خاص لـ مدار نيوز ..صيد جائر في جبال الضفة الغربية يهدد الحياة البرية
خاص مدار نيوز \ كتبت \ عهود الخفش : لم تسلم الطيور والحيوانات البرية القابلة للانقراض في محافظات الضفه الغربية بشكل عام ومحافظه سلفيت بشكل خاص والتي تشكل مصدرا لجمال الطبيعة من صيدها، دون محاسبة أو رادع ، بالرغم من انتشار لصور الحيوانات البرية وهي مذبوحة عبر صفحات التواصل الاجتماعي،واخرها صورة “مجزرة” الغزلان التي تم تداولها قبل اسابيع.
اختلفت الاراء حول الصيد، فهناك من يرفض قتلها خوفاً عليها من الانقراض، وهناك من يحلل صيدها دون أي اعتبار، فأين دور الرسمي من انتشار هذه الظاهرة؟ ومن هؤلاء الصيادين ، ولماذا يلجأون لصيد الحيوانات البرية والطيور ؟.
التقت مراسلة “مدار نيوز” بأحد الصيادين والذي فضل عدم ذكر اسمه ليتحدث قائلا: ” الصورة التي تم تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي هي انعكاس لواقع صيد الغزلان في المحافظات”. يتابع الصياد روايته ” الصورة تم تداولها عبر صفحة احدى الصيادين قبل اسابيع ،ولا ادري لما هذه الضجة عند رؤيه هذه الصورة، علما انه تم اصطياد ما يقارب الـ 40 غزال في منطقه نابلس خلال فصل الشتاء الماضي، ولم اسمع اي تعليق من قبل اي مسؤول، وحسب قناعاتي لان الصيد حلال”.
طريقة الصيد حسب رواية الصياد “انا لا اخفي عليكم أقوم بصيد الغزلان كل فتره أثناء تجوالي بين المناطق البعيدة عن المنازل وفي الجبال، فمنذ 10 سنوات وأنا أمارس هذه الهواية، ويتم صيدها اما من خلال الخرطوش او من خلال وضع “فخ”في الاماكن المتوقع ان تمر منها الفرائس ،أما بالنسبة لتواجدها فهي تتواجد بكثرة في المناطق القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، والمناطق التي تقع خلف الجدار الشائك، وحاليا صعب الوصول إليها”. وعن قانون الصيد اجاب :”ليس لدي معلومات عن هذا القانون ولا اعلم عنه شيء”.
انتقلنا لصياد آخر ولكن صياد من فصيلة الطيور ليتحدث لنا قائلا” أقوم بصيد العصافير بعدة طرق من خلال “الافخاخ ” واستعمال الحبوب مع مادة مخدرة تجعلها غير قادرة على الطيران”. ويضيف قائلا”: أسبوعياً نخرج أنا ومجموعة من أصدقائي إلى مناطق جبليه لصيد العصافير بمختلف أنواعها، فنصيد ما يعادل 30 -50 عصفوراً في الجولة الواحدة، ونقوم بتنظيفها وطهيها في الخلاء فتشكل لنا وجبة غذائية،علاوة على ذلك نقوم بالبحث عن بيض الحجل”الشنار” ونعد منه وجبة غذائيه،فالصيد بكافة اشكاله حلله الله فلماذا لا نمارسه “.
مراسلة مدار نيوز تابعت صياد النيص
بحثنا عن من يمارس صيد”النيص” في محافظه سلفيت التقينا بأحدهم ليحدثنا قائلا” يتراوح وزن النيص الواحد ما بين 5-10 كيلو غرام، ويعيش في الكهوف وبين الصخور، وفي المناطق الضيقة ” غالبا ما يكون صيده في الليل عن طريق الأفخاخ والكلاب المدربة وهي الأكثر استخداماً”. ويكمل :نخرج لصيدها يوميا، احيانا نجد صعوبة في ايجادها فنواصل البحث عنها الى ان نصطاد ما بين 1-3 منها، فنقوم بنتف ريشه وسلخه وتنظيفه قبل اعداده للطعام، فلحمه يشبه لحم السخل “.
