توجه الرئيس المنتخب الذي ارتدى سترة داكنة اللون وربطة عنق حمراء بينما ارتدت زوجته ميلانيا ثوبا أزرق إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وزوجته ميشيل.
وأُغلقت الشوارع القريبة من منزل ترامب أمام حركة السير بحافلات خاوية أو شاحنات نفايات أو نقاط تفتيش أمنية مؤقتة خاصة بالمارة. وجرى فتح متنزه ناشونال مول الواقع أمام مبنى الكونجرس في وقت مبكر للبدء في استقبال الضيوف الذين ارتدى بعضهم قبعات حمراء تحمل شعار ترامب “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
وساد الهدوء المنطقة إلى حد كبير لكن نحو 100 محتج رددوا شعارات قرب إحدى نقاط التفتيش وتشابكت أذرعهم لمنع الناس من الدخول. ودفعتهم الشرطة إلى الخلف للسماح للناس الوافدين لحضور حفل التنصيب بالوصول إلى نقاط التفيتش.
وسيحتاج ترامب (70 عاما) البيت الأبيض إلى بذل جهود لتحسين صورته. وأثناء فترة انتقالية شهدت توترات منذ فوزه المفاجئ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني شن رجل الأعمال الثري ونجم تلفزيون الواقع السابق هجمات متكررة على موقع تويتر على منتقديه إلى حد أن السناتور جون مكين العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ قال لشبكة (ٍسي.إن.إن) إن ترامب يريد فيما يبدو “الاشتباك مع كل طاحونة هواء يجدها.”
ووجد استطلاع أجرته شبكة (إيه.بي.سي) نيوز بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست أن 40 في المئة من الأمريكيين ينظرون إلى ترامب بإيجابية وهو أدنى مستوى من التأييد لرئيس قادم منذ الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر عام 1977. وكانت هذه نسبة التأييد نفسها لكيفية تعامله مع الفترة الانتقالية.
وفي حين أن الجمهوريين الذين ضاقوا ذرعا بسنوات باراك أوباما الثماني في الحكم يرحبون بوصوله إلى البيت الأبيض فإن توليه المنصب يثير عددا من التساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة.
وأثناء حملته الانتخابية تعهد ترامب بوضع البلاد على مسار أكثر ميلا للانعزالية تأتي فيه الولايات المتحدة في المقام الأول ووعد بفرض جمارك نسبتها 35 في المئة على السلع التي تصدرها شركات أمريكية تمارس أنشطتها في الخارج إلى الولايات المتحدة.
وجاء تعبير ترامب عن رغبته في تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتهديدات بوقف التمويل لدول حلف شمال الأطلسي ليثيرا قلق حلفاء الولايات المتحدة من بريطانيا إلى دول البلطيق من تراجع الدعم الأمني التقليدي الذي توفره لها واشنطن.
وبالنسبة للشرق الأوسط قال ترامب إنه يريد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وهو ما يهدد بإغضاب العرب. ولم يحدد بعد كيف يخطط لتنفيذ وعد قطعه خلال حملته الانتخابية بالقضاء على مقاتلي تنظيم داعش.
مقاطعة الديمقراطيين
وربما اكتسبت أنشطة التنصيب طابعا حزبيا على نحو أكبر من المعتاد بالنظر إلى حملة ترامب الشديدة والمواجهات المستمرة بينه وبين الديمقراطيين بشأن هجماته على تويتر وتعهده بإلغاء العديد من سياسات أوباما.
ويعتزم أكثر من 50 عضوا ديمقراطيا بالكونجرس عدم حضور مراسم التنصيب احتجاجا على ترامب.
ومن المتوقع أن يكون هناك آلاف المحتجين ضد ترامب بين الحشود التي ستحضر مراسم التنصيب.
ويستهل ترامب ولايته بكلمة تستغرق نحو 20 دقيقة كتبها بنفسه بالتعاون مع كبار مساعديه. وقال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب إنها “ستكون عرضا شخصيا ومخلصا للغاية لرؤيته للبلاد.”
رابط قصير:
https://madar.news/?p=26376