الشريط الأخباري

خطة تلوح بالأفق لترميم المستشفى الوطني بنابلس

مدار نيوز، نشر بـ 2016/11/13 الساعة 7:47 صباحًا

مائة وأحد عشر عاماً تختزلها أروقة المكان وطرازه المعماري القديم الذي يعود للعهد التركي، ومثّلت اللبنة الأولى في مجال الطبابة الصحية على مستوى شمال الضفة الغربية، إنه المستشفى الوطني الحكومي الذي يُعد الأقدم في محافظة نابلس، وبدأ مسيرة تقديم الرعاية الصحية للمواطنين بإمكانيات متواضعة سُرعان ما تطورت خدماته وصولاً لتقديم العلاج لنحو 130 ألف مريضٍ كل عام.

بدأ البناء بالمستشفى الوطني عام 1988م وتم تأسيسه عام 1905م، على يد لجنة تتكون من مجموعة أهلية بمدينة نابلس، أخذت على عاتقها مهمة البناء والتأسيس، وترأس اللجنة نور الدين الكريدي، الذي أدار المستشفى منذ بدايته حتى وفاته، ودُفن في داخل أرض المستشفى.

في ذلك الوقت لم يكن المستشفى يضم أقساماً وتخصصات، حيث كان الطبيب العام متخصصا في جميع الأمراض ويعالج كافة الحالات التي تتوافد الى المشفى. ويُسجّل للمستشفى بصمته في مجال معالجة الأمراض الفتاكة والمعدية، حيث كان الرائد في مكافحة الملاريا والتفوئيد والسل، وعمل المستشفى على توفير مكان يُسمّى “الكرنتينا” بالغة التركية، أي قسم الحجر الصحي للمرضى حتى لا ينتقل المرض المعدي لبقية المرضى، أما في السبعينات كان المستشفى جراحياً ويضم أقساماً أخرى مثل الباطني والولادة، إضافة لقسم غسيل الكلى الوحيد من نوعه، والذي لا يزال موجوداً للحالات المستعجلة، ثم بدأ المستشفى يتطور شيئا فشيئا.

التطوير التدريجي

يتحدث مدير عام المستشفى الوطني د. عبد الله الخطيب عن الخدمات التي يقدمها المستشفى، فيقول: “يحوي المستشفى جميع التخصصات الفرعية للأمراض الداخلية، منها: قسم أمراض الكلى، وقسم أمراض الأورام، حيث يوجد قسم خاص للعلاج بالكيماوي، يُعالج فيه ما يقارب 50 شخصاً يوميا، وأيضا يضم المستشفى قسمين للمنامات، وقسم عناية مكثفة، و150 سريراً للمنامات، أما العناية المكثفة ففيها أربع أسرة، وبالنسبة لقسم الطوارئ فهو يعمل على مدار 24 ساعة لاستقبال المرضى، ويقدم كادر الطوارئ الخدمة الطبية لما يقارب 100 شخص يوميا”.

ويواصل الخطيب حديثه عن أقسام المستشفى وعياداته: “يوجد عيادات خارجية لأمراض الباطنية وأمراض الكلى، ويتابع الأطباء مرضى زراعة الكلى، والحالات المرضية للروماتزيم، وأمراض الأعصاب والغدد الصماء، ووتوفر عيادات بشكل يومي لهذه الأمراض، علاوة على وجود قسم الثلاسيميا بطبيب متخصص”.

ويوضح الخطيب أن عيادة القلب في المستشفى الوطني تعتبر أهم عيادة على مستوى المستشفيات الحكومية في شمال الضفة، لأنها تغطّي كافة محافظات الشمال، مؤكداً أن طاقم الأطباء موزعٌ على كافة أقسام المستشفى وتخصصاته، ويصف الخطيب هذا الشيء بالجيد، معربا عن طموحاته في التطور الطبي للمستشفى وزيادة عدد أفراد الكادر الطبي.