المزارع “شحادة” تحدث لنا بنبرة استياء قائلا”:الكثير من الحيوانات البريه والطيور انقرضت، فكنت اطرب لسماع زقزقه العصافير، وكانت الغزلان تتراكض بالقرب منا اثناء تواجدنا بالارض ، اما الان اصبحت اتمنى مشاهدة غزال، والسبب في ذلك هو ان القانون يعاقب بغرامه ماليه لا تساوي نحو الـ 20 ديناراً أردنياً، ولا تزيد على 200 دينار أو ما يعادلها بالعملة المتداولة او الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أيام ولا تزيد عن أسبوعين، وغياب الرقابه على الصيادين يجعلهم يمارسون الصيد الجائر، علاوة على ذلك الجهل من قبل المواطنين بالحيوانات المهددة بالانقراض”.
وطالب شحادة سلطة جودة البيئة الاهتمام بموضوع الصيد قبل فوات الاوان”.
الموقف الرسمي من الصيد الجائر قال جميل المطور نائب رئيس سلطة جودة البيئه معقبا على هذه الاعمال من خلال حديثه عبر فضائية قلسطين قائلا”: هذه مجزرة ولا يجوز القيام بها، فهذا مخالف وغير اخلاقي وغير مسؤول، ونعلم انه بين الحين والاخران هناك من يصطاد الغزلان ولكن لا تصلنا المعلومة لا نعرف متى يتم ذلك ليلا او نهارا وليس بمقدورنا الوصول لجميع المناطق وهناك صعوبة في انتشار المفتشين في كل مكان”.
واضاف المطور “:الصيد ظاهرة في فلسطين ونحن كوزارة قلقون جدا من انتشارها اكثر فالصيادين موهبون يمارسون هذه المهنه باوقات معينه وبظروف بعيدة عن اعين الناس و بطرق سريه، فهم محترفون ويقومون بهذه المهارة اما للهواية والمتعة او للتجارة، والقسم الاكبر للتجارة”.
ووفقا لاقوال المطور ” تضبط الجهات الرسمية بعض الطيور عند البعض ويتم مخالفتهم ومصادرتها واعادتها الى اماكنها الطبيعيه”. ويتابع : الاصل ان هناك اصناف واوقات وموسم معين للصيد حسب اللوائح والقوانين ” وعن قانون تجريم من يقوم بهذه الاعمال قال المطور”مادة 41 في القانون واضحة، هناك غرامه مالية ومخالفه لمن يقدم على الصيد وتخريب البيئة للطيور، فهناك من لديه الوعي والثقافة والمعرفه ويقدم على هذا السلوك، هناك من يحتاج الى رادع قانوني ولكن المشكله احيانا في الضمير، من لديه ضمير اتجاه هذه الحيوانات يحافظ عليها”. ويواصل المطور حديثه”:بيئتنا الفلسطينيه مستنزفة من قبل الاحتلال وعلينا ان نحمي ما تبقى من مواردنا الطبيعية ،علاوة على ذلك فلسطين تعتبر بلد مستقبلي للطيور فهناك طيور تهاجر اليها كل عام لذلك على الصياد ان يتقي ربه ومن يعتبر صيدها تسلية او تجارة فلتكن بعيده عن الطيور والغزلان،واي مواطن يعلم بمعلومة نتمنى ابلاغنا ومكاتبنا مفتوحه وسنكون جاهزين للمتابعه وتطبيق القانون على هؤلاء الصيادين، وهناك تعاون ما بين الضابطه الجمركية والشرطه وباقي الاجهزة الامنيه لمنع مثل هذه الظاهرة، الا انها تحصل وبقوة.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=9173