” رواية عباد”.. فوق العيب والحرام كتب : كايد ميعاري

مدار نيوز:  قرار النائب العام الفلسطيني، بمصادرة رواية ” جريمة في رام الله” للكاتب عباد يحيى تعيد إلى الذهن الجدل الذي أثير عقب قرار وزارة التربية والتعليم العالي عام 2007 بسحب كتاب ” قول يا طير” للأدب الشعبي من المكتبات المدرسية.

في حينها خرج المثقفون من كل حدب وصوب، ورفعوا مذكرة للرئيس محمود عباس يعبرون فيها عن رفضهم لقرار الوزارة، مؤكدين على حرية الرأي والتعبير، وأن الأدب يمكنه الجمع ما بين القيم، والسيء دون أن يكون هناك حق لأحد في تكبيله.

” جريمة في رام الله” رواية تقترب في حيثيات رفضها من بعض القطاعات من كتاب ” قول ياطير” التي تستند على وجود بعض المصطلحات التي تخدش الحياء العام، وتضرب عصب التربية في المجتمع الفلسطيني.

وهي مبررات سندها الوهم، وليس فيها من الحق شيء، والمنطق يبتعد عنها ” سفر سنة”، كونها تنتهج التقوقع في مواجهة الفكرة، وتصد النص بالسيف، وتفر من الكلمة إلى الحظر.

إن النيابة العامة غير ملامة على هكذا إجراء طالما أن وزارت، وصحفيين، وقادة رأي إصطنعوا المخاض، لينجبوا قرار مصادرة الرواية، وهو ينم عن عدم فهم كافي لديهم بفضاء العمل الروائي، وما يميزه عن غيره من أنواع الكتابة.

وغياب الأطر الثقافية الفاعلة التي يجوز لها فقط محاكمة النص من حيث إضافته الفكرية، وقيمته الفنية، بغض النظر عن معيارهم الذاتي للعيب والحرام.

لا نجد مفرا في الدفاع عن رواية ” جريمة في رام الله” وإنقاذها من جريمة المصادرة، والحظر، ذلك كوننا لا نرغب بأن نكون الثور الأسود الذي فرح يوم اُكل الثور الأبيض، ولكوننا لا نجد في هذه الرواية أكثر مما يوجد في رواية إحدى عشر دقيقة، والخبز الحافي.

وعلى سبيل الصدفة كان لي اليوم حوارا مع صحفي من زمن بيروت قال فيه: أن الشعوب العربية تحب الفلسطينيين لإعتبارين أساسيين الأول كوننا شعب مظلوم ويناضل لأجل قضية، والسبب الأخر كون الفلسطينيين نجحوا في خلق مركز لكل من يحمل، قلم وريشة وهرب من ظلم الأنظمة الى حضن الثورة في بيروت.

ونحن اليوم مطالبون بالحفاظ على هذا الإرث والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة حتى لا نكون كما وصف نزار قباني نظامه: لا أحد يريدنا لا أحد يقرؤنا فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب لا أحد يقرؤنا فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب

رابط قصير:
https://madar.news/?p=28919

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.