الشريط الأخباري

سينما جنين يتباكون عليها ام على التمويل … عاطف أبو الرب

مدار نيوز، نشر بـ 2016/09/11 الساعة 11:30 صباحًا

 

في البداية وقبل كل شيء فإن السينما في فلسطين لا تمثل حالة ثقافية بالمعنى الحقيقي، كما كان في السابق ، وهذا ينطبق على كل دور السينما التي اندثرت أو في طريقها للاندثار. وسينما جنين، ليست استثناء، وإن كان استثناء فهي استثناء، اعتقد انه سلبي .

تعطلت السينما في جنين منذ سنوات طويلة، ولم تجد من يعيد لها الحياة. منذ سنوات طل علينا مشروع ألماني، وأجزم أنه في أعقاب تبرع أحد أبناء جنين بأعضاء أبنه الشهيد لمستوطنين، وبعد هذه الحادثة تبنى الألمان مشروع تشغيل سينما جنين، ومع أنني أتابع ما يجري، لم يكن بوسعي معرفة تفاصيل كثيرة كانت تحدث في السينما. وأتمنى أن لا يفهم من حديثي الإساءة لأي شخص عمل في هذا المشروع.

لكن المتابع لعمل السينما في السنوات العشر الماضية يمكنه معرفة أن المشروع لم يقدم أي شيء للمشهد الثقافي، فلم نشهد أي إنتاج سينمائي محلي، وإن حصل فهو في المستوى الأدنى. كما أن سينما جنين لم تشكل وجهة للمثقفين باستثناء بعض الندوات الأدبية التي رعتها وزارة الثقافة، كما أنا استقبلت عدداً من المهرجانات، بعدد أًصابع اليد، خلال فترات متقطعة. وكل هذا حصل بفعل التمويل من قبل الألمان، وما أن توقف التمويل حتى تخلصت السينما من الموظفين.

اليوم السينما لم تعد تشكل دخلاً لقائمين عليها، ولا اعتقد أنها كانت مصدراً للدخل بفعل عملها، ولكنها كانت سبباً في تمويل ألماني للقائمين عليها، وعليه فقد كانت مصدر للدخل لعدد من الموظفين والقائمين عليها، ولم يتيمكن الفريق المشرف على السينما خلال هذه السنوات من خلق حالة ثقافية جمعية، كما أنه لم يتمكن من تطوير كفاءة السينما لتواصل مسيرتها بمعزل عن الدعم والتمويل. لأنها لا تشكل وجهة للمثقفين أو غيرهم، اعتقد لو أنها تغلق أبوابها عشر سنوات لن تجد من يسأل عنها.

برأيي المتواضع التباكي على سينما جنين سببه محاولة البعض، وهنا أقصد ما أقول، البعض وليس الكل الحصول على تمويل لمرحلة إضافية يمكن هذا البعض من جني مزيد من الأموال، والحجة التباكي على السينما. وأدرك أن بعض المثقفين سيغضب لكلامي هذا ولكن، أتمنى على الجميع مراجعة نقدية لمسيرة السينما في جنين، والحكم على الأثر الإيجابي الذي تركته في المشهد الثقافي في جنين.

أتمنى على وزارة الثقافة التروي في التعاطي مع موجة الردح والتباكي على سينما جنين، وإن كانت ترغب في استمرار هذا المشروع، أن تتولى بنفسها إدارته، وتنزع سيطرة البعض عليه، لأنه في حال استمر المشروع على حالة، سيأتي يوم ليس بعيد وتعاد فكرة بيع السينما، خاصة أنها ملك جماعي، ومن حق أي فرد من المالكين التفكير ببيع المشروع، أو استثماره في بناء عقار جديد.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=7106

هذا المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط.

تعليقات

آخر الأخبار