جنرال إسرائيلي سابق:”لو هدم منازل منفذي العمليات رادع، لما قامت الانتفاضة الثانية”
كتب محمد أبو علان
القناة الثانية الإسرائيلية أعادت قضية هدم منازل منفذي عمليات المقاومة للواجهة في تقرير لها حول مدى جدوى تنفيذ عمليات الهدم من منع منفذين آخرين من القيام بعمليات مقاومة جديدة.
يرون بلوم، ضابط سابق في جهاز الشاباك الإسرائيلي يرى أن هدم منازل منفذي العمليات أمر رادع حسب قوله، وقال في هذا السياق:
” الحرب هي على البيت،وإن لم نستخدم الوسائل الفعالة المؤثرة في العقل العربي سنخسر هذه الحرب”.
يونا فوجل، جنرال سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعمل حاكماً عسكرياً لطولكرم وجنين قال:
” الجدوى قليلة، والثمن مرتفع، هدم منازل منفذي العمليات لا يشكل رادع لمنفذين آخرين، ولو كان هدم المنازل رادعاً لم اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية”.
في احصائية للقناة الثانية الإسرائيلية قالت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم 26 منزلاً لمنفذي عمليات في الضفة الغربية خلال انتفاضة السكاكين على خلفية تنفيذ عمليات مقاومة ، وإن تم ضم مدينة القدس لهذه الإحصائية يصل العدد ل40 منزلاً تقول القناة الإسرائيلية.
وتابعت القناة الإسرائيلية القول:
“معظم منفذي العمليات الذين هدمت منازل عائلاتهم لم يشهدوا هدمها، فمعظمهم قتلوا في العمليات التي نفذوها، وقاموا بعملياتهم على الرغم من علمهم المسبق أن عائلاتهم ستعاني خلفهم”.
مع كل بيت يهدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي تعود نفس الأسئلة للواجهة، هل ستؤدي عملية هدم منزل منفذي العمليات لمنع منفذين محتملين من القيام بالعملية القادمة كما يدعون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية؟، أم أن عملية الهدم ستزرع بذور هدم المستقبل كما يدعي معارضي إجراءات هدم منازل منفذي العمليات؟.
عن عدم جدوى عمليات هدم منازل منفذي عمليات المقاومة أوردت القناة العبرية حالة الشهيد عامر أبو عيشه الذي شارك في تنفيذ عملية أسر وقتل المستوطنين الثلاثة في شهر حزيران من العام 2014، قالت القناة أن منزل عائلة أبو عيشه هدم للمرّة الأولى في العام 1995 بعد أن قام والده بإخفاء مقاومين في البيت، عامر كان في تلك الفترة يبلغ من العمر 13 عاماً.
والد الشهيد أبو عيشه قال أن نجله كان يعلم أن بيته سيهدم ولكن هذا الأمر لم يمنعه من تنفيذ العملية، والدليل أن هدم المنزل في العام 1995 لم يردعه أيضاً، فهم لن يردعونا لا بعمليات الهدم ولا بعمليات القتل قال والد الشهيد.
نادية أبو عيشة، والدة الشهيد عامر قالت، عامر أراد الذهاب إلى الجنة، وهو يعلم أن البيت سيهدم، ومثل هذه الأعمال تزيد العدواة والإستياء أكثر.
وعن سياسية الاحتلال الإسرائيلي في هدم منازل المقاومين الفلسطينيين قالت القناة الثانية الإسرائيلية أن هذه السياسية الإسرائيلية قائمة منذ العام 1967، إلا أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية شهدت تحول كبير في هذه السياسية، حيث بلغ عدد المنازل التي تم هدمها خلال الانتفاضة الثانية حوالي 666 منزل خلال خمس سنوات.
وتورد القناة العبرية حالة أخرى تظهر درجة الإستياء والعداوة التي تتسبب بها عمليات هدم منازل منفذي العمليات، وهنا تتحدث عن هدم منزل الطفل الفلسطيني الذي اتهمه الاحتلال بقتل المستوطنة دفنا مائير في مستوطنة عتنائيل مطلع العام الحالي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة وتعويض بقيمة 1.75 مليون شيكل.
والد منفذ العملية قال للقناة الإسرائيلية:
” منذ هدم منزلنا لا يوجد يوم واحد تأسفت فيه على مقتل إسرائيليين، أنا لم أفعل أي خطأ، وابني طفل قام ما قام به”.
ختمت القناة العبرية تقريرها بالقول أن الثمن مقابل الردع في هذه القضية سيقى التحدي القائم أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=14755