على هامش النكبة 74 … لنبدأ العد من جديد .. بقلم : حمدي فراج
![](https://madar.news/wp-content/uploads/2022/05/9df18aa5c686992d61890417fb0eb9b4-1.jpg)
مدار نيوز \
بهذه المناسبة الاليمة على قلوب الفلسطينيين والعرب واحرار العالم ، كل عام والجميع بخير ، رغم ان الصهيونية العالمية صاحت صيحتها المشؤومة من ان كبارنا يموتون وصغارنا ينسوون ، وكأن كبارنا فقط من يموتون ، اما كبارهم لا يموتون ، ربما بسبب ما يأكلونه في فلسطين ، بلاد السمن والعسل ، او ربما لوعد الله لهم بها و بشعبها المختار .
في هذه المناسبة ، التي يحييها الشعب الفلسطيني بحزن وألم وفجع ، ويحيونها هم بفرح وسرور واحتفالات ذكرى قيام دولتهم ، او “استقلالها” كما يروّجون ، نتوجه لهم بصفتهم الانسية الآدمية ان يعيدوا النظر فيما يفعلون ، على اعتبار ان هذه المدة (74 سنة) كافية لتصويب القرار و تغيير المسار ، خلالها لا بد ان تكونوا قد أدركتم ، انه لا يمكن القضاء على الشعب الفلسطيني ؛ لم تستطيعوا ذلك في حقبتكم الذهبية ، حقبة عشرات المجازر ، وهدم مئات القرى و حملات التطهير العرقي ، لم تستطيعوا ذلك بحملات الاعتقال التي طالت نحو مليون فلسطيني ، نحو خمس الشعب ، ما يقارب عشرين مليونا من الشعب الالماني او التركي او الايراني .
ولطالما انكم على مدار كل هذه المدة لم تستطيعوا القضاء على هذا الشعب ، فإنكم بالتالي لم تستطيعوا القضاء على جذوة نضاله ، رغم محاولاتكم الحثيثة المتمثلة في سياسة تعيين المخاتير والادارة المدنية والبلديات و روابط القرى ، لم تستطيعوا ذلك عندما لاحقتم الثورة في الاردن ولبنان وأخرجتموها منهما ، لم تستطيعوا ذلك بـ “السلام” في اوسلو ، حيث اعتقدتم انكم طوعتم وحيّدتم حركته القائدة ، على اعتبار انها الحركة الكبيرة ، و بقية الحركات هامشية او انها ستتبع ، ولكن تولدت حركات قريبة من الاصولية الاسلامية ، أدخلت مصطلح “الجهاد” على الخط ، واصبحت القدس مقدسة والخليل مقدسة ونابلس فيها قبر يوسف وبيت لحم فيها قبر راحيل .
في الجوار ، بعد ان اجتاح شارونكم العاصمة اللبنانية بيروت ، وقررتم احتلال الجنوب اللبناني وانشاء حيش عميل لكم ، تخلّق حزب سياسي “ديني شيعي” يحمل اسم الله ، فطردكم شر طردة من الجنوب ، وفرض عليكم تنفيذ اي نوع من الاعتداء عليه ، و في غمرة عشرين سنة اصبح قوة اقليمية يحارب في العراق و سوريا واليمن و طبعا في فلسطين ، واصبح يقود محورا متعاظما ، خلال هذه الفترة ، انسحبتم من غزة ، وشنيتم عليها اربعة حروب ، فشلتم في تحقيق اي من اهدافكم خلالها ، ثم جاءت معركة سيف القدس ، أمطرتكم فيها المقاومة الغزاوية ، رغم حصاركم لها برا وبحرا و جوا ، بما يزيد عن اربعة آلاف صاروخ ، والقادم كما يقال و كما تقولون ، أعظم وأكثر و أخطر .
في تداعيات “سيف القدس” ، وحدّتم من حيث لا تدرون ، الشعب الفلسطيني كله ، لم يعد مقتصرا على الضفة والقطاع ، بل خرج نحو اثني مليون فلسطيني “اسرائيلي” من حظيرة الترويض والتطويع والتهجين . فماذا انتم فاعلون في هذه الذكرى ؟ اننا المنكوبون ، نعم . ولكنا ايضا نجبركم على ان تبقوا البسطار في اقدامكم ، كي لا يهنأ اللص بما سرق . تريدون أكثر من 74 سنة للتفكير ؟ لا بأس ، لدى هذا الشعب اصرارا على مواصلة النضال و قدرة الاحتمال ان يبدأ العد معكم من جديد .
رابط قصير:
https://madar.news/?p=241062