ريما مكتبي تروي تحدّي الموت: قهرتُ المرض والشماتة

نابلس – مدار نيوز: فاطمة عبدالله خفَّ سعالٌ تداخل يوماً بين الكلمة والكلمة، مُتعِباً #ريما_مكتبي، مُرغماً إياها على تقطيع الجُمل. كان ذلك قبل أشهر، حين التقينا مصادفة، فمرّ الوقت وأنا أحدّق في عينين زرقاوين بريقهما يقهر الوجع. ثم أطلّت عبر شاشة “العربية” بثوب أبيض يشبه بدايات مشرقة بالفوز والأمل.
رافق الإطلالة احتفاءٌ بإرادة عظيمة تغلّبت على الأحزان والآلام وعذابات العلاج، وشوقٌ جماهيري أسعد قلبها. تتكلّم من دون سعال، بصوتٍ واثق، بانتصارات تفوق خيبة العمر معنى وقيمة.
بدت العودة مناسبة للحديث عن رحلة تعب وشقاء صنعت ريما مكتبي الإعلامية المجتهدة، الإنسانة الصافية، العِبرة الجميلة. ليس الحظ والمصادفات ما يصنعان أسماء تغيب وتبقى في ذروة حضورها، تتوهّج وإن ابتعدت. بل الكدّ والمهنية ومشاركة الشعوب همومها، والاجتهاد والتعلّم والتواضع ونُبل القلب، وهي جماليات تختزل مكتبي وصدق روحها.
تصف العودة إلى الشاشة بـ”البداية الحلوة”، وتقول لـ”النهار” بأنّ الخروج بأقلّ ضرر من جراحة خطرة (أجرتها في أميركا) يجعل كلّ يوم بمثابة ولادة جديدة.
“قررتُ ذلك، منحني الله عودةً من الموت، فكيف لا أشعرُ بنعمه؟ بكلّ تحدٍ أواجهه؟ وكلّ نَفَس يختلط بأنفاس الكون ويتّحد بها؟ تختلف الحياة حين تُصاب صحة المرء بنكبة. ورمٌ دماغي أثّر في أوتاري الصوتية ويدي وكتفي اليمنى. مررتُ بلحظات وجع قاسية، عوض أن تكسرني كسرتها، وعوض أن أيأس تمسّكتُ بالرجاء وأيقنتُ بأنّ المرء إن أراد فستعود له قدراته المتفوّقة والعزيمة والنشاط مضاعفاً”.
يفرح القلب بالحبّ والتقدير والوفاء، ومكتبي بتغريدة العودة حوّلت “تويتر” مهرجاناً سعيداً بها. “أنا صحافية، لستُ فنانة أو ممثلة لأمنح الآخرين أخباراً ترفّه عنهم. المهنة تلقّن الواقعية ونقل مَشاهد الحرب والسياسة ومآسي البشر.
إنّه عامي العشرون في الصحافة. مررتُ بأربع مؤسسات بينها “النهار” التي أحبّها، كلّها زادتني معلومات وخبرة. “ممنونة” حبّ الناس ومشاركتي بهجة العودة.
إنني أمام تحدّي استعادة صحتي كاملة، فأستطيع حينها التغطية في ساحات المعارك وفي المخيمات ويوميات الشعوب المقهورة. الأمر يتطلّب قدرات صحية أراهن على استعادتها وسأنجح. عدتُ لقراءة نشرة الأخبار وسأستمر بكتابة مقالي في موقع “العربية”. إنها فرصة لشُكر المؤسسة على الحضن والثقة”.
المصدر : النهار
رابط قصير:
https://madar.news/?p=26049