الشريط الأخباري

ضم اسرائيلي “هادئ” لاجزاء واسعة من الضفة الغربية….

مدار نيوز، نشر بـ 2016/11/05 الساعة 11:33 صباحًا
رام الله – محمد يونس: بعد ان اكملت اسرائيل بناء القطار الخفيف الذي يربط مدينة “القدس الكبرى” بالمستوطنات الواقعة في القدس الشرقية المحتلة وعلى مشارفها والتي تطلق عليها اسم “احياء يهودية”، بدأت خطة جديدة لربط المدينة بكتل استيطانية موغلة في قلب الضفة الغربية، في خطوة تهدف الى ضم هذه الكتل الى الدولة العبرية.
وفي وسط الضفة الغربية، ضمت السلطات الاسرائيلية مساحات واسعة من الاراضي الى البنية التحتية الاسرائيلية، فباتت غالبية اراضي محافظة سلفيت ومناطق جنوب غرب نابلس ومشارف الاغوار، امتدادا لمدينة “تل ابيب الكبرى” دون ان يطلق عليها رسميا هذا الاسم.
وفي جنوب الضفة الغربية، اقامت اسرائيل سلسلة من الطرق السريعة والانفاق التي تربط المستوطنات في محافظتي بيت لحم والخليل بالمدن الاسرائيلية الواقعة على الجانب الآخر من الخط الاخضر الذي كان يعتبر حدودا فاصلة بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتكفي جولة سريعة تبدأ من جنوب نابلس مرورا بمحافظة سلفيت وشرقي القدس وصولا الى مشارف بيت لحم والخليل لنعرف ان اسرائيل تقوم باجتياج عمراني “هادئ” للضفة الغربية.
ويشمل هذا الاجتياج توسيع المستوطنات والمناطق الصناعية الاستيطانية والبنى التحتية اللازمة لها من طرق واسعة وعريضة، وشبكات كهرباء واتصالات ومياه وقطارات وحافلات وغيرها. ويتحول المشهد الفلسطيني، بصورة تدريجية، الى مشهد اسرائيلي في هذه المناطق الحيوية من الضفة الغربية التي تضم سلسلة من الجبال والهضاب والتلال الممتدة في عمق الضفة الغربية محيلة المدن والقرى الفلسطينية الى كانتونات متناثرة.
وسيربط القطار الجديد القدس بمستوطنة “معالية ادوميم” وهي مدينة استيطانية تمتد من شرقي القدس حتى مشارف مدينة اريحا، وايضا بالمستوطنات المحيطة بمدينة رام الله العاصمة الادارية للسلطة.
وبجوار هذه مدينة “معالية ادوميم” الاستيطانية، تعمل السلطات الاسرائيلية على تهجير العديد من التجمعات البدوية لاقامة مستوطنة جديدة تسمى “ي1” والتي يعتبرها السياسيون والدبلوماسيون الأجانب المسمار الأخير في نعش مشروع حل الدولتين لانها تفصل كليا بين وسط الضفة الغربية وجنوبها. وابلغت السلطات الاسرائيلية اخيرا مجمعات بدوية تقع شرقي بلدة العيزرية المقدسية وشرقي المستوطنة بقرارها نقل هذه التجمعات الى مناطق اخرى معزولة في الضفة الغربية.
وقال سكان تجمع “ابو نوار” ان السلطات ابلغتهم بقرارها نقل تجمعهم الى منطقة تقع قرب مكب النفايات جنوب العيزرية. ولا يخفي عدد من قادة الحكومة الاسرائيلية مساعيهم الرامية الى ضم الضفة الغربية او اجزاء واسعة منها.
ويتصدر وزراء حزب “البيت اليهودي” الذي يسمى حزب المستوطنين، الدعوات لضم الضفة الغربية. ويستند هذا الحزب الى دعم واسع في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والذين بلغ عددهم 650 الفا.
ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد الى مليون مستوطن وفق مشاريع التوسع الاستيطاني الحالية التي تستكمل في غضون السنوات القليلة القادمة.
ويسعى الحزب الرئيس في الحكومة “الليكود” الى ضمن اجزاء واسعة من الضفة الغربية تترواح بين 50-60 في المئة من الضفة الغربية، وتشكل الاجزاء الاهم من الناحية الجغرافية والاقتصادية والامنية والجمالية من اراضي الضفة الغربية.
وتترافق المساعي الاسرائيلية لضم هذه الاجزاء من الضفة الغربية مع عمل سياسي دؤوب يهدف الى التخلص من قطاع غزة وسكانة الذين تجاوزوا المليونين نسمة، يعيشون في شريط ساحلي ضيق وصغير (360 كيلومتر مربع) وفصله كليا عن الضفة الغربية، واضعاف الدور السياسي للسلطة وتحويلها الى سلطة حكم ذاتي مسؤولة عن ادارة الخدمات للتجمعات الفلسطينية المعزولة خلف معابر عسكرية اسرائيلية.
ووسعت اسرائيل أخيرا من دور دائرة الحكم العسكري في الجيش التي تسميها “الادارة المدنية” في الضفة الغربية على حساب دور السلطة الفلسطينية.
وينشر منسق الحكم العسكري الاسرائيلي الجنرال يواف مردخاي يوميا اخبارا باللغة العربية على صفحته على الانترنت، موجهة الى المواطنين الفلسطينيين، تتضمن انظمة وتعمليات واجراءات لحركة الافراد والسلع. وتزخر الانباء القادمة من مكتب “المنسق”بالرسائل السياسية حول “لا جدوى” ما يسميه “العنف” وفرص “العيش الكريم” و”التعايش” تحت الحكم الاسرائيلي.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون في اللقاءات المغلقة ان اسرائيل ترفض حتى تطبيق اتفاقات اوسلو المجحفة بحق لفلسطينينين لانها تحاول القضاء على الدور السياسي للسلطة تمهيدا لضم الجزء الاكبر من الضفة الغربية وتكريس الحكم الذاتي للفلسطينيين تحت الاحتلال… أنتهى.

رابط قصير:
https://madar.news/?p=14756

تعليقات

آخر الأخبار