سيد درويش على مسرح السرايا في يافا
مدار نيوز، نشر بـ 2017/02/19 الساعة 3:19 مساءً
يافا – مدار نيوز:كتبت سهير سلمان منير : ليلة أمس حضرنا المسرحية الجديدة سيّد درويش بين ثورتين ” في مسرح السرايا.
ذهبنا إلى هناك بحب كبير للسيد درويش فعدنا بحبين بعد عمل مسرحي راقي مستوحى من أحداث تاريخية دارت في وطن الموسيقار الخالد سيد درويش.
وطنية المطريين متوهجة دائما وطولها بطول نهر النيل لكنها تنقسم بين تيارين في كيفية تعاملها مع الاحتلال البريطاني بنهاية القرن التاسع عشر.
المسرحية من كتابة وإخراج الفنان سميح جبارين وتمثيل الفنانين: جورج اسكندر، منى حوا، تامر نفار، غسان أشقر، أمجد بدر وبمشاركة الفنان حبيب شحادة حنا الذي يقدّم موسيقى حيّة على امتداد العمل المسرحي.
من ضمن ما تعكسه المسرحية كم من الوجع والمعاناة تكبدته مصر منذ احتلالها على يد البريطانيين.
و المسرحيّة تعالج بلاد النيل خلال الفترة الواقعة بين الثورة العرابيّة وثورة الفلاحين عام 1919، حيث يولد سيّد في تلك الفترة.
وتتميز تلك الفترة بصراع فكري عميق بين نهجين: الأول يدعو إلى التفاوض مع الحكومة البريطانية حول ما سمّي “الجلاء” والثاني يتبنّى نهجاً ثورياً في السعي نحو التحرير.
تتعامل المسرحية مع تخبط سيد درويش بين النهجين السياسيين وتبين رؤية سيد درويش الفكرية والتي تؤثر تباعًا على أعماله الفنية والموسيقية.
كما أنها تظهر التأثير الكبير الذي ألحقته شخصيات هامة في مسيرة حياته مثل عشيقته “جليلة” التي تركت علامة خاصّة في مسيرة حياته.
هذه المسرحية الجميلة التي تخاطب العيون والأذان والروح تلقي الضوء على الجانب الإنساني للسيد درويش بما يتعلق بالحياة الاجتماعية والسياسية وحكايته مع النساء.
رغم قصر عمره تفجرت مواهب السيد درويش بسرعة فائقة وكانت زياراته لسوريا وفلسطين ولبنان قد ساهمت بذلك بعدما تعلم العزف على العود والنوتة ومن توزيعاته تلحين أغنية : زوروني كل سنة مرة.
ويبقى عمله الفني الخالد النشيد الوطني المصري بلادي بلادي الذي لحنه في مطلع العشرين.
مات سيد دروش قبل قرن وما زال ملهما.
شكرا لمسرح السرايا الذي أغلق دائرة عمرها مائة عام بعدما كان سيد درويش قد زار يافا وشكرا مرة أخرى له لأنه بمثل هذه المسرحيات لا يقدم فنا فقط بل يساهم فعلا بترميم الذاكرة الجماعية بأسلوب رشيق يلائم مختلف الأجيال .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=30585
