سقوط متجدد للديمقراطية الإسرائيلية

كتب محمد أبو علان
كل إنسان طبيعي على قناعة مطلقة بأن الاحتلال والديمقراطية لا يلتقيان في بقعة واحدة، على الرغم من ذلك تصر دولة الاحتلال الإسرائيلي على تسويق نفسها بأنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.
لا نريد العودة لتاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي يتنافى في كل جزئية منه مع كل شيء إنساني، وليس بالديموقراطية فقط، بل نريد العودة ل 48 ساعة مضت فقط لنرى أن الديمقراطية في واد ودولة الاحتلال الإسرائيلي في واد آخر.
بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي خرج بقوة ضد منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية بسبب مشاركتها في اجتماع مجلس الأمن الدولي ضد الاستيطان قالت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي، ولا يمكن أن يستمر للأبد.
هدد نتنياهو منظمة بتسيلم بعد أن اتهمها بنشر الأكاذيب والإدعاءات الباطلة بأنه سيعمل على تعديل قانون الخدمة الوطنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي ليمنع الإسرائيلين من الخدمة الوطنية مع مؤسسة بتسيلم.
الدليل الآخر في كذبة وجود ديموقراطية وحرية رأي وتعبير في دولة الاحتلال الإسرائيلي هو مساعي رئيس بلدية بئر السبع من أجل منع لقاء جماهيري في المدينة سيشارك فيه إسرائيليين رافضين للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أما قمة العتصرية الإسرائيلية، وقمع الحريات العامة برز في طلب وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجف من رئيس بلدية حيفا منع الفنان الفلسطيني من فلسطين المحتلة 1948 تامر نفار من المشاركة في مهرجان الأفلام الدولي الذي سيكون اليوم الثلاثاء في مدينة حيفا.
سبب المطالبة بمنع مشاركة الفنان نفار حسب إدعاء ريجف أنه يغني من شعر محمود درويش التي يعطي شرعية للإرهاب على حد تعبيرها، وأن نفار لا يفوت فرصه ليعبر عن رفضه لدولة الاحتلال الإسرائيلي كدولة يهودية.
هذه مجرد شواهد بسيطة من كم هائل من الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية والديموقراطية وحقوق الإنسان، والفهم الإسرائيلي للديموقراطية هو كل ما يعزز يهودية دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب أبناء الأرض الأصليين، وغير ذلك ممنوع عليه الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير حتى لو كان يهودياً.