يرى الخطيب أن ما يميز المستشفى الوطني عن المسشفيات الأخرى هو تلقي المريض بعلاجه على أيدي فريق أطباء متكامل ومتعاون، يعمل بروح الفريق الواحد، مشيراً إلى أن التنافس بين الأطباء يصب دائماً في إطار تقديم الخدمة الأفضل لصالح المريض.

تطلعاتٌ مستقبلية

ويطمح الخطيب بأن يتم في المستقبل ترميم مبنى المستشفى مع الحفاظ على رمزيته وعراقته، وبنفس الوقت ليلبي الترميم متطلبات العصر الحديثة، ويوفر راحة المريض. ويضيف الخطيب: “تم طرح الفكرة على وزير الصحة الدكتور جواد عواد، ودائرة التخطيط والمسؤولين، ومهندسي الوزارة وتم الإتفاق مع الحكومة التركية على إعادة ترميم المستشفى مع الحفاظ على رونقه وتاريخه العريق، ووصلت هذه الجهود إلى مرحلة تجاوزت التخطيط”.

ويكشف الخطيب عن وجود نقصٍ في عدد الأطباء ببعض التخصصات على مستوى الوطن كأمراض الباطنية، مشيراً إلى أن هذه المشكلة تعاني منها المستشفيات الحكومية والخاصة على حدٍ سواء، منوّهاً إلى أن وزارة الصحة تطرح باستمرار إعلانات عن حاجتها لمثل هذه التخصصات.

يواصل الخطيب حديثه عن المشكلات والمعيقات التي تعترض عمل المستشفى: “أجهزة المستشفى يوجد نقص فيها، وقدمنا قائمة بالأجهزة الناقصة، وتم ادراجها في خطة مع ترميم وإعادة هيكلية المستشفى، ومن المقرر أن يتم تزويدنا فيها بعد الترميم، ومن الأجهزة التي يوجد فيها نقص: أجهزة قسم الأشعة، مثل التصوير الطبقي، والتصوير الموجات فوق الصوتية، وأقسام أخرى بالشراكة مع مستشفى رفيديا مثل: عيادات التنظير الهضمي”.

من المعيقات إلى الانجازات، يقول مدير عام المستشفى الوطني: “أنجز المستشفى بمساعدة الخيرين من أبناء هذا البلد العريق توسعة وإعادة تأهيل لقسم الطوارئ، وأيضا لقسم العناية المكثفة، وتم تجهيز القسمين، وقريبا سوف يتم إفتتاح قسم الطوارئ، أما قسم العناية فما زال هناك نقص في الأجهزة الطبية التي يحتاجها، والتي تعمل وزارة الصحة على توفيرها ولكن بفترات حسب ميزانيتها”.

ويناشد الدكتور الخطيب مديرعام المستشفى الأهالي والزوار بضرورة التفهم والالتزام بمواعيد الزيارة “من اكثر المشاكل التي تواجهنا يوميا هي التعامل مع مرافقي المرضى والزوّار، وعدم صبر أهل المريض، الأمر الذي من الممكن أن يُحدث ضجة وسوء تفاهم مع الكادر الطبي والأمن الموجود داخل المستشفى”.

وختم الدكتور الخطيب حديثه مستميحاً العذر من جميع المواطنين إذا واجهوا أي نوعٍ من عدم الارضاء للمريض أو مرافقيه، مشدّداً أن الأطباء وادارة المستشفى تبذل أقصى جهودها دائماً لتقديم الخدمة الأفضل للمرضى ولضمان راحتهم.

القدس دوت كوم

رابط قصير:
https://madar.news/?p=16005

تعليقات

آخر الأخبار

أسعار العملات والمعادن

الأحد 2025/07/20 7:48 صباحًا

يافا: مقتل رجل في جريمة إطلاق نار

الأحد 2025/07/20 12:16 صباحًا