دبوس: عنوسة الانتخابات واسراب النمل
يرى المراقبون لحراك الانتخابات وجود قفزة كبيرة لديمقراطية المجالس المحلية من على رأسي الانتخابات التشريعية والرئاسية، كأنها البنت الصغيرة التي تزوجت قبل شقيقتيها اللتين تكبرانها بـ 11 عاما .
هي حالة من الاستغباء يقوم بها البعض عندما يسوق ان الانتخابات استحقاق، وكأن البلديات والمجالس المحلية هي الاستحقاق الوحيد، او على الاقل الاستحقاق الاكثر اهمية.
اعتقد ان انتخابات الرئاسة هي الاولى ان نذهب اليها اولا وان انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني هي الاهم لاننا بحاجة الى انهاء انقسام الوطن، ونحتاج الى سن القوانين العصرية التي نحن بأمس الحاجة لها في يومياتنا الاعتيادية، فقد كثرت الاعتداءات بين الناس وكثرت المناشدات لنيل رغيف الخبر او القسط الجامعي او العلاج لمن لا يجده في البلاد.
ذهب الناس للجري خلف قطعة الانتخابات الصغيرة وتركوا خلفهم كل الديمقراطية تذهب لوحدها في طريق مفتوح لا نهاية له، كأننا اسراب من النمل ابتهجت بحبات القمح التي تركها الفلاح قرب بيت النمل كي تترك له كل الحقل .
لا شك ان الانتخابات المحلية غيب عقول بعض الناس لكنها لم تغيب عقول كل الناس، فهناك من يدعوا الى انتخابات ديمقراطية ولكن كل الانتخابات المستحقة وفورا ، والا كيف يمكن لقطبي الانقسام التفاهم على انتخابات محلية ولا يمكنهم التفاهم على انتخبات الرئاسية والتشريعية.
اعتقد ان على كل الفرحين من اجراء الانتخابات المحلية القادمة عليهم ان يتذكروا ان افراحهم ما هي الا للصغيرة التي تزوجت قبل شقيتيها بـ 11 عاما وان هناك عيون لا زالت تنتظر ،وان العمر لم يعد فيه متسع لإنتظار الفرح الاكبر، ولكن بما اننا بدأنا بالانتخابات الصغرى علينا ان نعلن عن موعد انتخابات الاخت التي تليها على الاقل، والا سوف يسحب النمل حبات القمح ويعود للحقل الكبير.
رابط قصير:
https://madar.news/?p=2865