الشريط الأخباري

ثلاث نكسات على بوابة النكسة الاولى … يا ما احلى النكسة الاولى 6-6-2022 بقلم : حمدي فراج

مدار نيوز، نشر بـ 2022/06/06 الساعة 8:13 مساءً

مدار نيوز \

ثلاث “نكسات” أخرى كبرى ، اعقبت “النكسة” التي أحاقت بالامة في ذكراها السنوية الخامسة والخمسين .

الاولى : أطاحت “بالاشتراكية العربية” التي تزعمها الرئيس الخالد جمال عبد الناصر ، ليحل محلها بالتدريج اسلام سياسي بزعامة “الرئيس المؤمن” محمد انور السادات ، وتدحرج هذا الاسلام من “اخوان” الى جهاد الى تكفير و هجرة الى قاعدة الى نصرة الى داعش ، وخلال ذلك ، رغم انه لم يصل الى سدة الحكم ، الا أنه بالتأكيد نجح في إعادة المرأة (نصف الأمة) الى البيت والقمقم ، و بدلا ان تسهم في عملية الاستنهاض ، اصبحت عبئا على الرجل (نصف الامة الآخر) ، و راجت الجملة الدينية في كل الشوارع العربية من الروضة الى المدرسة الى الجامعة الى التلفزيون والاذاعة والاعراس والمآتم والصحف و زيادة الجوامع والمساجد والمصليات حتى في المستشفيات والجامعات ، حتى وصل الامر ان يكون اسمها على رقاع زفافها حرام . كل هذا على حساب تحرير فلسطين .

من الامثلة الساطعة انه بعد الاطاحة بالقذافي ، اعلنت “الثورة” البشرى للشعب الليبي انه اعيد العمل بتعدد الزوجات ، اما الثورة الفلسطينية التي “حررت” فلسطين وفق اتفاقية اوسلو ، فعوضا ان يكون مفتيا واحدا لكل فلسطين ، عين ياسر عرفات مفتيا في كل مدينة .

النكسة الثانية تمثلت في إنكشاف حقيقة النظام العربي الذي اعترف باسرائيل ، و رفع علمها في عواصمه بدءا بمصر والاردن ، مرورا بالخليج والمغرب والسودان وانتهاء بالسعودية التي تتحين الفرص للتوقيع ، ولبنان الذي كادت انتخاباته الاخيرة ان تقوده الى هناك .

إن حقيقة هذه العلاقات لم ولن تقتصر على تبادل تجاري و سياحي و سكك حديد و موانيء و مطارات و حقارات ، بل في تطورها نلمح بوضوح علاقات عسكرية وامنية تلامس حدود الاحلاف ، و لم يعد سرا ولا مخجلا ان الامة العربية من خلال انظمتها قد استبدلت اسرائيل كعدو بالعدو الايراني ، و على اسمه تشن الحرب على اليمن للسنة السابعة ، و على حدوده المائية الجنوبية من جهة الامارات تقوم قواعد عسكرية اسرائيلية .

اما النكسة الثالثة ، فهي انتكاستنا في ثورتنا الفلسطينية ، ممثلة في السلطة الوطنية التي أعطت كل شيء دون ان تأخذ اي شيء ، وتنازلت عن الثورة في سبيل الدولة ، ففقدت الاثنتين ؛ الثورة والدولة ، واستغرقها هذا حوالي ثلاثين سنة ، اي ما يزيد عن نصف عمر النكسة ، وخلالها ، سقطت ابعد من السياسة والامن الى الاقتصاد الى الاجتماع الى الاعلام الى الادارة الى الصحة الى القضاء الى الاخلاق الى الديمقراطية ، و في كل من العناوين السابقة ، تستطيع ان تضع صفحات من المعادلات ، ابرزها حل التشريعي والغاء الانتخابات وحالة الانقسام مع القوى والفصائل الاخرى ، انقساما تشرذميا طال الناس و طال الارض ، وأخيرا طال الحركة الام ، واصبحت شبه عاجزة عمن ترضع من ثدييها ؛ و لسان حالها : كلهم اولادي . وبالقياس العامي إزاء النكسات الثلاث : يا ما أحلى النكسة الاولى .

رابط قصير:
https://madar.news/?p=243236

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار