سبسطية معركة العَلم …مدينة تستغيث
مدار نيوز، نشر بـ 2016/09/04 الساعة 9:22 مساءً

علي دراغمة: في بلدة سبسطية شمال نابلس حللنا اليوم …المدينة الأم حيث حكم الملك هيرودوس في ذات المكان الذي قطع فيه رأس النبي يحيى ..ومع ذلك المدينة بقيت مكانها ثابتة ..بل صنعت لنفسها تلة هي الأعلى.
منها تشاهد كل الجوار على مدى النظر ..ما لا يفهمه الإسرائيلي أن تزوير التاريخ لن ينفع مع هذه المدينة الفلسطينية …رئيس بلديتها معتصم عليوي ..يحفظ التاريخ عن ظهر قلب، يعرف أسماء الأماكن والحقب التاريخية التي شهدتها المدينة.. وهكذا السكان.
الاحتلال والمستوطنين لا يمكن أن يكونوا أكثر جبروت من الملك الشرير الذي قطع رأس النبي …كل التاريخ يؤكد على البقاء الفلسطيني الأزلي هنا ..وكل الشواهد تقول أن الاحتلال قادم بخطط تهويد جديدة على سبسطية، خطط تم إعدادها في جامعتي “ارئيل وبار إيلان”…
الخطط الإسرائيلية الجديدة بدأت منذ عام 2014 إلا أنها وتيرتها بدأت تعلو الآن ..فالصحف العبرية بدأت هي الأخرى بنشر مطامع المستوطنين، وكان آخرها اليوم حيث تناولت إحدى صحف المستوطنين عن تاريخ، ادعت فيه وجود للديانة اليهودية في سبسطية.
هذا كله تصدت له بلدية سبسطية بكلمة واحدة “إنها بلدنا” ولن نرحل ولن نقبل إلا بسيادة فلسطينية عليها.
رئيس البلدية معتصم عليوي قال للصحفيين “ليس لدينا مشكلة في زيارة الناس إلى سبسطية مهما كانت ديانتهم ولا نمانع أن يأتي اليهود لزياراتها كما يفعل كل الناس وكل الديانات، ولكن السيادة على سبسطية فلسطينية ولن نقبل بغيرها”.
الشبان في سبسطية تجمعوا حول الصحفيين ولسان حالهم ينطق بالكلمة ذاتها ..نحن نزرع العلم الفلسطيني وجنود الاحتلال يأتون لاقتلاعه..العلم الفلسطيني مثبت على أعلى تلة في سبسطية، وقد تم اقتلاعه 5 مرات، ولكن الشبان أعادوه إلى مكانه، يرفرف وينتظر مواجهات في معظم الليالي بين الشبان وجنود الاحتلال ..العلم أيضا مصاب بطلقات نارية …إنه جريح ولكن قررنا الوقوف في ظله، وحده في أعلى التلة وقد وفر لنا ظلا ليحمينا من أشعة الشمس الحارقة ظهر اليوم الأحد.

اليوم رأت حملة “#سبسطية شمس_ الحضارات” النور رغم الإعلان عن انطلاقتها منذ فترة من الزمن.
الناشطة بثينة حمدان من رام الله حصلت اليوم على شرف المواطنة من بلدية سبسطية؛ باعتبارها واحدة من المدافعين عن حضارة سبسطية، وقد كرمت باسم المدينة التاريخة، تقول يا لحظي الجميل سبسطية تكرمني وافتخر بهذا التكريم وبهذه المواطنة.

لم يكن سهلا علينا التدقيق بعدد الإشعارات التي تلقاها سكان المدينة من سلطات الاحتلال التي تطالبهم بهدم بعض المنشآت الصغيرة التي أقيمت لاستقبال السياح وتوفير لقمة عيش أو شربة ماء، هذا الوجود الفلسطيني حتى لو كان صغيرا وتم بناءه بطريقة بدائية إلا أنه يزعج سلطات الاحتلال.
سياج من أسلاك صغيرة يفصل المكان..يؤشر رئيس البلدية عليوي للصحفيين قائلا “هذه حدود وضعها الاحتلال، يمنعوننا من فعل أي شيء لتحسين وضع المدينة أو حتى التدخل في صيانة المواقع التاريخة التي تسبب الزمن والسراق في تلفها، إذا بقيت المدينة على هذا الحال سوف تختفي صفحات من التاريخ”.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تشتري الآثار من المهربين والسارقين، ومع ذلك تتهم الفلسطينين بسرقة الآثار، وتدعي أنها الحريصة على سبسطية وتاريخها.
وكان حضور ملفت لوسائل الاعلام في المؤتمر الصحفي الذي نظمته حملة سبسطية شمس الحضارات بالتعاون مع بلدية سبسطية ووحدة الاعلام وزارة الخارجية.
خرجنا من سبسطية وأنا في رأسي سؤال واحد، لماذا لم تأتِ معالي وزيرة السياحة لمرافقتنا في حافلة الصحفيين؟
الصحفيون اليوم حضروا من رام الله ونابلس ولكن لم تحضر الوزارة إلا ببعض الموظفين الصغار.
سبسطية تقاوم من أجل البقاء …فهل تسمعون؟؟؟، سبسطية تستغيث!!!.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=6087