خاص لـ مدار نيوز “ملف وسخ”..مستوطن يمتلك 80 دونما في محيط نابلس ويعرضها للبيع
خاص مدار نيوز: علي دراغمة : ثمة 3 رجال يبحثون هذه الايام عن مكاتب لتجار العقارات في نابلس وغيرها من المدن القريبة لعقد صفقة، والتخلص من قطعة ارض يملكها مستوطن منذ سنوات بحكم وكالة خاصة، اصبحت لاغية بفعل الزمن.
منذ 3 سنوات بدأت الحكاية حين همس لي رجل امن فلسطيني ان بعض سماسرة الاراضي تواصلوا في السابق مع مستوطنين، وكان يقصد قبل قيام السلطة الفلسطينية، وقاموا ببيع قطع ارض بشكل شخصي للمستوطنين، لكن لتحفظ رجل الامن لم اتمكن من اثبات ذلك، خاصة وان الخوض في هذا الموضوع الحساس، بحاجة الى جهد اعلامي فوق العادي.
قبل ايام وانا ازور مكتب هندسي وجدت ضالتي وبالصدفة حين خرج من المكتب 3 رجال تبدو عليهم حالة التجهم، نظراتهم لا تفارق الارض،ورؤوسهم كبيرة، خرجوا من المكتب وهم يضعون اياديهم في جيوب معاطفهم من شدة البرد، او من ثقل ما يحملون من ملفات خاسرة.
الصديق الذي زرته كان بضرب كفا على كف ويقول: “غريب امر هؤلاء الرجال”.
وعند السؤال عنهم قال لي انهم جاؤوا من احدى القرى القريبة من نابلس، ولديهم ملف وصفه “بـالوسخ”.
الصديق الذي ذهبت لزيارته قال: ان هؤلاء الرجال يعرضون قطعة ارض بحجم 80 دونما مطلة على نابلس وهي تقع على صفر حدود مسطح المدينة، وان مالك الارض هو مستوطن كان اشتراها من سمسارة اراضي حسب روايتهم، في سنوات الانتفاضة الاولى ولا زال يملك فيها وكالة قديمة للتصرف.
الصديق اضاف: اعتقد ان السمسار قتل في الانتفاضة الاولى على يد نشطاء الانتفاضة، لنشاطه في مثل هذه القضايا.
واكد الصديق ان الرجال لديهم مخطط بقطعة ارض متصلة، ولكنه رفض التعاطي معهم بالبيع والشراء. وعلق على العرض بأنه “ملف وسخ” لا يمكن التعاطي معه، ثم عاد وقال ان قطعة الارض لا تبعد الا امتارا عن بيوت المواطنين.
وعندما سألته كيف يمكن للمستوطن ان يبيع الارض والمستوطنون لديهم الاستعداد دائما للشراء وبمبالغ غير عادية بهدف الاستيلاء على الارض، قال: يبدو ان هذا المستوطن تاجر هو الاخر، او ربما لقربها من بيوت المواطنين في نابلس لا يمكن له الاحتفاظ بها اكثر من ذلك، كونها لا تصلح للاستيطان، الامر الذي اشار الى ان الصديق يجهل بعض التفاصيل الهامة.
الصديق الذي لا يعرف الرجال بالاسم قال: لاول مرة اشاهدهم ولا اعرف عنهم شيئا في السابق، الا انهم يعرفونني، ولا اعرف حتى المبلغ الذي يريدوه مقابل الارض، لانه رفض الاستمرار في سماعهم.
هيئة مكافحة الجدار والاستيطان
وعند مواصلة البحث والتواصل مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان اكد المحامي محمد لياس(ابو لياس) مستشار الهيئة ان عددا من اليهود نجحوا في الاستيلاء على اراضي في الضفة الغربية من سنوات الثمانينات ولكن تلك الاراضي لا يوجد فيها (طابو) وقد تم بيعها عن طريق سماسرة من خلال وكالات دورية .
واوضح ابو الياس ان “الوكالات الدورية التي يملكها اليهودي وهو ليس مستوطن قرب نابلس ، اصبحت قديمة ولاغية بحكم مرور اكثر من 20 عاما عليها ، ودون ان يتم تسجيل الارض، وان الوكالات المشار اليها يزيد عمرها عن الزمن المسموح به للتصرف بالارض”.
واكد ابو الياس ان اجراءات تسجيل الاراضي يجب الاعلام عنها عبر النشر في الجريدة الرسمية،وهذا لم يحصل، وان تلك الوكالات اصبحت لاغية بفعل الزمن حسب القانون المحلي المعدل بالاوامر العسكرية فأن مدة سريان الوكالة الدورية هي 15 سنة فقط”
ولما كانت الوكالات الدورية تزيد عن هذه المده فقد اصبحت من الناحية القانونية لاغية ولا يترتب اي اثر قانوني عليها .
وحذر ابو الياس تجار العقارات والاراضي الذين يمكن ان يقعوا ضحية لهؤلاء السماسرة من الشراء لان الارض عادت لملاكها كما ينص القانون.
وقال ” بعض الفلسطينيين من منطلق وطني او من منطلق تجاري يمكن ان يقعوا ضحايا لعملية نصب من قبل السماسرة”.
واكد ابو الياس ان الجهات الفلسطينية المختصة تتابع الموضوع منذ سنوات، ولكن من الواضح ان السماسرة عادوا للبحث عن ضحية لاخذ بعض الاموال مقابل الارض التي لم تعد تخصهم.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=31466



