رسالة الى مروان البرغوثي.. بقلم : حمدي فراج
مدار نيوز، نشر بـ 2016/11/08 الساعة 12:28 مساءً
صباح الخير يا مروان ، او مساء الخير ، فأنا لا اعرف تماما متى تصلك الجريدة ، بعد ان توقف الصليب الاحمر عن توصيلها لكم بدعوى تكاليفها الباهظة ، وهي اشارة كافية ان الامور ليست بخير . صحيح اننا “الدولة” الوحيدة ربما في العالم التي تتعاطى بأربع عملات ، الشيكل والدينار والدولار واليورو ، ويستطيع المواطن ان يدخل الى اي سوبرماركت ، ويشتري ما يشاء بأي من العملات الاربعة ، لكن المفارقة الحقيقية هنا ، اننا بدون عملة فلسطينية ، كيف يمكن ان يرد المدرس في مدرسته على طالب صغير يسأله : اين عملتنا الخاصة بنا يا استاذ . وكيف يمكن لادارة الجامعة ان تقبل القسط بما تيسر من عملات اجنبية حتى لو تم تعديلها بعملة اجنبية اخرى ، فالبنوك كثيرة ولها اليوم فروعها في كل القرى والشوارع .
فهل ضاقت عليهم ان يهبّوا بدل الصليب ويرسلوا لكم الجريدة . حتى السياسي والاقتصادي القيادي في هذا الوطن يقبض مرتبه الشهري بعملة اجنبية ، ولا يسأل نفسه الا بصوت منخفض ، ويتحاشى الاجابة عن أسئلة زوجته واولاده الحائرة في العيون والاحداق .
ولا داعي لتذكيرك ، ان لدينا سلطة نقد فلسطينية ، تقوم بمهمات اي سلطة نقد في اي دولة ، بغض النظر عن قوة اقتصادها او ضعفه . وهو ما ينسحب على الدولة الفلسطينة ذاتها التي سنحتفل بذكرى استقلالها الثامنة والعشرين بعد أيام ، ثم الاعتراف بها دولة مراقب في الامم المتحدة ، ثم دخولنا رسميا في المنظمات الدولية المختلفة .
في كل مرحلة من المراحل السالفة ، داعبت شعبنا تطلعات واماني التحرر والانعتاق والاستقلال الحقيقي ، لكن شيئا من ذلك لم يحصل ، بل ان الاحتلال استشرى اكثر من اي مرحلة قبلها ، للدرجة التي يكاد يكون الاستيطان قد التهم الاخضر واليابس ، وانه في اليوم الذي سيتم الاتفاق على اقامة الدولة ، فلن تجد ما تقوم عليه ، ليس فقط من باب المستوطنات والمستوطنين ، الذين اصبحوا وزراء في الحكومة مثل وزير الدفاع افغدور ليبرمان الذي يقطن مستوطنة نيكوديم المقامة على اراضي التعامرة في محافظة بيت لحم ، بل ايضا بسبب حالة الانقسام التي تجاوزت تقسيم الناس الى تقسيم الوطن .
هل تصدق انه بعد مضي عقد من الانقسام ، تصبح “قصة” الوحدة الوطنية ابعد فأبعد ، رغم الضجيج الذي نسمعه حولها وحول اهميتها . هنا تأتي اهمية مؤتمركم السابع ، الذي كان يفترض ان يكون موضوع الرسالة ، ولكن المجال كما ترى لم يتسع ، شأنه شأن المجالات الاخرى ضاقت علينا بما رحبت ، ربما من المفيد ان اعيدك الى محمود درويش مديح الظل العالي حين قال : ما أوسع الثورهْ / ما أضيقَ الرحلهْ / ما أكبرَ الفكرهْ / ما أصغرَ الدولهْ .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=15294



