عن الاعلام الاجتماعي ..ماذا كتب عماد الاصفر عن الاهوار ونانسي عجرم ؟

لوعة ميحانة في الأهوار واصطهاجة نانسي عجرم على الهواء مباشرة
وردت في العهد القديم على انها جنات عدن، ومعروف انها شهدت بدايات الحضارة السومرية. نجت مطلع القرن الماضي من مشاريع استعمارية قضت بردمها لاستغلالها في الزراعة، ثم نجت قبل نهايته من مشاريع صدام حسين لتجفيفها كعقاب للمعارضين.
انها الأهوار العراقية الممتدة غربي وشرقي دجلة والفرات من الجنوب نحو الفرات الأوسط، ومؤخرا تم ادراجها على لائحة اليونسكو كأحد معالم التراث العالمي، وذلك بعد التغلب على معارضة ايران لأطماع جغرافية، ومعارضة تركيا لأطماع مائية.
منازلها جميلة مصنوعة من جذوع النخل والقصب المجدول وأرضها مفروشة بالبسط الصوفية المزركشة شتاءا وبالحصر المصنوعة من القصب المجدل صيفا، ويكفي رش جدران المنازل بالقليل من الماء صيفا لتحصل على الهواء المنعش والبارد وقيلولة مريحة.
للقصب رائحة حين يجف واخرى عندما يكون مبلولا، يخضر بالماء ويصفر بالشمس، للقصب صوت حين تجمعه وحين تطرحه أرضا، يصفر حين تضربه الرياح، يبكي القصب عند حرقه، ويئن عند تجديله، لا يحب القصب شيئا الا التحول لناي، ناي يئن حين يحن.
يزرع سكانها الأرز وقصب السكر، ويصطادون الطيور والسمك، ويتنقلون بقوارب صغيرة يسمى مفردها مشحوف، وتماما كما في البندقية يعرف سكانها العشق على اصوله.
كان عبد الله مميزا بمشحوفه وحسن كلامه وطيب معشره وصوت غنائه، حتى ان الناس كانت تتجمع على الشاطئ لسماعه يغني، وهو يربط اكياس البضائع لنقلها من الكوفة الى الناصرية والعمارة والبصرة، ومن بين هؤلاء وشلة بنت إجريو، والتي لم تبح بسر عشقها لعبد الله بل لصديقتها ميحانة هندي.
كان عبد الله يغني:
تيهي على ارج الورود عطورا،،،، و على عناقيد الكروم خمورا
وتمنعي فالشعر وحي تمنع ،،،،، واللحن يطلق ان وقعت اسيرا
وتحكمي بالحب فهو تعطش ،،،، ان لم يعلَّ فقد يشب سعيرا
لا تسالي عني الطيور فاني ،،،،، اصبحت من نظر الطيور غيورا
يا وردة ملا الضفاف جمالها ،،،،، و جرى الغدير بعطرها مسحورا
ترى سقيت دمي فخطب لونه شفتيك ،،،، واعتدل الرشيق نظيرا
قد طال ليلي فاستعنت على الدجى ،،،، بشعاع طيفك يصهر الديجورا
ويشيع في دف المنى ودبيبها ،،،، و يرد اشجان الحياة سرورا
نيران العشق تحرقها، ونصائح ميحانة بالإفصاح عن عشقها له ولو بالاشارة من بعيد اصبحت مستحيلة فقد غابت شمس الأهوار يوما بعد يوم ولم يأتِ عبد الله ولم يسمع صوت غنائه، لقد انهارت اجزاء من جسر المسيب الخشبي على مشحوفه فقلبته والتفت حبال بضائعه على يديه وربطتها وسحبته بعيدا. تماما كما فعلت قبل أعوام حين فجعت عريسا شابا بعروسه فبكاها دما ودمعا وشعرا: على جسر المسيب سيبوني.
وكما استنجد الفتى الكنعاني: دلوني على الآلهة عناة ، فغناها الناس من بعده على دلعونا، استنجدت وشلة بصديقتها ميحانة: ميحانة … ميحانة ، غابت شمسنا الحلو ما جانة …..
وكأن غياب عبد الله لم يكن كافيا، فقد ابتلاها القدر بشقيق صديقتها وشلة، كان شاباصفيقا، وما ان سمع القصة وفهمها حتى بدأ التحرش بوشلة والتي صدته ورفضت خطوبته فبدأ في نشر أخبارها والاساءة لسمعتها حتى اصبحت على كل لسان وتحولت لأغنية أبدعها كتابة؛ الشاعر جبوري النجار، ولحنا؛ الملحن الاستاذ ناظم نعيم، وتوزيعا؛ الموسيقار جميل بشير، وغناها كما لم يغن احد من قبله ولا بعده الفنان ناظم الغزالي.
وامام نانسي عجرم (حياها الله ورحم أباها) وعلى مسرح MBC وضمن حلقات برنامج The Voice Kids أداها الثلاثي؛ ميرنا حمد ومحمد العمرو وتارة صلاح مونيكا، فإصطهجت نانسي واصطهج لاصطهاجها خلق كثير.